هذا مقال اخر للدكتور علي العتوم مدرس في جامعة اليرموك
أيّها الرّاحل الكريم وداعًا
الثلاثاء, 29 حزيران 2010 21:59
د. علي العتوم
نُعي لي وأنا أخرج لتوّي من بيت عزاءٍ لأحد أقاربي في جرش ليلة الإثنين (28/6/2010م)، فحزنتُ كثيرًا، واسترجعتُ كذلك طويلاً، حرصًا على الالتزام بالأدب الإسلاميّ الذي تعلّمناه من ديننا ومن قول رسولنا العظيم، وهو يُسجِّي فِلذة كبده إبراهيم قائلاً: "إنّ العين لتدمعُ، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربّنا، وإنّا لفراقك يا إبراهيمُ لَمحزونون"، فالموتُ قدر الله النّافذ الذي لا بدّ أن يأتي على الجميع في هذا الكون، إذ: "كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهَه". والله وحده الحيّ الذي لا يموت، والإنس والجِنّ يموتون. أجل: "ويبقى وجهُ ربِّك ذو الجلال والإكرام".
إنّ الله سبحانه –كما جاء في الأثر، تأكيدًا على حقّ الأخوّة-: "ليسألُ عن صُحبة ساعةٍ"، فكيف إذا كانت هذه الصُّحبةُ لا ساعاتٍ وأشهرًا، بل أحوالاً طِوالاً وأعوامًا مِدادًا، في بلدنا هذا وغيره من بلاد الله الواسعة؟! لقد كان ذلك قبل ما يربو على أربعين سنةً في طرابلس الغرب، أيّامَ ذهبتُ ثمّةَ للتّعليم أوائل حياتي العمليّة في التّدريس، حيثُ كنتُ أدرّس العربيّة في مدرسة النّصر الإعداديّة الثانويّة في العاصمة اللّيبيّة، وأسكنُ في "الهضبة الخضراء" أحد أحيائها الجميلة.
إنّه أخي في الله أبو محمّد الدّكتور أحمد العرجا رحمه الله، وتقبّله عنده في الصّالحين، وأجزلَ مَثوبَته، وغفر ذنبَه، وألهمَ ذويه الصّبرَ والسُّلوان. ذاك الرّجل الذي كان كما أعرف كتلةً من الحركة والنّشاط الدّائِبَين، وطاقةً متوهّجةً من الأمل والعمل لا تكاد تخبو. فسبحان الله قابِضِ الأرواح في الوقتِ المعلوم، والأجل المحتوم. وصدق جلّ جلاله: "فإذا جاءَ أجلُهُم، لا يستأخِرونَ ساعةً ولا يستقدِمون". نعم، كنتُ أعرف فيه حُبَّه للإنتاج والبِناء، وحرصَه الشّديدَ على الاستثمار فيما ينفع أو يُفيد. لا يكاد يُضيع دقيقةً واحدةً فيما لا يعود عليه بالخير في دنياه وأخراه، حتّى لكأنّه يُحقّق في نفسه مضمون القول المأثور: "اعملْ لدنياك كأنّك تعيش أبدًا، واعملْ لآخرتك كأنّك تموت غدًا" !!
عرفتُ الرّجل رحمه الله في ليبيا كما أشرتُ من قبلُ، جارًا وأخًا في الله هنا وهناك، فما كنتُ أرى إلاّ الكلمة الطّيّبة، والبسمةَ اللّطيفة، والطّرفةَ الخفيفة، والصّحبة الكريمة، والإيمان العميق، والثّبات الأكيد على المبدأ، في وقتٍ كان هو وأمثالُه من المُلتزمين، ولا سيّما في بلده قطاعِ غزّةَ، أو حيثُ تخرّج في مصر يعيشون أوضاعًا صعبةً من الملاحقة والتّضييق، وظروفًا عسيرةً من المتابعةِ والإرصاد لكلّ مَن يُشتبه بالتزامه بدين الله. وكنتُ ألمحُ آثار ذلك فيه وفيمن مَعه من أبناء القطاع، ولا سيّما في السّتينيّات من القرن الغابر، حيثُ كانت الدّعوة إلى الله في مصر وغيرها من البلدان العربيّة في وضعٍ لا تُحسد عليه، ولكنّ الله سبحانه وتعالى سَلَّمَ، وقهرَ الظَّلَمةَ بالخزي والتّكذيب فيما كانوا يدّعون، والفضيحة في الدّنيا قبل الممات، "ولَعَذاب الآخرةِ أخْزَى، وهُمْ لا يُنصَرون".
حقًّا، إنّها لأيّامٌ جميلةٌ قضيناها معًا في ليبيا. أيّامُ أخوّةٍ، وطِيبِ عِشرةٍ، وحُسْنِ صُحبةٍ، وإحسانِ جيرةٍ، إذ كان أبو محمّد رحمه الله أعتدّه الأخَ الأكبر قدْرًا وسِنًّا. وهو فعلاً يكبرني بسنوات. كما كان رحمه الله يُمثّل هناك، لأصحابه وإخوانه وأقاربه وأبناء عمومته ومعارفه، بل للكثيرين من أبناء غزّة، كبيرَ العائلة. يُعينُ مُحتاجَهم، ويخدمُ غائبَهم، ويتولّى مصالحَ مَنْ يُكلّفه بها منهم، ويُضيف زائرَهم، فلا يُقصّر ولا يسأم. أيّامًا حلوة تعرفّتُ فيها عن طريقه على بعض الإخوة الغزّيّين من الدُّعاة إلى الله الذين كنتُ ألحظُ فيهم الجِدّ في العمل، والصّبرَ على الخشونة والقسوة، وشحاعة النّفْس، وصِدق اللهجة، والبُعدَ عن التّكلّف. أحسبهم كذلك ولا أزكّيهم على الله.
إي والله، إنّها لأيّامٌ سعيدةٌ قضيناها في ذاك البلد العربيّ القصيّ، بصحبة الأخ أحمد وأقربائه وإخوانه في الله. وكنتُ حينها في أيّام زواجي الأولى. وكانت زوجه أمّ محمّد، نِعم الأخت الفاضلة، وكانت والدتُه أمّ أحمد أيضًا نِعم الأمّ الكريمة التي أعدّها أنا وزوجي أُمَّنا كذلك لكِبَر سِنّها، ودفء معاملتها، وحُنوّ أسلوبها. ولقد كانت زوجُ أبي محمّد وأمُّه تُمثّلان لزوجي أمّ أيمن الأخت الشّفيقة، والأمّ الرّؤوم. وكم أسِيتُ عندما سمعتُ قبل سنوات بوفاة الوالدة أمّ أحمد رحمها الله. ولا أنسى أن أذكر بالتّقدير والاحترام والدَ الأخ أحمد، ذاك الرّجل المُسِنّ صاحب التّجربة الطّويلة، والتّديّن الصّافي. رحمه الله رحمةً واسعة.
لقد استفدتُ من أخي أبي محمّد رحمه الله أشياءَ كثيرةً نافعة، أسأل الله أن تكون في ميزان عمله يوم القيامة، من مثل التّعرّف على بعض الإخوان الليبيّين كالأخ الشّيخ العِماريّ الذي كان من القلّة الذين يصدعون بكلمة الحقّ من على مِنبر مسجده يومَ الجمعة، والأخ الصّحفيّ في جريدة "الشّعب" محمود النّاكوع، والأخ الكُتبيّ في ميدان الشّهداء بهلول نشنوش الذين أسأل الله عزّ وجلّ أن يمدّ في أعمارهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وأن يتقبّلهم في المرحومين إن كانوا قد تُوفُّوا. كما استفدتُ حُبًّا للدّعوة وثباتًا عليها، ولا سِيّما أنّه عايَشها قبلي وصبر على لأوائها وقت المحنة في القطاع وأرض الكِنانة، وحدّثني كيف أنّ بعض الكِبار مِمّن كانوا ينتسبون إليها زاغوا عن الحقّ، وظنّوا أنّ طريق تحرير فلسطين في ترك نهج الدّعوة، واتّباع نهج "الفلسطة"، ، متعجّلين، فعُوقِبوا بأن قضَوا على نيّة عِمّيّة، وطِيّةٍ جاهليّة، وذِكرٍ غير محمود. والعِياذ بالله.
أخي أبا محمّد، أذكر فيك دأبك في العمل، وجِدّك في الحياة، ورغبتك في الاستزادة من العلم، وحنوّك على إخوانك، ورِفقك بأصحابك، وإخلاصك لدعوتك، ولين جانبك، ولطف تعاملك، وقوّة إيمانك، وثباتك على مبدئك، واستعدادك لخدمة من يلوذ بك. حقّا لقد أحزنني موتُك، ولكنّه حُكم الله ولا مُعقِّبَ لحُكمه، وقضاؤه ولا رادَّ لقضائه. وليس لنا إلاّ التّسليم والإذعان، حامدين الله على كلّ شيء، ومتذكّرين في الوقت نفسه تفاهة هذه الحياة وغرورَها، وسرعةَ تصرّمها، وأنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى.
أخي أحمد، أعزّي فيك نفسي والدّعوة وكلّ مَن عرفك. كما أُعزّي فيك زوجَك الكريمة أمّ محمّد، وإخوتَك أبا معاذ وحسينًا وإبراهيم، وأولادك الكِرام وعلى رأسهم الدّكتور محمّد، وابن عمّك جاد الله وزوجه الفاضلة أختَك، وأصهارك جميعًا، وعشيرتك آل العرجا الأفاضل، سائلاً الله العليّ العظيم أن تكون مِمّن يَرِدون على حوض رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن تكون بصحبته وصُحبةِ إخوانه الأخيار. وهنيئًا لك وفاتُك في دار الإخوان بعمّان وأنت تعمل لله جلّ وعَلا. فنِعمت النّهاية، وحبّذا الختام. وإنّا لله وإنّا إليه راجِعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ به، إنّ له ما أخذ وله ما أعطى، وكلَّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى فلنصبرْ ولنحتسبْ، فالدّنيا هذا شأنها، لا بقاء لها ولا دوام، كما قال الشّاعر:
وَهَذِه الدّارُ لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
ووداعًا أخي الحبيب، وبأمان الله، وإلى جنّته ورِضوانه
تجده في هذا الرابط
http://www.assabeel.net/arabic-essays/13458-أيّها-الرّاحل-الكريم-وداعًا.html
أيّها الرّاحل الكريم وداعًا
الثلاثاء, 29 حزيران 2010 21:59
د. علي العتوم
نُعي لي وأنا أخرج لتوّي من بيت عزاءٍ لأحد أقاربي في جرش ليلة الإثنين (28/6/2010م)، فحزنتُ كثيرًا، واسترجعتُ كذلك طويلاً، حرصًا على الالتزام بالأدب الإسلاميّ الذي تعلّمناه من ديننا ومن قول رسولنا العظيم، وهو يُسجِّي فِلذة كبده إبراهيم قائلاً: "إنّ العين لتدمعُ، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربّنا، وإنّا لفراقك يا إبراهيمُ لَمحزونون"، فالموتُ قدر الله النّافذ الذي لا بدّ أن يأتي على الجميع في هذا الكون، إذ: "كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهَه". والله وحده الحيّ الذي لا يموت، والإنس والجِنّ يموتون. أجل: "ويبقى وجهُ ربِّك ذو الجلال والإكرام".
إنّ الله سبحانه –كما جاء في الأثر، تأكيدًا على حقّ الأخوّة-: "ليسألُ عن صُحبة ساعةٍ"، فكيف إذا كانت هذه الصُّحبةُ لا ساعاتٍ وأشهرًا، بل أحوالاً طِوالاً وأعوامًا مِدادًا، في بلدنا هذا وغيره من بلاد الله الواسعة؟! لقد كان ذلك قبل ما يربو على أربعين سنةً في طرابلس الغرب، أيّامَ ذهبتُ ثمّةَ للتّعليم أوائل حياتي العمليّة في التّدريس، حيثُ كنتُ أدرّس العربيّة في مدرسة النّصر الإعداديّة الثانويّة في العاصمة اللّيبيّة، وأسكنُ في "الهضبة الخضراء" أحد أحيائها الجميلة.
إنّه أخي في الله أبو محمّد الدّكتور أحمد العرجا رحمه الله، وتقبّله عنده في الصّالحين، وأجزلَ مَثوبَته، وغفر ذنبَه، وألهمَ ذويه الصّبرَ والسُّلوان. ذاك الرّجل الذي كان كما أعرف كتلةً من الحركة والنّشاط الدّائِبَين، وطاقةً متوهّجةً من الأمل والعمل لا تكاد تخبو. فسبحان الله قابِضِ الأرواح في الوقتِ المعلوم، والأجل المحتوم. وصدق جلّ جلاله: "فإذا جاءَ أجلُهُم، لا يستأخِرونَ ساعةً ولا يستقدِمون". نعم، كنتُ أعرف فيه حُبَّه للإنتاج والبِناء، وحرصَه الشّديدَ على الاستثمار فيما ينفع أو يُفيد. لا يكاد يُضيع دقيقةً واحدةً فيما لا يعود عليه بالخير في دنياه وأخراه، حتّى لكأنّه يُحقّق في نفسه مضمون القول المأثور: "اعملْ لدنياك كأنّك تعيش أبدًا، واعملْ لآخرتك كأنّك تموت غدًا" !!
عرفتُ الرّجل رحمه الله في ليبيا كما أشرتُ من قبلُ، جارًا وأخًا في الله هنا وهناك، فما كنتُ أرى إلاّ الكلمة الطّيّبة، والبسمةَ اللّطيفة، والطّرفةَ الخفيفة، والصّحبة الكريمة، والإيمان العميق، والثّبات الأكيد على المبدأ، في وقتٍ كان هو وأمثالُه من المُلتزمين، ولا سيّما في بلده قطاعِ غزّةَ، أو حيثُ تخرّج في مصر يعيشون أوضاعًا صعبةً من الملاحقة والتّضييق، وظروفًا عسيرةً من المتابعةِ والإرصاد لكلّ مَن يُشتبه بالتزامه بدين الله. وكنتُ ألمحُ آثار ذلك فيه وفيمن مَعه من أبناء القطاع، ولا سيّما في السّتينيّات من القرن الغابر، حيثُ كانت الدّعوة إلى الله في مصر وغيرها من البلدان العربيّة في وضعٍ لا تُحسد عليه، ولكنّ الله سبحانه وتعالى سَلَّمَ، وقهرَ الظَّلَمةَ بالخزي والتّكذيب فيما كانوا يدّعون، والفضيحة في الدّنيا قبل الممات، "ولَعَذاب الآخرةِ أخْزَى، وهُمْ لا يُنصَرون".
حقًّا، إنّها لأيّامٌ جميلةٌ قضيناها معًا في ليبيا. أيّامُ أخوّةٍ، وطِيبِ عِشرةٍ، وحُسْنِ صُحبةٍ، وإحسانِ جيرةٍ، إذ كان أبو محمّد رحمه الله أعتدّه الأخَ الأكبر قدْرًا وسِنًّا. وهو فعلاً يكبرني بسنوات. كما كان رحمه الله يُمثّل هناك، لأصحابه وإخوانه وأقاربه وأبناء عمومته ومعارفه، بل للكثيرين من أبناء غزّة، كبيرَ العائلة. يُعينُ مُحتاجَهم، ويخدمُ غائبَهم، ويتولّى مصالحَ مَنْ يُكلّفه بها منهم، ويُضيف زائرَهم، فلا يُقصّر ولا يسأم. أيّامًا حلوة تعرفّتُ فيها عن طريقه على بعض الإخوة الغزّيّين من الدُّعاة إلى الله الذين كنتُ ألحظُ فيهم الجِدّ في العمل، والصّبرَ على الخشونة والقسوة، وشحاعة النّفْس، وصِدق اللهجة، والبُعدَ عن التّكلّف. أحسبهم كذلك ولا أزكّيهم على الله.
إي والله، إنّها لأيّامٌ سعيدةٌ قضيناها في ذاك البلد العربيّ القصيّ، بصحبة الأخ أحمد وأقربائه وإخوانه في الله. وكنتُ حينها في أيّام زواجي الأولى. وكانت زوجه أمّ محمّد، نِعم الأخت الفاضلة، وكانت والدتُه أمّ أحمد أيضًا نِعم الأمّ الكريمة التي أعدّها أنا وزوجي أُمَّنا كذلك لكِبَر سِنّها، ودفء معاملتها، وحُنوّ أسلوبها. ولقد كانت زوجُ أبي محمّد وأمُّه تُمثّلان لزوجي أمّ أيمن الأخت الشّفيقة، والأمّ الرّؤوم. وكم أسِيتُ عندما سمعتُ قبل سنوات بوفاة الوالدة أمّ أحمد رحمها الله. ولا أنسى أن أذكر بالتّقدير والاحترام والدَ الأخ أحمد، ذاك الرّجل المُسِنّ صاحب التّجربة الطّويلة، والتّديّن الصّافي. رحمه الله رحمةً واسعة.
لقد استفدتُ من أخي أبي محمّد رحمه الله أشياءَ كثيرةً نافعة، أسأل الله أن تكون في ميزان عمله يوم القيامة، من مثل التّعرّف على بعض الإخوان الليبيّين كالأخ الشّيخ العِماريّ الذي كان من القلّة الذين يصدعون بكلمة الحقّ من على مِنبر مسجده يومَ الجمعة، والأخ الصّحفيّ في جريدة "الشّعب" محمود النّاكوع، والأخ الكُتبيّ في ميدان الشّهداء بهلول نشنوش الذين أسأل الله عزّ وجلّ أن يمدّ في أعمارهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وأن يتقبّلهم في المرحومين إن كانوا قد تُوفُّوا. كما استفدتُ حُبًّا للدّعوة وثباتًا عليها، ولا سِيّما أنّه عايَشها قبلي وصبر على لأوائها وقت المحنة في القطاع وأرض الكِنانة، وحدّثني كيف أنّ بعض الكِبار مِمّن كانوا ينتسبون إليها زاغوا عن الحقّ، وظنّوا أنّ طريق تحرير فلسطين في ترك نهج الدّعوة، واتّباع نهج "الفلسطة"، ، متعجّلين، فعُوقِبوا بأن قضَوا على نيّة عِمّيّة، وطِيّةٍ جاهليّة، وذِكرٍ غير محمود. والعِياذ بالله.
أخي أبا محمّد، أذكر فيك دأبك في العمل، وجِدّك في الحياة، ورغبتك في الاستزادة من العلم، وحنوّك على إخوانك، ورِفقك بأصحابك، وإخلاصك لدعوتك، ولين جانبك، ولطف تعاملك، وقوّة إيمانك، وثباتك على مبدئك، واستعدادك لخدمة من يلوذ بك. حقّا لقد أحزنني موتُك، ولكنّه حُكم الله ولا مُعقِّبَ لحُكمه، وقضاؤه ولا رادَّ لقضائه. وليس لنا إلاّ التّسليم والإذعان، حامدين الله على كلّ شيء، ومتذكّرين في الوقت نفسه تفاهة هذه الحياة وغرورَها، وسرعةَ تصرّمها، وأنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى.
أخي أحمد، أعزّي فيك نفسي والدّعوة وكلّ مَن عرفك. كما أُعزّي فيك زوجَك الكريمة أمّ محمّد، وإخوتَك أبا معاذ وحسينًا وإبراهيم، وأولادك الكِرام وعلى رأسهم الدّكتور محمّد، وابن عمّك جاد الله وزوجه الفاضلة أختَك، وأصهارك جميعًا، وعشيرتك آل العرجا الأفاضل، سائلاً الله العليّ العظيم أن تكون مِمّن يَرِدون على حوض رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن تكون بصحبته وصُحبةِ إخوانه الأخيار. وهنيئًا لك وفاتُك في دار الإخوان بعمّان وأنت تعمل لله جلّ وعَلا. فنِعمت النّهاية، وحبّذا الختام. وإنّا لله وإنّا إليه راجِعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ به، إنّ له ما أخذ وله ما أعطى، وكلَّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى فلنصبرْ ولنحتسبْ، فالدّنيا هذا شأنها، لا بقاء لها ولا دوام، كما قال الشّاعر:
وَهَذِه الدّارُ لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
ووداعًا أخي الحبيب، وبأمان الله، وإلى جنّته ورِضوانه
تجده في هذا الرابط
http://www.assabeel.net/arabic-essays/13458-أيّها-الرّاحل-الكريم-وداعًا.html
الخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse
» مطلوب مدرس علوم
الثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم
» الشهيد تامر يونس العرجا
السبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر