«الهواتف الذكية 2010».. كومبيوترات كاملة صغيرة تحمل في الجيب
انتشار شبكات النطاق العريض والمحتوى الرقمي وازدياد قدرة المعالجة أهم اتجاهات التطوير
هواتف ذكية جديدة.. هاتف «شادو» Shadow من شركة «تي موبايل» بتصميم جديد طرح نهاية العام الماضي («نيويورك تايمز»)
هواتف مطورة تزرع فيها برجكتورات
أجهزة هاتفية بوحدات معالجة كومبيوترية عرضتها شركة «نوكيا» بداية العام الحالي ( «نيويورك تايمز»)
لندن: «الشرق الأوسط»
خلال العامين المقبلين سيتمكن المصممون من ادماج الجيل الجديد من معالجات الاجهزة النقالة مع شبكات الهاتف الجوال السريعة جدا، لزرع قدرات الكومبيوترات الشخصية «بي سي» العالية داخل الهاتف الجوال الموجود في جيبك.
ما الذي ننتظره من هواتفنا الجوالة خلال عامين من الآن؟ انه لوقت قصير جدا، لكن عددا من التقنيات التي جرى تطويرها خلال السنوات الاخيرة تتأهب للانطلاق من المختبرات الى المعامل، ومباشرة الى الجيل المقبل من الاجهزة الجوالة. وها هي ذا نظرة الى مستقبل الهواتف الجوالة الذكية القريب.
الهواتف الذكية في عام 2010 لن تكون على صعيد التطورات افضل مما عليه الآن، لكنها ستكون اقرب الى ان تصبح افضل الاجهزة الافرادية التي نمتلكها اهمية. «وسيكون هناك ثلاثة اتجاهات اساسية التي ستحدث تغييرا جذريا في دور وطبيعة الهواتف الذكية على مدى السنوات القليلة المقبلة وهي، وجود النطاق العريض في كل مكان، تحويل جميع محتوى المعلومات الى النمط الرقمي، واخيرا وجود قدرة حسابية كومبيوترية في جيبك» على حد قول جوريكين ستارك رئيس قسم الاجهزة الجوالة في «موتورولا» ومديره العام.
ومثل هذه الاتجاهات قد حولت سلفا الهواتف الجوالة الى هواتف ذكية، وبالتالي ستدفع بتطوير الهواتف الذكية باتجاه اجهزة تكون موصولة بشكل دائم الى جميع محتوياتك الرقمية، فضلا عن الانترنت، مع توفير مجموعة واسعة من الخدمات الشخصية.
* تواصل دائم بالإنترنت
* الهاتف الذكي سيتحول الى هاتف موصول دائما بالانترنت. واستنادا الى ستارك فإن هناك ثلاثة مكونات في مثل هذا الحل المستقبلي وهي: العتاد، الاجهزة الجوالة، انظمة التشغيل الجوالة والنظام البيئي المعتمد على الانترنت. و«الاخير سيشمل العديد من التطبيقات والخدمات التي تأتي من مجموعة متنوعة من الشركات الكبيرة منها والصغيرة، لكنها ستتركز حول القليل من الخدمات الاساسية» على حد قوله. واضاف «اما التطبيقات والخدمات الاخرى فستكون اشبه بالمستأجرين الصغار الذين يحيطون بالمستأجرين الكبار في المجمعات التجارية الكبرى. وستشمل الخدمات الاساسية، الاتصالات، ارقام هواتف الاشخاص التي يجري الاتصال بها، التقويم السنوي، خدمات المواقع والامكنة، تسديد المدفوعات والدخول الى المحتويات وادارتها».
والفرص والتغييرات الكبيرة ستأتي مع الوصل بالانترنت عبر النطاق العريض الذي سيكون متوفرا بغض النظر اينما كنت. اذ ان الجيل المقبل من الشبكات اللاسلكية هو في طريقه الينا. وتملك شركتا «فيريزون وايرليس» و«سبرينت» سلفا شبكات «3 جي» تعمل في اغلبية ارجاء الولايات المتحدة. ويبدو ان شركة «إيه تي& تي» شرعت تلحق بالركب بشكل بطيء، في حين ان «تي موبايل» سيكون لها في النهاية شبكتها الخاصة السريعة ايضا. وستتطور شبكات «3 جي» هذه الى شبكات «3.5 جي» خلال سنتين من الآن، مما يعني القدرة على تنزيل المحتوى وتحميله عبر الهواتف الذكية. وعلى الرغم من ان شبكات «4 جي» تلوح حاليا في الافق، لكن ولا واحدة من هاتين الشبكتين الاخيرتين ستنتشر خلال السنتين المقبلتين. والهواتف الذكية اكثر من غيرها من الاجهزة الاخرى ستستغل هذه الشبكات، لكي توفر لمستخدميها القيام بكل الاشياء والاتصال بأي جهة. لكن كل هذه الامور ستحتاج الى قوة معالجة كبيرة للاستفادة من الشبكات السريعة. وهنا يأتي دور شريحة «مورستاون» من «إنتل»، التي ستبصر النور خلال عامين. والشريحة هذه كانت قلب آلة قديمة، او بالاحرى كومبيوتر مصغر. اي انها عبارة عن معالج x86 مع مهايئ للغرافيكس جرى تقليصه على شكل شريحة يمكن تركيبه على هاتف ذكي.
ولنلق نظرة على الطرازات المستخدمة في اغلبية الهواتف الذكية، اذ يبدو ان مستخدميها يرغبون في الدخول الى مواقع حساباتهم على الشبكة. لكن البحث حاليا عن المعلومات عن طريق المتصفح الذي يعتمد على التطبيق اللاسلكي WAP هو امر صعب. غير ان الجمع بين الشبكات العالية السرعة مع المتصفحات الجوالة التي اساسها HTML يعني انك تملك قوة الشبكة في راحة يدك. وهذا يعني ان «تجربة الانترنت الكاملة التي تملكها في جهاز «بي سي»، ستكون متوفرة في فضاء الهاتف الجوال» على حد قول سيبستيان نيستروم «مدير الاستراتيجية التقنية في «نوكيا»، في حديث له لمجلة «انفوزميشن ويك».
«والذي سيأتي على رأس كل ذلك ستكون برمجيات «ويدجيت» التي هي عبارة عن تطبيقات صغيرة تعمل على جهازك وتصل الى المعلومات على الطرف الاخر. كما ان الحركية والتنقل سيجلبان مظاهر جديدة للانترنت. اذ سنرى المزيد من الاجهزة التي تقدم تجربة كاملة للانترنت يمكن مقارنتها بالتوصيل العريض النطاق الذي يملكه الاشخاص في بيوتهم اليوم.
* مرونة التنقل
* واجهزة اللابتوب على سبيل المقارنة قد تكون جوالة، غير انه لا يمكن استخدامها اثناء السير في الشارع او الحركة، اي بالدرجة ذاتها التي تستخدم بها الجهاز الجوال الذي يوضع في الجيب. لكن الافراد سيبدأون في رؤية قوة تطبيقات الانترنت وكيفية تطورها وارتباطها بالحركة والتنقل. وتطبيقات مثل الملاحة وتحديد المواقع التي تعتمد على تقنية «جي بي إس» والشبكات الاجتماعية، وأدوات «ويب 2.0»، ستوفر جميعها فرصا للمطورين لاغناء مثل هذه الاجهزة.
ومن التغييرات المقبلة ايضا في ما يتعلق بكيفية تلاؤم الهواتف الذكية مع حياتنا الرقمية هو جعلها تقوم باقل ما تقوم به الاجهزة المحمولة الاخرى اليوم (مثل الكاميرا ومشغل الموسيقى وممارسة الالعاب وغيرها)، لكن بما يناسب تماما الاتصال بتطبيقات الانترنت وخدماتها ومحتوياتها. ان «امتلاك الجهاز الذي يكون معك دائما وموصولا دائما، وله القدرة على على تشغيل تطبيقاتك الاساسية، والوصول الى جميع محتوياتك الرقمية من شأنه احداث تغيير كبير في دور الهاتف الجوال وترك انطباع عميق في حياتنا اليومية اكثر بكثير من اي جهاز الكتروني استهلاكي آخر في التاريخ»، كما يلاحظ ستارك.
* عروض وموسيقى
* وعلى صعيد التطبيقات، فإن اي شيء له علاقة بالتسلية والموسيقى والفيديو سيكون كبيرا. والزيادات الكبيرة في سعة الذاكرة ستلعب دورا كبيرا ايضا في هذا الشأن. وحاليا نملك نوعين من الذاكرة، اذ ان بعض الهواتف الذكية مزودة بذاكرة مبيتة فيها، في حين ان البعض الاخر يستخدم بطاقات «مايكرو إس دي». وفي المستقبل سنرى مزيجا من الاثنين معا، لكون النمط الواحد لن يفوز. وفي كلتا الحالتين، فإن سعة التخزين ستزداد بشكل كبير. «ومرونة البطاقات ذات السعة العالية ستتيح لك تحريك المحتويات بشكل اسهل» على حد قول سيلفيو موراو مدير قسم التقنية والذكاء التنافسي في شركة سامسونغ.
وكانت شركة «سان ديسك» قد عرضت قبل شهر تقريبا بطاقة مايكرو «إس دي» سعة 12 غيغابايت (ستة اضعاف السعة التي تملكها «سان ديسك» قبل سنة). وهذه ما تجعلنا نفكر في جميع الصور والفيديوهات والموسيقى التي تستطيع بطاقة مثل هذه ان تستوعبها لدى ادخالها داخل الهاتف الذكي.
ومثل هذه الصور يمكن عرضها وتسليطها على سطح مستو كالجدار مثلا للتشارك بها مع الاخرين عندما تطرح في الاسواق آلات عرض صغيرة من «مايكروفيجن» و«3 إم» و«تي آي». و«مع «مايكروفيجن» يمكن العرض والمشاركة بكل الامور التي تراوح بين فيديوات «يو تيوب»، ونشرات اخبار «إم إس إن»، ونتائج بحث غوغل، وبين عروض «باور بوينت»، والافلام الطويلة والصور العائلية مكبرة وملونة بالالوان الكاملة، وبوضوح عال جدا، بدلا من عرضها على قياس بوصتين» على حد قول الكسندر توكمان رئيس «مايكروفيجن» ومديرها التنفيذي.
والدخول الى هذه المحتويات مع القدرة على عرض ونقل كميات كبيرة من المعلومات والملفات سيجعل الناس ينفذون الكثير من المهمات مع هذه الاجهزة مثل مشاهدة الافلام السينمائية والاصغاء الى الموسيقى والقيام بالتصوير وتخزين الصور الملتقطة بالجودة العالية، وبالتالي المشاركة بها عبر وسائط مثل «فليكر» و«بيكاسا« و«يو تيوب» وغيرها. وستقوم الهواتف الذكية بالوصول الى جميع محتوياتك والوسائط الخاصة بك، بما فيها المستندات الشخصية، وتلك الخاصة بالعمل، فضلا عن الموسيقى والفيديو. وسيجري تخزين بعض هذه المحتويات على الجهاز ذاته والبعض الاخر على سحابة الشبكة.
«ومن الواضح ان قدرات برمجيات هذه الاجهزة ستكون مدهشة» على حد قول نيستروم من «نوكيا» الذي اردف متابعا «مع تطور قوة المعالجة، فان الغنى هنا سيكون كبيرا ومدهشا. كما ان اداء هذه الاجهزة والتطبيقات لانتاج تأثيرات مدهشة من شأنها اثراء المحتويات، مع زيادة المرونة في جميع الاوقات».
* شاشات ولوحات
* وبعد ما هي الاشياء الاخرى التي ستتضمنها الهواتف الذكية في عام 2010؟ اليكم بعض الافكار من «موتورولا» و«نوكيا» و«سامسونغ».
قبل كل شيء سيجري توجيه الهواتف الذكية الى القطاعات المختلفة للمستخدم. فبعض المستخدمين راغب في كاميرات افضل، في حين ان البعض الآخر لا يحتاج الى ذلك. وبعضهم يريد ان تكون لوحة المفاتيح عادية من نوع «كويرتي»، في حين يريدها الاخر ان تكون شاشات تعمل باللمس. وفي نهاية المطاف فإن الامر يتعلق بكيفية ان تتحول الى مزية معينة جذابة بالنسبة الى الزبون. «فاولويات الامور بالنسبة الى الاشخاص تختلف حسب اذواقهم»، كما يقول مورارو من «سامسونغ»، «اذ ان الامر لن يكون اشبه بمطواة الجيش السويسري التي تقوم بكل الاشياء، بل ستكون الحلول موجهة اكثر حسب طبيعة كل شخص».
وستواصل الشركات البائعة تجاربها حسب عوامل الانماط المختلفة، سواء كان ذلك جهازا مزودا بشاشة لمس، او شاشة منزلقة، او لوحة مفاتيح عادية «كويرتي»، لكن كل هذه الامور ستستقر على عاملين فقط من العوامل المفضلة التي تقدم شاشات اكبر، ولوحات مفاتيح افضل في الاجهزة التي هي بحجم الجيب.
وما سيسود في نهاية المطاف، الشاشات التي تعمل باللمس، او لوحات مفاتيح «كويرتي»؟ ان الاكثر منطقية سيكون مزيجا من شاشات اللمس ولوحات المفاتيح العادية، كما يقول ستارك من «موتورولا». «كذلك القدرة على طبع الرسائل بسرعة ستكون من المتطلبات المتزايدة حتى بالنسبة الى الهواتف العادية».
* بلوتوث سريعة
* باتت جميع اجهزة اليوم مزودة تقريبا بـ «بلوتوث». وخلال سنتين سنرى تقنية «بلوتوث» تتطور الى وسيلة افضل للوصل مع امكانية نقل اسرع مع «بلوتوث 3.0». اما الوصلات اللاسلكية المحلية فستكون «واي- فاي» على الاكثر. وفي عام 2010 سترى «بلوتوث» و«واي- فاي» في جميع الاجهزة، على حد قول نيستروم من «نوكيا». اما الاعتماد على النطاقات العريضة جدا فسيكون بطيئا، لكون البيئة لم تستعد بعد الى ذلك.
ويعتقد نيستروم ايضا ان «اتصالات المجال القريب» (إن إف سي) Near-Field Communications (NFC)، التي تستخدم في انظمة الدفع الجوالة ستكون من التقنيات المتداولة الرئيسية. و«تقوم الشبكات والمصارف باطلاق انظمة «إن إف سي». وهي تناسب جدا الهواتف الجوالة، وتعتبر واحدة من اكثر التقنيات الجديدة الواعدة التي جرى تطويرها اخيرا. وبعد سنتين من الآن ستكون الهواتف الذكية مجهزة بها، على حد قوله.
وستقوم تقنية تحديد المواقع «جي بي إس» بايصال مفعولها وتأثيرها لكل الاجهزة. فالهواتف الجوالة ستكون مجهزة بها، ومع وجود خدمات الانترنت التي تتعرف على المواقع، فان ذلك سيكون اكثر من مد يد المساعدة على ايصالك من النقطة «أ» الى النقطة «ب». كما ستساعدك التطبيقات التي تعززها «جي بي إس» في العثور على افراد عائلتك واصدقائك وزملائك، فضلا عن وصلك مع الخدمات المتوفرة في جوارك.
الامر الوحيد الذي لن نراه كثيرا هو شبكة «واي ماكس» التي ستكون مستقلة الانطلاق، وحيث يجري التركيز عليها في مناطق معينة فقط، انها ستستمر في النجاح والانطلاق، كما يقول مورارو من «سامسونغ». وقد يستغرق الامر بعض الشيء قبل ان نرى انتشار «4 جي». وستكون «واي ماكس» منتشرة في المناطق، لكن ليس في الهواتف الجوالة خلال السنتين المقبلتين.
بقي ان الامر الوحيد الذي لن تحقق فيه الهواتف الجوالة الذكية قفزة كبيرة هو حياة البطارية. لكن هذا لا يعني ان الشركات الصانعة للهواتف ليست مهتمة بذلك ولا تعمل على حل المشكلة. فـ«موتورولا» مثلا تعمل على مشروع هندسي وذكي جدا كبير للحصول على افضل حياة ممكنة للبطارية، في الوقت الذي تشغل جهازا هو عبارة عن كومبيوتر صغير في الجيب. وهي تحقق تحسينات اضافية كل عام على الرغم من ان القدرة على مد هذه الاجهزة الجديدة بالطاقة ستبقى عقبة كبيرة لن تقوى على حلها حاليا التحسينات المستمرة في تقنيات البطاريات الحالية.
وعلى الرغم من ان هواتف المستقبل الذكية لن تكون قادرة على القيام بكل الامور التي نراها في افلام الخيال العلمي، الا انها تتقدم وتتطور باستمرار وبسرعة. كما ان بعض التقنيات التي جرى تطويرها عبر السنوات الاخيرة الماضية ستكون جاهزة في الوقت المناسب في عام 2010، وستكون الهواتف الذكية اول من يستخدمها.
انتشار شبكات النطاق العريض والمحتوى الرقمي وازدياد قدرة المعالجة أهم اتجاهات التطوير
هواتف ذكية جديدة.. هاتف «شادو» Shadow من شركة «تي موبايل» بتصميم جديد طرح نهاية العام الماضي («نيويورك تايمز»)
هواتف مطورة تزرع فيها برجكتورات
أجهزة هاتفية بوحدات معالجة كومبيوترية عرضتها شركة «نوكيا» بداية العام الحالي ( «نيويورك تايمز»)
لندن: «الشرق الأوسط»
خلال العامين المقبلين سيتمكن المصممون من ادماج الجيل الجديد من معالجات الاجهزة النقالة مع شبكات الهاتف الجوال السريعة جدا، لزرع قدرات الكومبيوترات الشخصية «بي سي» العالية داخل الهاتف الجوال الموجود في جيبك.
ما الذي ننتظره من هواتفنا الجوالة خلال عامين من الآن؟ انه لوقت قصير جدا، لكن عددا من التقنيات التي جرى تطويرها خلال السنوات الاخيرة تتأهب للانطلاق من المختبرات الى المعامل، ومباشرة الى الجيل المقبل من الاجهزة الجوالة. وها هي ذا نظرة الى مستقبل الهواتف الجوالة الذكية القريب.
الهواتف الذكية في عام 2010 لن تكون على صعيد التطورات افضل مما عليه الآن، لكنها ستكون اقرب الى ان تصبح افضل الاجهزة الافرادية التي نمتلكها اهمية. «وسيكون هناك ثلاثة اتجاهات اساسية التي ستحدث تغييرا جذريا في دور وطبيعة الهواتف الذكية على مدى السنوات القليلة المقبلة وهي، وجود النطاق العريض في كل مكان، تحويل جميع محتوى المعلومات الى النمط الرقمي، واخيرا وجود قدرة حسابية كومبيوترية في جيبك» على حد قول جوريكين ستارك رئيس قسم الاجهزة الجوالة في «موتورولا» ومديره العام.
ومثل هذه الاتجاهات قد حولت سلفا الهواتف الجوالة الى هواتف ذكية، وبالتالي ستدفع بتطوير الهواتف الذكية باتجاه اجهزة تكون موصولة بشكل دائم الى جميع محتوياتك الرقمية، فضلا عن الانترنت، مع توفير مجموعة واسعة من الخدمات الشخصية.
* تواصل دائم بالإنترنت
* الهاتف الذكي سيتحول الى هاتف موصول دائما بالانترنت. واستنادا الى ستارك فإن هناك ثلاثة مكونات في مثل هذا الحل المستقبلي وهي: العتاد، الاجهزة الجوالة، انظمة التشغيل الجوالة والنظام البيئي المعتمد على الانترنت. و«الاخير سيشمل العديد من التطبيقات والخدمات التي تأتي من مجموعة متنوعة من الشركات الكبيرة منها والصغيرة، لكنها ستتركز حول القليل من الخدمات الاساسية» على حد قوله. واضاف «اما التطبيقات والخدمات الاخرى فستكون اشبه بالمستأجرين الصغار الذين يحيطون بالمستأجرين الكبار في المجمعات التجارية الكبرى. وستشمل الخدمات الاساسية، الاتصالات، ارقام هواتف الاشخاص التي يجري الاتصال بها، التقويم السنوي، خدمات المواقع والامكنة، تسديد المدفوعات والدخول الى المحتويات وادارتها».
والفرص والتغييرات الكبيرة ستأتي مع الوصل بالانترنت عبر النطاق العريض الذي سيكون متوفرا بغض النظر اينما كنت. اذ ان الجيل المقبل من الشبكات اللاسلكية هو في طريقه الينا. وتملك شركتا «فيريزون وايرليس» و«سبرينت» سلفا شبكات «3 جي» تعمل في اغلبية ارجاء الولايات المتحدة. ويبدو ان شركة «إيه تي& تي» شرعت تلحق بالركب بشكل بطيء، في حين ان «تي موبايل» سيكون لها في النهاية شبكتها الخاصة السريعة ايضا. وستتطور شبكات «3 جي» هذه الى شبكات «3.5 جي» خلال سنتين من الآن، مما يعني القدرة على تنزيل المحتوى وتحميله عبر الهواتف الذكية. وعلى الرغم من ان شبكات «4 جي» تلوح حاليا في الافق، لكن ولا واحدة من هاتين الشبكتين الاخيرتين ستنتشر خلال السنتين المقبلتين. والهواتف الذكية اكثر من غيرها من الاجهزة الاخرى ستستغل هذه الشبكات، لكي توفر لمستخدميها القيام بكل الاشياء والاتصال بأي جهة. لكن كل هذه الامور ستحتاج الى قوة معالجة كبيرة للاستفادة من الشبكات السريعة. وهنا يأتي دور شريحة «مورستاون» من «إنتل»، التي ستبصر النور خلال عامين. والشريحة هذه كانت قلب آلة قديمة، او بالاحرى كومبيوتر مصغر. اي انها عبارة عن معالج x86 مع مهايئ للغرافيكس جرى تقليصه على شكل شريحة يمكن تركيبه على هاتف ذكي.
ولنلق نظرة على الطرازات المستخدمة في اغلبية الهواتف الذكية، اذ يبدو ان مستخدميها يرغبون في الدخول الى مواقع حساباتهم على الشبكة. لكن البحث حاليا عن المعلومات عن طريق المتصفح الذي يعتمد على التطبيق اللاسلكي WAP هو امر صعب. غير ان الجمع بين الشبكات العالية السرعة مع المتصفحات الجوالة التي اساسها HTML يعني انك تملك قوة الشبكة في راحة يدك. وهذا يعني ان «تجربة الانترنت الكاملة التي تملكها في جهاز «بي سي»، ستكون متوفرة في فضاء الهاتف الجوال» على حد قول سيبستيان نيستروم «مدير الاستراتيجية التقنية في «نوكيا»، في حديث له لمجلة «انفوزميشن ويك».
«والذي سيأتي على رأس كل ذلك ستكون برمجيات «ويدجيت» التي هي عبارة عن تطبيقات صغيرة تعمل على جهازك وتصل الى المعلومات على الطرف الاخر. كما ان الحركية والتنقل سيجلبان مظاهر جديدة للانترنت. اذ سنرى المزيد من الاجهزة التي تقدم تجربة كاملة للانترنت يمكن مقارنتها بالتوصيل العريض النطاق الذي يملكه الاشخاص في بيوتهم اليوم.
* مرونة التنقل
* واجهزة اللابتوب على سبيل المقارنة قد تكون جوالة، غير انه لا يمكن استخدامها اثناء السير في الشارع او الحركة، اي بالدرجة ذاتها التي تستخدم بها الجهاز الجوال الذي يوضع في الجيب. لكن الافراد سيبدأون في رؤية قوة تطبيقات الانترنت وكيفية تطورها وارتباطها بالحركة والتنقل. وتطبيقات مثل الملاحة وتحديد المواقع التي تعتمد على تقنية «جي بي إس» والشبكات الاجتماعية، وأدوات «ويب 2.0»، ستوفر جميعها فرصا للمطورين لاغناء مثل هذه الاجهزة.
ومن التغييرات المقبلة ايضا في ما يتعلق بكيفية تلاؤم الهواتف الذكية مع حياتنا الرقمية هو جعلها تقوم باقل ما تقوم به الاجهزة المحمولة الاخرى اليوم (مثل الكاميرا ومشغل الموسيقى وممارسة الالعاب وغيرها)، لكن بما يناسب تماما الاتصال بتطبيقات الانترنت وخدماتها ومحتوياتها. ان «امتلاك الجهاز الذي يكون معك دائما وموصولا دائما، وله القدرة على على تشغيل تطبيقاتك الاساسية، والوصول الى جميع محتوياتك الرقمية من شأنه احداث تغيير كبير في دور الهاتف الجوال وترك انطباع عميق في حياتنا اليومية اكثر بكثير من اي جهاز الكتروني استهلاكي آخر في التاريخ»، كما يلاحظ ستارك.
* عروض وموسيقى
* وعلى صعيد التطبيقات، فإن اي شيء له علاقة بالتسلية والموسيقى والفيديو سيكون كبيرا. والزيادات الكبيرة في سعة الذاكرة ستلعب دورا كبيرا ايضا في هذا الشأن. وحاليا نملك نوعين من الذاكرة، اذ ان بعض الهواتف الذكية مزودة بذاكرة مبيتة فيها، في حين ان البعض الاخر يستخدم بطاقات «مايكرو إس دي». وفي المستقبل سنرى مزيجا من الاثنين معا، لكون النمط الواحد لن يفوز. وفي كلتا الحالتين، فإن سعة التخزين ستزداد بشكل كبير. «ومرونة البطاقات ذات السعة العالية ستتيح لك تحريك المحتويات بشكل اسهل» على حد قول سيلفيو موراو مدير قسم التقنية والذكاء التنافسي في شركة سامسونغ.
وكانت شركة «سان ديسك» قد عرضت قبل شهر تقريبا بطاقة مايكرو «إس دي» سعة 12 غيغابايت (ستة اضعاف السعة التي تملكها «سان ديسك» قبل سنة). وهذه ما تجعلنا نفكر في جميع الصور والفيديوهات والموسيقى التي تستطيع بطاقة مثل هذه ان تستوعبها لدى ادخالها داخل الهاتف الذكي.
ومثل هذه الصور يمكن عرضها وتسليطها على سطح مستو كالجدار مثلا للتشارك بها مع الاخرين عندما تطرح في الاسواق آلات عرض صغيرة من «مايكروفيجن» و«3 إم» و«تي آي». و«مع «مايكروفيجن» يمكن العرض والمشاركة بكل الامور التي تراوح بين فيديوات «يو تيوب»، ونشرات اخبار «إم إس إن»، ونتائج بحث غوغل، وبين عروض «باور بوينت»، والافلام الطويلة والصور العائلية مكبرة وملونة بالالوان الكاملة، وبوضوح عال جدا، بدلا من عرضها على قياس بوصتين» على حد قول الكسندر توكمان رئيس «مايكروفيجن» ومديرها التنفيذي.
والدخول الى هذه المحتويات مع القدرة على عرض ونقل كميات كبيرة من المعلومات والملفات سيجعل الناس ينفذون الكثير من المهمات مع هذه الاجهزة مثل مشاهدة الافلام السينمائية والاصغاء الى الموسيقى والقيام بالتصوير وتخزين الصور الملتقطة بالجودة العالية، وبالتالي المشاركة بها عبر وسائط مثل «فليكر» و«بيكاسا« و«يو تيوب» وغيرها. وستقوم الهواتف الذكية بالوصول الى جميع محتوياتك والوسائط الخاصة بك، بما فيها المستندات الشخصية، وتلك الخاصة بالعمل، فضلا عن الموسيقى والفيديو. وسيجري تخزين بعض هذه المحتويات على الجهاز ذاته والبعض الاخر على سحابة الشبكة.
«ومن الواضح ان قدرات برمجيات هذه الاجهزة ستكون مدهشة» على حد قول نيستروم من «نوكيا» الذي اردف متابعا «مع تطور قوة المعالجة، فان الغنى هنا سيكون كبيرا ومدهشا. كما ان اداء هذه الاجهزة والتطبيقات لانتاج تأثيرات مدهشة من شأنها اثراء المحتويات، مع زيادة المرونة في جميع الاوقات».
* شاشات ولوحات
* وبعد ما هي الاشياء الاخرى التي ستتضمنها الهواتف الذكية في عام 2010؟ اليكم بعض الافكار من «موتورولا» و«نوكيا» و«سامسونغ».
قبل كل شيء سيجري توجيه الهواتف الذكية الى القطاعات المختلفة للمستخدم. فبعض المستخدمين راغب في كاميرات افضل، في حين ان البعض الآخر لا يحتاج الى ذلك. وبعضهم يريد ان تكون لوحة المفاتيح عادية من نوع «كويرتي»، في حين يريدها الاخر ان تكون شاشات تعمل باللمس. وفي نهاية المطاف فإن الامر يتعلق بكيفية ان تتحول الى مزية معينة جذابة بالنسبة الى الزبون. «فاولويات الامور بالنسبة الى الاشخاص تختلف حسب اذواقهم»، كما يقول مورارو من «سامسونغ»، «اذ ان الامر لن يكون اشبه بمطواة الجيش السويسري التي تقوم بكل الاشياء، بل ستكون الحلول موجهة اكثر حسب طبيعة كل شخص».
وستواصل الشركات البائعة تجاربها حسب عوامل الانماط المختلفة، سواء كان ذلك جهازا مزودا بشاشة لمس، او شاشة منزلقة، او لوحة مفاتيح عادية «كويرتي»، لكن كل هذه الامور ستستقر على عاملين فقط من العوامل المفضلة التي تقدم شاشات اكبر، ولوحات مفاتيح افضل في الاجهزة التي هي بحجم الجيب.
وما سيسود في نهاية المطاف، الشاشات التي تعمل باللمس، او لوحات مفاتيح «كويرتي»؟ ان الاكثر منطقية سيكون مزيجا من شاشات اللمس ولوحات المفاتيح العادية، كما يقول ستارك من «موتورولا». «كذلك القدرة على طبع الرسائل بسرعة ستكون من المتطلبات المتزايدة حتى بالنسبة الى الهواتف العادية».
* بلوتوث سريعة
* باتت جميع اجهزة اليوم مزودة تقريبا بـ «بلوتوث». وخلال سنتين سنرى تقنية «بلوتوث» تتطور الى وسيلة افضل للوصل مع امكانية نقل اسرع مع «بلوتوث 3.0». اما الوصلات اللاسلكية المحلية فستكون «واي- فاي» على الاكثر. وفي عام 2010 سترى «بلوتوث» و«واي- فاي» في جميع الاجهزة، على حد قول نيستروم من «نوكيا». اما الاعتماد على النطاقات العريضة جدا فسيكون بطيئا، لكون البيئة لم تستعد بعد الى ذلك.
ويعتقد نيستروم ايضا ان «اتصالات المجال القريب» (إن إف سي) Near-Field Communications (NFC)، التي تستخدم في انظمة الدفع الجوالة ستكون من التقنيات المتداولة الرئيسية. و«تقوم الشبكات والمصارف باطلاق انظمة «إن إف سي». وهي تناسب جدا الهواتف الجوالة، وتعتبر واحدة من اكثر التقنيات الجديدة الواعدة التي جرى تطويرها اخيرا. وبعد سنتين من الآن ستكون الهواتف الذكية مجهزة بها، على حد قوله.
وستقوم تقنية تحديد المواقع «جي بي إس» بايصال مفعولها وتأثيرها لكل الاجهزة. فالهواتف الجوالة ستكون مجهزة بها، ومع وجود خدمات الانترنت التي تتعرف على المواقع، فان ذلك سيكون اكثر من مد يد المساعدة على ايصالك من النقطة «أ» الى النقطة «ب». كما ستساعدك التطبيقات التي تعززها «جي بي إس» في العثور على افراد عائلتك واصدقائك وزملائك، فضلا عن وصلك مع الخدمات المتوفرة في جوارك.
الامر الوحيد الذي لن نراه كثيرا هو شبكة «واي ماكس» التي ستكون مستقلة الانطلاق، وحيث يجري التركيز عليها في مناطق معينة فقط، انها ستستمر في النجاح والانطلاق، كما يقول مورارو من «سامسونغ». وقد يستغرق الامر بعض الشيء قبل ان نرى انتشار «4 جي». وستكون «واي ماكس» منتشرة في المناطق، لكن ليس في الهواتف الجوالة خلال السنتين المقبلتين.
بقي ان الامر الوحيد الذي لن تحقق فيه الهواتف الجوالة الذكية قفزة كبيرة هو حياة البطارية. لكن هذا لا يعني ان الشركات الصانعة للهواتف ليست مهتمة بذلك ولا تعمل على حل المشكلة. فـ«موتورولا» مثلا تعمل على مشروع هندسي وذكي جدا كبير للحصول على افضل حياة ممكنة للبطارية، في الوقت الذي تشغل جهازا هو عبارة عن كومبيوتر صغير في الجيب. وهي تحقق تحسينات اضافية كل عام على الرغم من ان القدرة على مد هذه الاجهزة الجديدة بالطاقة ستبقى عقبة كبيرة لن تقوى على حلها حاليا التحسينات المستمرة في تقنيات البطاريات الحالية.
وعلى الرغم من ان هواتف المستقبل الذكية لن تكون قادرة على القيام بكل الامور التي نراها في افلام الخيال العلمي، الا انها تتقدم وتتطور باستمرار وبسرعة. كما ان بعض التقنيات التي جرى تطويرها عبر السنوات الاخيرة الماضية ستكون جاهزة في الوقت المناسب في عام 2010، وستكون الهواتف الذكية اول من يستخدمها.
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
» مطلوب مدرس علوم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
» الشهيد تامر يونس العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة