مر اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هذا العام ـ كما مر في أعوام سابقة قريبة ـ مرور الكرام على موائد اللئام، دون أن يشعر به أحد، سوى في أضيق نطاق ، ودون أن يكون له ذلك التأثير الذي أريد له ، بجعله يوماً للقضية الفلسطينية، ولنصرة الحق الفلسطيني ولإدانة كل تصرفات إسرائيل وجرائمها الاحتلالية . . وبدل أن يُستغل هذا المنبر الأممي لتصعيد وتيرة المواجهة الدولية ضد إسرائيل، هب فريق منا ليدين الأمم المتحدة نفسها، بدل إدانته لإسرائيل، وليرفع ذات الشعارات الرنانة التي كان "الفشارون" العرب يتغنون بها في ستينات القرن الماضي، قبل أن يدركوا أن طحن الهواء وخض الماء، لا ينتج زبداً ، ولا يخرج طحيناً.
مر اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، دون أن يتضامن معه أحد، على النحو المطلوب، بل دون أن يتضامن الفلسطينيون مع أنفسهم، لا في الداخل ولا في الخارج ، وهذه هي الطامة الكبرى . . مر هذا اليوم في الأم المتحدة، في احتفالية صغيرة، إلقيت فيها كلمة فلسطين بالنيابة، تغيّب عنها أكثر الممثلين والمندوبين، حتى بدا وكأنه أصبح يوم مجاملة دبلوماسية، وأداء روتيني من قبل المجتمع الدولي. فكل ما قيل عبارة عن عموميات، تتعلق بالإشارة إلى وصول قطار التسوية إلى طريق مسدود، وبتعنت إسرائيل ، وبالدعم " الفارغ من المضمون" للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أما ممارسات إسرائيل فيم يرد ذكرها إلى على نحو عابر . . بل الأدهى من ذلك أن بان كي مون نفسه قد ساوى بين الجلاد والضحية، حين قال وبالحرف الواحد: " يجب التأكيد على ضرورة حفظ امن إسرائيل ووضع آليات لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ووضع حد لما قال عنه إطلاق الصواريخ الفلسطينية والأعمال العدوانية بالقطاع وجنوب إسرائيل".
لم يتطرق أحد ـ باستثناء كلمة فلسطين ـ للهيمنة الإسرائيلية على القدس، ومحاولات تهويدها المستميتة وموجة الاستيطان العارمة التي تجتاح كل شبر فيها . فتهدم، كل يوم، عشرات المساكن الفلسطينية، وتقيم في كل يوم مئات المباني الإسرائيلية. وتتعرض في كل لحظة لحرية العبادة وتتحكم في كل ثانية في حركة المسلمين دخولاً وخروجاً من وإلى مدينتهم المقدسة وحقهم المسلوب فيها.
ولم يتطرق أحد لجريمة بناء الجدار العنصري الذي التهم أكثر من ثلث مساحة الضفة الفلسطينية، ولا زال يلتهم أجزاء أخرى يوماً بعد يوم.
ولم يتطرق أحد إلى عودة احتلال إسرائيل للضفة الفلسطينية ومنذ ما يزيد عن ثماني سنوات، في العملية الإسرائيلية المعروفة بعملية السور الواقي.
ولم يتطرق أحد لمئات الحواجز الإسرائيلية المقامة حول المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية ، وبطول الضفة وعرضها.
ولم يتطرق أحد للحصار المغلظ الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وبخاصة في قطاع غزة، وعلى نحو أقلما يمكن أن يقال فيه إنه نوع من أنواع العقاب الجماعي، بل من الحرب الشرسة على شعب أعزل لا حول له ولا قوة.
ولم يتطرق أحد لمجزرة إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة، وما ارتكبته في عملية الرصاص المصبوب، من قتل لأربعة آلاف شهيد وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى والمعاقين بصناعة عسكرية وأمريكية خالصة.
نعم مر ذلك اليوم دون أن يتطرق أحد لتلك السلسلة الطويلة من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل عبر تاريخها الطويل، بل التي شرعت فيها قبل أن تقيم دولتها على أرض ليس لها، وباستخدام أساليب العنف والقتال اللا مشروعة، وفي مواجهة مئات الآلاف من الفلاحين وصغار العمال.
نعم مر هذا اليوم مرور الكرام، على موائد اللئام، دون أن تحظى القضية الفلسطينية بالحد الأدنى من الإعلام الدولي المطلوب، ودون أن يمس إسرائيل أي شيء من تعرية المواقف المخجلة التي تقفها ، ودون المساس بالجرائم التي تمارسها قواتها المسلحة باسم الدفاع عن النفس.
ومن الضروري في هذا المقام ـأن نقف على التحولات العربية والدولية التي أدت إلى تخصيص هذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ثم نتبع ذلك بالمتغيرات التي أدت إلى تراجع احتفال المجتمع الدولي بإحياء ذكرى ذلك اليوم ، وإلى حد مخجل .
ويضاف إلى ذلك، أن من الواجب علينا أن ننعش الذاكرة الفلسطينية والعربية والدولية بإحياء ذلك اليوم والتذكير به وبدلالاته السياسية والمعنوية. إذ ينطوي تخصيص الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ عام 1977م، يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام؛ ليكون يوماً عالمياً أو دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني على دلالات سياسية كبيرة ينبغي ألا تغيب عن البال؛ وذلك لأن الوعي بها يشكل حجر الزاوية لجملة من الحسابات السياسية والنضالية التي تؤثر على واقعنا الفلسطيني، وعلى خطابنا السياسي ومسيرتنا النضالية ، في ذات الوقت. ولما كان كثير منا لا يعي هذه الحقيقة كان من الضروري أن نكتب هذا المقال الموجز، وخير الكلام ما قل ودل:
فالدعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني تعني الاعتراف بوجود هذا الشعب . وأن هذا الشعب صاحب قضية عادلة. ومن حقه أن يناضل من أجلها . ومن الواجب على المجتمع الدولي أن يقدم له كل دعم وتأييد.
ومما لا شك فيه أن ذلك القرار ينطوي على إدانة صريحة أو مبطنة لسياسة وممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى أرضه المحتلة.
ويضاف إلى ذلك أن تلك الدعوة تدل دلالة واضحة على أن المجتمع الدولي قد سئم من مماطلة إسرائيل وتعنتها في الإقرار بالحق الفلسطيني، وإصرارها على تحدي إرادة المجتمع الدولي، وتجاهل كل قراراته.
ويأتي قبل كل ذلك، وأهم منه، أن كون تلك الدعوة جاءت من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدل دلالة واضحة على أن تحولاً كبيراً قد طرأ على موقف هذه المنظمة الدولية من القضية الفلسطينية ، فبعد ثلاثين عاماً على إصدارها لقرار التقسيم الذي يجحف بحق الفلسطينيين وينص على تقسيم وطنهم إلى دولتين ، ويؤسس لدولة لقيطة لا أصل لها على هذه الأرض، لا تاريخياً ولا سياسياً ولا حضارياً ، وكل الشواهد تؤكد ذلك ، نجدها تعترف بعدالة قضية هذا الشعب، وتقر بإجحافها في حقه، وتعترف أن قضيته قضية سياسية في المقام الأول، وأن التعامل معها طوال السنوات الماضية من منطلق إنساني كان خطأ فادحاً آن لها ـ في ذلك الحين ـ أن تتخلى عنه وأن تتجاوزه، وبخاصة بعد أن كرس الفلسطينيون هويتهم النضالية بالمقاومة وهويتهم السياسية والوطنية بالاتحاد تحت لواء منظمة التحرير 0
مر اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، دون أن يتضامن معه أحد، على النحو المطلوب، بل دون أن يتضامن الفلسطينيون مع أنفسهم، لا في الداخل ولا في الخارج ، وهذه هي الطامة الكبرى . . مر هذا اليوم في الأم المتحدة، في احتفالية صغيرة، إلقيت فيها كلمة فلسطين بالنيابة، تغيّب عنها أكثر الممثلين والمندوبين، حتى بدا وكأنه أصبح يوم مجاملة دبلوماسية، وأداء روتيني من قبل المجتمع الدولي. فكل ما قيل عبارة عن عموميات، تتعلق بالإشارة إلى وصول قطار التسوية إلى طريق مسدود، وبتعنت إسرائيل ، وبالدعم " الفارغ من المضمون" للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أما ممارسات إسرائيل فيم يرد ذكرها إلى على نحو عابر . . بل الأدهى من ذلك أن بان كي مون نفسه قد ساوى بين الجلاد والضحية، حين قال وبالحرف الواحد: " يجب التأكيد على ضرورة حفظ امن إسرائيل ووضع آليات لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ووضع حد لما قال عنه إطلاق الصواريخ الفلسطينية والأعمال العدوانية بالقطاع وجنوب إسرائيل".
لم يتطرق أحد ـ باستثناء كلمة فلسطين ـ للهيمنة الإسرائيلية على القدس، ومحاولات تهويدها المستميتة وموجة الاستيطان العارمة التي تجتاح كل شبر فيها . فتهدم، كل يوم، عشرات المساكن الفلسطينية، وتقيم في كل يوم مئات المباني الإسرائيلية. وتتعرض في كل لحظة لحرية العبادة وتتحكم في كل ثانية في حركة المسلمين دخولاً وخروجاً من وإلى مدينتهم المقدسة وحقهم المسلوب فيها.
ولم يتطرق أحد لجريمة بناء الجدار العنصري الذي التهم أكثر من ثلث مساحة الضفة الفلسطينية، ولا زال يلتهم أجزاء أخرى يوماً بعد يوم.
ولم يتطرق أحد إلى عودة احتلال إسرائيل للضفة الفلسطينية ومنذ ما يزيد عن ثماني سنوات، في العملية الإسرائيلية المعروفة بعملية السور الواقي.
ولم يتطرق أحد لمئات الحواجز الإسرائيلية المقامة حول المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية ، وبطول الضفة وعرضها.
ولم يتطرق أحد للحصار المغلظ الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وبخاصة في قطاع غزة، وعلى نحو أقلما يمكن أن يقال فيه إنه نوع من أنواع العقاب الجماعي، بل من الحرب الشرسة على شعب أعزل لا حول له ولا قوة.
ولم يتطرق أحد لمجزرة إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة، وما ارتكبته في عملية الرصاص المصبوب، من قتل لأربعة آلاف شهيد وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى والمعاقين بصناعة عسكرية وأمريكية خالصة.
نعم مر ذلك اليوم دون أن يتطرق أحد لتلك السلسلة الطويلة من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل عبر تاريخها الطويل، بل التي شرعت فيها قبل أن تقيم دولتها على أرض ليس لها، وباستخدام أساليب العنف والقتال اللا مشروعة، وفي مواجهة مئات الآلاف من الفلاحين وصغار العمال.
نعم مر هذا اليوم مرور الكرام، على موائد اللئام، دون أن تحظى القضية الفلسطينية بالحد الأدنى من الإعلام الدولي المطلوب، ودون أن يمس إسرائيل أي شيء من تعرية المواقف المخجلة التي تقفها ، ودون المساس بالجرائم التي تمارسها قواتها المسلحة باسم الدفاع عن النفس.
ومن الضروري في هذا المقام ـأن نقف على التحولات العربية والدولية التي أدت إلى تخصيص هذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ثم نتبع ذلك بالمتغيرات التي أدت إلى تراجع احتفال المجتمع الدولي بإحياء ذكرى ذلك اليوم ، وإلى حد مخجل .
ويضاف إلى ذلك، أن من الواجب علينا أن ننعش الذاكرة الفلسطينية والعربية والدولية بإحياء ذلك اليوم والتذكير به وبدلالاته السياسية والمعنوية. إذ ينطوي تخصيص الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ عام 1977م، يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام؛ ليكون يوماً عالمياً أو دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني على دلالات سياسية كبيرة ينبغي ألا تغيب عن البال؛ وذلك لأن الوعي بها يشكل حجر الزاوية لجملة من الحسابات السياسية والنضالية التي تؤثر على واقعنا الفلسطيني، وعلى خطابنا السياسي ومسيرتنا النضالية ، في ذات الوقت. ولما كان كثير منا لا يعي هذه الحقيقة كان من الضروري أن نكتب هذا المقال الموجز، وخير الكلام ما قل ودل:
فالدعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني تعني الاعتراف بوجود هذا الشعب . وأن هذا الشعب صاحب قضية عادلة. ومن حقه أن يناضل من أجلها . ومن الواجب على المجتمع الدولي أن يقدم له كل دعم وتأييد.
ومما لا شك فيه أن ذلك القرار ينطوي على إدانة صريحة أو مبطنة لسياسة وممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى أرضه المحتلة.
ويضاف إلى ذلك أن تلك الدعوة تدل دلالة واضحة على أن المجتمع الدولي قد سئم من مماطلة إسرائيل وتعنتها في الإقرار بالحق الفلسطيني، وإصرارها على تحدي إرادة المجتمع الدولي، وتجاهل كل قراراته.
ويأتي قبل كل ذلك، وأهم منه، أن كون تلك الدعوة جاءت من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدل دلالة واضحة على أن تحولاً كبيراً قد طرأ على موقف هذه المنظمة الدولية من القضية الفلسطينية ، فبعد ثلاثين عاماً على إصدارها لقرار التقسيم الذي يجحف بحق الفلسطينيين وينص على تقسيم وطنهم إلى دولتين ، ويؤسس لدولة لقيطة لا أصل لها على هذه الأرض، لا تاريخياً ولا سياسياً ولا حضارياً ، وكل الشواهد تؤكد ذلك ، نجدها تعترف بعدالة قضية هذا الشعب، وتقر بإجحافها في حقه، وتعترف أن قضيته قضية سياسية في المقام الأول، وأن التعامل معها طوال السنوات الماضية من منطلق إنساني كان خطأ فادحاً آن لها ـ في ذلك الحين ـ أن تتخلى عنه وأن تتجاوزه، وبخاصة بعد أن كرس الفلسطينيون هويتهم النضالية بالمقاومة وهويتهم السياسية والوطنية بالاتحاد تحت لواء منظمة التحرير 0
الخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse
» مطلوب مدرس علوم
الثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم
» الشهيد تامر يونس العرجا
السبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر