ما أحوجنا إلى رحمة الله، فبغير رحمته نكون في دائرة البوار و الخسارة والهلاك ولا يستقر لنا قرار، وأننا لا نحس بطمأنينة وسعادة إلا في ظل رحمته جل جلاله، نحن متحاجون إلى رحمته، متحاجون للنصر، متحاجون لأن يبارك الله لنا في أموالنا وأرزاقنا وأولادنا، وهذه تجليات رحمته جل جلاله، ونحن متحاجون كذلك لان يوحد الله صفنا وأن يجمع قلوبنا، وهذه أيضاً من تجليات رحمة الله.
نحن نعيش في هذا الكون كله برحمته، قال الله تعالى {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ومن رحمته سبحانه و تعالى نجدها في قوله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}. وكم نحن متحاجون أن نخرج من هذا المأزق التاريخي الذي نحن فيه، وهذا لا يكون إلا برحمة الله {فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} ، فبغير رحمة الله نحن في دائرة الخسران {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }، كما أن هداية الله من رحمته {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} ولذلك أرشدنا القرآن الكريم إلى أن يكون فرحنا برحمة الله فقط ، إلى أن يكون كل فرحنا برحمة الله وفضله {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }.
إن ما تفرح به بعيدا عن رحمة الله لا بقاء له {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} لكن فرحك برحمة الله وهدايته وفضله هي فرحة بالخالد والباقي {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}
ولا ينبغي أبدا مهما كانت الظروف المحيطة بنا في لحظة من اللحظات قاسية وقاتمة، لا ينبغي أن نيأس أو أن نقنط من رحمة الله { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ } , {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِن اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } فلابد أن يبقى الأمل حياً في قلوبنا، ولا بد أن يكون الرجاء عظيماً في وجه الله في كل لحظة من اللحظات لأننا نعلم من بيان ربنا أن رحمته لا يقف في وجهها أحد {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
ومع ذلك كله يبين لنا القرآن الكريم أن رحمة الله يخصها الله بأسباب معينة وبأقوام معينين فلا ينالها إلا من يستحقها، ولذلك كان النبي- صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يدعوا قائلا :' اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك ' فما هي موجبات رحمة الله؟ وما هي أسباب رحمة الله ؟ تعالوا نرجع إلى هذا القرآن الكريم لنرى موجبات رحمته التي نحتاجها، والتي نسأل الله إياها ليل نهار، يقول الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّه } أرأيت ؟ هذا من موجبات رحمة الله ، لأن الله يقول {أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ } إذا عندما أطلب رحمة الله، أطلب رزقه، أطلب نصره، أطلب هدايته، أطلب بركته، لابد أن أضع هذه اللوحة القرآنية أمامي والتي تتضمن شروط نزول رحمة الله ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله. ويقول في موضع آخر -وهو يتكلم عن ضرورة أكل الحلال- لتبتعد عن الحرام، ولتبتعد عن الشبهات فيما تكسب في حياتك، يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ان أكل الحلال ، والابتعاد عن الشبهات وإتباع القرآن، جميعها توجب رحمة الله.
إن لرحمة الله موجبات، وإن لرحمة الله أسباباً واقرأ قوله تعالي {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } فلابد إن رجونا رحمة الله، أن نأخذ بهذه الأسباب، فلا نقترب من الحرام ولا نقترب من الربا ولا نقترب من أكل أموال الناس بالباطل. ويقول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إذاً الإيمان، الإخوة، إصلاح ذات البين هي شروط يجب الأخذ بها لنزول الرحمة، وكيف ترجو رحمة الله وأنت توصد الأبواب ؟ فلا تحيي إيماناً، ولا تحيي أخوة، ولا تعمل من أجل إصلاح ذات البين... ثم ترجو رحمة الله بعد ذلك! كيف!!
الاستغفار من موجبات رحمة الله، إن الله تعالى أجرى على لسان النبي صالح -الذي أرسله الله إلى ثمود -أجرى على لسانه هذا القول {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إن الإسلام دين فيه فرائض وواجبات، وفيه سنن ونوافل، والأسباب مقدسة في دين الله، لكل شيء سبب، أنت تقول اللهم ارحمنا فانك بنا راحم, لكن يا أخي العزيز لابد أن تأخذ بأسباب الرحمة، وها أنا ذا أضع بين يديك بعض هذه الأسباب - إن الله يقول { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } , أولئك هم الذين يستحقون رحمة الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً , فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } انه الإصلاح في الأرض، إصلاح ذات البين والإصلاح الاجتماعي، ألا تكون مفسداً على أي مستوى من المستويات، إن كنت حاكماً، فلا تكن مفسدا ًعلى مستواك كحاكم وكرئيس , وإن كنت موظفاً لا تكون مفسداً على مستواك، يقول الله تعالى { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }، والإحسان هنا معناه عدم الإفساد.
فلا تكن نماماً- يا اخي- لا تكن كذاباً لا تكن حاسداً لا تكن ثرثاراً، ولا تضيع عمرك في اللغو، فهذا كله إفساد, { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا }.
ومن موجبات رحمة الله أن تعكف في محراب الله وأن تتوجه إليه، وأن تجثوا بين يديه مستغفراً تائباً عابداً طالباً رحمته، وانظر إلى البيان القرآني وهو يقارن بين ليل العابدين وبين ليل الغافلين يقول الله تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } هذه بعض موجبات رحمة الله، وما أحوجنا نحن في هذا الوطن المظلوم و المكلوم والمجروح إلى رحمة الله، فهل تذكرنا أن نسلك الطريق إلى رحمة الله بالعبادة والدعوة للخير والإصلاح في الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أم سنبقى كما قال تعالى عن أهل الكهف {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } !! هل سنبقى نفكر في أنفسنا فقط وفي أنانيتنا وشحنا !
آما آن لنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن نعلن ولاءنا لقضايا الإيمان وقضايا الإسلام وأن نقيم الصلاة حقا وأن نؤتي الزكاة وأن نطيع الله ورسوله وهذا كله من موجبات رحمة الله.... اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز عودة
نحن نعيش في هذا الكون كله برحمته، قال الله تعالى {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ومن رحمته سبحانه و تعالى نجدها في قوله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}. وكم نحن متحاجون أن نخرج من هذا المأزق التاريخي الذي نحن فيه، وهذا لا يكون إلا برحمة الله {فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} ، فبغير رحمة الله نحن في دائرة الخسران {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }، كما أن هداية الله من رحمته {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} ولذلك أرشدنا القرآن الكريم إلى أن يكون فرحنا برحمة الله فقط ، إلى أن يكون كل فرحنا برحمة الله وفضله {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }.
إن ما تفرح به بعيدا عن رحمة الله لا بقاء له {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} لكن فرحك برحمة الله وهدايته وفضله هي فرحة بالخالد والباقي {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}
ولا ينبغي أبدا مهما كانت الظروف المحيطة بنا في لحظة من اللحظات قاسية وقاتمة، لا ينبغي أن نيأس أو أن نقنط من رحمة الله { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ } , {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِن اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } فلابد أن يبقى الأمل حياً في قلوبنا، ولا بد أن يكون الرجاء عظيماً في وجه الله في كل لحظة من اللحظات لأننا نعلم من بيان ربنا أن رحمته لا يقف في وجهها أحد {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
ومع ذلك كله يبين لنا القرآن الكريم أن رحمة الله يخصها الله بأسباب معينة وبأقوام معينين فلا ينالها إلا من يستحقها، ولذلك كان النبي- صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يدعوا قائلا :' اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك ' فما هي موجبات رحمة الله؟ وما هي أسباب رحمة الله ؟ تعالوا نرجع إلى هذا القرآن الكريم لنرى موجبات رحمته التي نحتاجها، والتي نسأل الله إياها ليل نهار، يقول الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّه } أرأيت ؟ هذا من موجبات رحمة الله ، لأن الله يقول {أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ } إذا عندما أطلب رحمة الله، أطلب رزقه، أطلب نصره، أطلب هدايته، أطلب بركته، لابد أن أضع هذه اللوحة القرآنية أمامي والتي تتضمن شروط نزول رحمة الله ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله. ويقول في موضع آخر -وهو يتكلم عن ضرورة أكل الحلال- لتبتعد عن الحرام، ولتبتعد عن الشبهات فيما تكسب في حياتك، يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ان أكل الحلال ، والابتعاد عن الشبهات وإتباع القرآن، جميعها توجب رحمة الله.
إن لرحمة الله موجبات، وإن لرحمة الله أسباباً واقرأ قوله تعالي {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } فلابد إن رجونا رحمة الله، أن نأخذ بهذه الأسباب، فلا نقترب من الحرام ولا نقترب من الربا ولا نقترب من أكل أموال الناس بالباطل. ويقول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إذاً الإيمان، الإخوة، إصلاح ذات البين هي شروط يجب الأخذ بها لنزول الرحمة، وكيف ترجو رحمة الله وأنت توصد الأبواب ؟ فلا تحيي إيماناً، ولا تحيي أخوة، ولا تعمل من أجل إصلاح ذات البين... ثم ترجو رحمة الله بعد ذلك! كيف!!
الاستغفار من موجبات رحمة الله، إن الله تعالى أجرى على لسان النبي صالح -الذي أرسله الله إلى ثمود -أجرى على لسانه هذا القول {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إن الإسلام دين فيه فرائض وواجبات، وفيه سنن ونوافل، والأسباب مقدسة في دين الله، لكل شيء سبب، أنت تقول اللهم ارحمنا فانك بنا راحم, لكن يا أخي العزيز لابد أن تأخذ بأسباب الرحمة، وها أنا ذا أضع بين يديك بعض هذه الأسباب - إن الله يقول { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } , أولئك هم الذين يستحقون رحمة الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً , فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } انه الإصلاح في الأرض، إصلاح ذات البين والإصلاح الاجتماعي، ألا تكون مفسداً على أي مستوى من المستويات، إن كنت حاكماً، فلا تكن مفسدا ًعلى مستواك كحاكم وكرئيس , وإن كنت موظفاً لا تكون مفسداً على مستواك، يقول الله تعالى { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }، والإحسان هنا معناه عدم الإفساد.
فلا تكن نماماً- يا اخي- لا تكن كذاباً لا تكن حاسداً لا تكن ثرثاراً، ولا تضيع عمرك في اللغو، فهذا كله إفساد, { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا }.
ومن موجبات رحمة الله أن تعكف في محراب الله وأن تتوجه إليه، وأن تجثوا بين يديه مستغفراً تائباً عابداً طالباً رحمته، وانظر إلى البيان القرآني وهو يقارن بين ليل العابدين وبين ليل الغافلين يقول الله تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } هذه بعض موجبات رحمة الله، وما أحوجنا نحن في هذا الوطن المظلوم و المكلوم والمجروح إلى رحمة الله، فهل تذكرنا أن نسلك الطريق إلى رحمة الله بالعبادة والدعوة للخير والإصلاح في الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أم سنبقى كما قال تعالى عن أهل الكهف {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } !! هل سنبقى نفكر في أنفسنا فقط وفي أنانيتنا وشحنا !
آما آن لنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن نعلن ولاءنا لقضايا الإيمان وقضايا الإسلام وأن نقيم الصلاة حقا وأن نؤتي الزكاة وأن نطيع الله ورسوله وهذا كله من موجبات رحمة الله.... اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز عودة
الخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse
» مطلوب مدرس علوم
الثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم
» الشهيد تامر يونس العرجا
السبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر