..!!
فتحت عيني مبكرة عن عادتي اليومية , خيوط الشمس لم
تصل إلى غرفتي بعد , لا صياح للديكة , لا رنين لجرس
المنبه فقط توقيتي الذاتي , في مثل هذا اليوم , يجب أن
أستيقظ مبكرة .. ظللت أتأمل جدران الغرفة .. وكأنني أراها
لأول مرة .. توقعت أن أسمع تكبيرات المصلين من الجامع ..
وأن أشم رائحة الطعام المجهز لهذا اليوم .. لا شيء من
ذلك .. ترى لماذا ؟
ورقة التقويم تقول إنه اليوم .. يوم العيد .. نعم .. ورقة
التقويم فقط تقول ذلك .. ليس البشر .. لسيت الشوارع ..
ليست خيوط الشمس البارد التي تصل إلى هنا .. ليشت
أوراق الأشجار المتراقصة مع النسيم .
بعد طول تأمل في جدران الغرفة المحيطة بي .. عرفتها ..
إنها مكان إقامتي المؤقتة في مونبلييه في الجنوب الفرنسي ..
حيث جئت باحثة عن علم نافع أعود به إلى وطني بكل فخر
واعتزاز .. لكنه يوم العيد !!
نهضت أستقبل عيدي الفرنسي الأول .. خرجت إلى
الشرفة المطلة على المدينة .. في بطء شديد اتسعت دائرة
الضوء على الطرقات .. لا شيء مميز .. كل شيء كعادته كل
يوم .. الوجوه .. الأبعاد .. الاتجاهات .. أين العيد إذن ؟؟ ..
أبي , أين عباءتك التي كنت أختبيء تحتها أنا وإخوتي
ونحن صغار في مثل هذا اليوم ؟ لا أجد اليوم ما أختبيء تحته
سوى سحابة من دمعات أغالبها , فتغلبني .. أمي .. اشتقت
لرائحة طعامك المميز للعيد .. رائحته فقط تشعرني بالشبع ..
تذكرت شيئاً , أنا لم أفطر حتى الآن .. فلأصنع شيئاً غير
عادي .. لن أكتفي اليوم بكوب الشاي باللبن .. أعددت ما
يشبه إفطار العيد .. جلست إلى طاولتي الصغيرة أتأمله فقط .
رنين الهاتف يقطع تأملي .. صوت أختي قادم من بعيد
يحمل لي تهنئة العيد ..
- كل عام وانت بخير .
- نعم وأنت والجميع بألف خير ..
- أنا بخير لا تقلقي .. أبلغي تحياتي لكل من حولك ..
إلى اللقاء ..
اقفلت الخط سريعاً قبل أن تلاحظ أني أغالب دمعاتي
الجريئة ..انتظرت مكالمات أخرى .. توهمت أن العيد لا بد أن يزور
كل البشر في كل مكان .. يبدو أن أوهامي هذه كانت من
صنع خيالي .. فلا أحد يشعر بالعيد هنا سواي .. نظرت
إلى جدران غرفتي .. سألتها في صمت : هل تشعرين
بالعيد .. برز منها وجه مندهش .. لم يجبني ..! نظرت إلى
السقف .. لم أجد فيه نجمة واحدة تبوح لي بشيء ..حتى
نافذتي .. خاصمتها الشمس .. فانتحت بعيدا عنها .. حيث
يوجد العيدهناك بعيدا .. أفقت من هذا الوهم المحاصر ..
إنه موعد ذهابي إلى الجامعة , فتحت دولاب ملابسي
ماذا ألبس في يوم العيد , هذه .. أم هذه .. أم هذه ؟! لقد
ارتديت كل هذه الملابس من قبل .. ألا يحق لي أن ألبس
شيئاً جديداً في يوم العيد حتى ولو كنت أنا وحدي التي
أشعر به ؟! أشعر بالحنق .. لم كل هذا ؟! لم أنا بعيدة عن
الديار .. عن الأهل .. عن العيد نفسه .. ماذا جئت أفعل في
هذا المدينة النائية عن ذاتي في هذا اليوم .. هل يستحق ما
جئت له فعلاً ما أنا فيه ؟! يا الله !!
صوت أستاذي جاءني من مكان ما .. " نعم يستحق .. يا
ابنتي سوف تأخذين من علمك هذا الكثير .. فلا تندمي على
طريق المعرفة الذي تسلكين .. لا تندمي أبداً "..
واختفى الصوت .. والوجه الذي برز من الجدار فجأه !
خلف على شفتي ابتسامة رضى واطمئنان , لا بأس إذن ..
سارتدي أي شيء ..
هذه قنينة عطر لم أفتحها قبل الآن .. سأضع منها بعض
القطرات على وجنتي .. هناك على الأقل شيء
ما - جديد -
يلامس بشرتي في صباح العيد .
حملت حقيبتي كتبي وتوجهت إلى الجامعة
منقوووووول
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
» مطلوب مدرس علوم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
» الشهيد تامر يونس العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة