الأطفال مرضى التشوهات الجنسية في غزة.. منسيون في غياهب المرض

لم يكن شهر يناير من العام 2010 مثل باقي الشهور أو مجرد سنة عادية على الإطلاق بالنسبة للحاج "أبو رائد العرجا" من مدينة رفح ولطفله "محمود" الذي كان حتى ذلك الوقت بنظر أهله والجميع على انه " ولاء" الأنثى ذي الاثنتي عشرة عاما.

دراسة: مرض التشوه الجنسي اكثر شيوعا بين أهالي قطاع غزة من العرب والعالم


بدأت تفاصيل القصة لديه تخط سطورها الأولى، حينما شعر الشاب محمود، "ولاء سابقا" بألم شديد في منطقة الأعضاء التناسلية, مما حدا بوالده التوجه به إلى الطبيب معتقدا مسبقا بأن ما يعاينه هي أعراض لمرض الفتاق, ويقول والده لشبكة اخباريات: "اكتشاف الحالة جاء فجأة, حيث كان يتألم من منطقة الأعضاء التناسلية, وكان يعاني منها, فكنا نعتقد انه مرض الفتاق, وحينما كشف عليه الطبيب, قال أن ولاء ليس أنثى وإنما ذكر".
وهذا ما أكده الفحص الطبي بأن ولاء ما هو إلا ذكر لديه تشوه خلقي في الأعضاء الذكرية التي أخفيت الى الداخل لفترة اثنتا عشر عاما, وهي سبب الآلام التي بدأت تتعاظم لديه بسبب زيادة نمو عضوه الذكري في الداخل كلما كبر في السن.(مرفق تقرير طبي)


ما هو هذا المرض؟
حالة الطفل محمود الذي عاش حياة أنثوية واكتشفت حالته, ليست هي الأولى في قطاع غزة, والذي فضل والده الحديث عن معاناة طفله , لكنها الأحدث التي تم اكتشافها وبطريق الصدفة, فعشرات إن لم يكن المئات من الحالات في "عزبة عبد ربه" شمال قطاع غزة, ذي البيئة الزراعية, اكتشف أهلهم وبطريق الصدفة, حين تجاوزت أعمارهم العشر سنوات وأكثر, أنهم ليسوا بإناث, وإنما ذكور اختفت أعضائهم الذكرية إلى الداخل لحصول تشوهات خلقية أثناء نموهم وهم أجنة, ما جعل الأطباء أو القابلات الذين قاموا بالإشراف على ميلادهم وأهلهم يعتقدون بأنهم إناث.
يقول الدكتور سلامة أبو ندى أخصائي جراحة الأطفال في مستشفى غزة الأوروبي " لتحديد جنس المولود إن كان ذكر أو أنثى يتم تحديد الكروموزومات, xx هي أنثى و xy هو ذكر, لكن يحدث في بعض الأحيان لبس في عملية إفراز الهرومانات إن كان للذكر أو للأنثى فيحصل تغيير للأعضاء الخارجية للشخص بحيث أنها تصبح قريبة للأنوثة ولكن الشخص ذكر والعكس صحيح بأن تكون الأعضاء الخارجية قريبة من الذكورة ولكنها أنثى, وحتى نقوم بتحديد الجنس نقوم بقراءة هذه الكروموزومات"
ويشرح الدكتور أبو ندى آلية حصول التشوه في الأعضاء التناسلية والذي بدوره يؤدي إلى غموض في جنس الطفل " بداية نمو الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى في رحم إلام هي نفس بداية النمو, وبعد فترة معينة يتم الفصل, فهذا يتحول إلى ذكر وذاك إلى أنثى"
ويضيف "فالطفل الذكر يكون لديه الخصيتين وكيس الصفن الذي يغطيهما ينزلان خارج البطن, أما عند الأنثى الخصيتين هما المبيض الذي يبقى داخل البطن وكيس الصفن هو عبارة عن الشفتين لدى الأنثى لكن بحجم أقل, والقضيب لدى الذكر هو نفسه البظر لدى الأنثى لكنه على شكل أصغر, فإذا كان هناك أنثى وتعيش على أنها فتاة فيكون البظر كبيرا يشبه إلى حد كبير قضيب الذكر".
ويشدد الدكتور أبو ندى على انه إذا كان هناك شك شديد أو صعوبة من قبل أهل الطفل لتحديد جنسه يجب أن يتوجهوا به إلى الطبيب لفحصه, إذا كان xy أي انه ذكر مع وجود أعضاء ذكرية صغيرة الحجم في الداخل ويعيش كأنثى يتم إجراء عملية جراحية له وهي كما يقول ليست عملية تحويل أو تعديل وإنما هي تحسين وضع والعكس صحيح.




محمود العرجا حاليا وولاء سابقا