السلام عليكم
كتبه: علاء الدين تايه
من المعروف أن الناس مختلفين في تفكيرهم وبالتالي في آرائهم، وإن ما يجعل الناس مختلفين هو اختلاف ثقافاتهم، "والثقافة هي اللغة والدين والمعتقدات والقيم التي يمارسها الناس، وهي أيضا عاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم في المأكل والملبس والمسكن"، ولكل منهم لغته ودينه ومعتقداته وطريقته في العيش، لكن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، فطبيعة الحياة تجعل هناك مصالح مشتركة بين الناس، وتفرض عليهم التعامل مع بعضهم البعض بشكل يومي ومتداخل، فتجد عددا من الموظفين في شركة واحدة من عدة أماكن جغرافية.
أما في الشركات متعددة الجنسيات فتجد الكثير من اللغات والأديان والقيم والمعتقدات، ولكن هناك قاسم مشترك يفرض على الجميع التعاون والتعامل مع بعضهم البعض لتحقيق هدف مشترك، وفي هذه الشركات يتم أخذ موضوع الثقافة بعين الاعتبار عند التخطيط والتوظيف من قبل الإدارات العليا، خصوصا عندما ترغب بالتوسع وافتتاح أفرع في دول أخرى مختلفة الثقافة، لذلك ليس من المفروض أن يقف اختلاف الثقافات حائلا بين الناس، وإلا لن تستقيم الحياة، ولن تتطور.
دول كثيرة مثل أمريكا وكندا وأستراليا استطاعت أن تنهض في ظل وجود أعراق وجنسيات كثيرة مختلفة، ويكمن السر وراء ذلك في احترام ثقافات الآخرين وآرائهم وتفهمها، والتركيز على هدف محدد سعى الجميع إلى تحقيقه، وهو بناء نظام ودولة تتسع للجميع وتستوعب جميع المشارب، إذا كان هذا حال هذه الدول بمئات الجنسيات والأديان واللغات، فما بال الذين يكونون من دين واحد وبلد واحد ولغة واحدة، ولكنهم يختلفون اختلافا شائكا، ويجعلون الاختلاف هو الأساس والاتفاق هو الفرع، ولا يستطيعون تفهم واحترام الرأي الآخر.
تقول مارج بيرس: "إن الحياة هي الهبة الأولى، والحب هو الثانية، والتفاهم الثالثة"، لذلك علينا أن نتفهم الناس ونتفهم ثقافاتهم وآرائهم ونظرتهم للحياة، لا أن نسعى لأن نجعلهم نسخة منا في كل شيء، فإنهم وإن غيروا جزءا من ثقافتهم ليصبحوا مثلنا تحت ضغط معين أو اضطرتهم الظروف إلى ذلك، فإنهم سرعان ما يعودون إلى ممارسة ثقافتهم ومعتقداتهم التي تربوا عليها.
كثيرا ما تجد أبا يريد من أبنائه أن يكونوا نسخة عنه، وقد يجبرهم على سلوكيات وتصرفات لا يرغبون بها، كأن يجبرهم على دراسة تخصص معين في الجامعة لأنه هو يريد ذلك، ولكن هذا السلوك قد ينقلب سلبا على حياة ذلك الابن في المستقبل، لأنه كان ضد رغباته وقناعاته.
إن احترام آراء الآخرين والاستماع إليهم، وتفهم وجهة نظرهم هو من مهارات الاتصال الفعال المهمة والمفيدة جدا، لا يجب أن ننظر إلى آرائنا على أنها الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
سُئل الإمام الأعظم أبو حنيفة -رحمه الله- قيل له :" اجتهادك هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ؟" , قال :" والله لا أدري لعله الباطل الذي لا ريب فيه, هذا أحسن ما قدرنا عليه, فمن جاءنا بأحسن منه أخذنا به".
فما بال أحدنا، إذا عرف بعض المعلومات فإنه لا يتورع عن مناطحة الناس وجدالهم، وهدم آرائهم والتمسك برأيه وكأنه لا رأي قبله ولا بعده.
وقد قال الإمام الشافعي –رحمه الله- "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، لذلك لا يوجد هناك رأي مطلق الصواب، أو رأي مطلق الخطأ، فما دمنا بشرا فإن ورود الخطأ في آرائنا وتصرفاتنا هو شيء طبيعي.
الناس لهم عقول، ويفكرون بها، ويحبون أن يحترم الآخرون آرائهم، ويتفهموا وجهات نظرهم، والأهم أن يحترموا ثقافاتهم.
فلنتفهم وجهات نظر الآخرين.... ولنحترم آرائهم.....
كتبه: علاء الدين تايه
من المعروف أن الناس مختلفين في تفكيرهم وبالتالي في آرائهم، وإن ما يجعل الناس مختلفين هو اختلاف ثقافاتهم، "والثقافة هي اللغة والدين والمعتقدات والقيم التي يمارسها الناس، وهي أيضا عاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم في المأكل والملبس والمسكن"، ولكل منهم لغته ودينه ومعتقداته وطريقته في العيش، لكن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، فطبيعة الحياة تجعل هناك مصالح مشتركة بين الناس، وتفرض عليهم التعامل مع بعضهم البعض بشكل يومي ومتداخل، فتجد عددا من الموظفين في شركة واحدة من عدة أماكن جغرافية.
أما في الشركات متعددة الجنسيات فتجد الكثير من اللغات والأديان والقيم والمعتقدات، ولكن هناك قاسم مشترك يفرض على الجميع التعاون والتعامل مع بعضهم البعض لتحقيق هدف مشترك، وفي هذه الشركات يتم أخذ موضوع الثقافة بعين الاعتبار عند التخطيط والتوظيف من قبل الإدارات العليا، خصوصا عندما ترغب بالتوسع وافتتاح أفرع في دول أخرى مختلفة الثقافة، لذلك ليس من المفروض أن يقف اختلاف الثقافات حائلا بين الناس، وإلا لن تستقيم الحياة، ولن تتطور.
دول كثيرة مثل أمريكا وكندا وأستراليا استطاعت أن تنهض في ظل وجود أعراق وجنسيات كثيرة مختلفة، ويكمن السر وراء ذلك في احترام ثقافات الآخرين وآرائهم وتفهمها، والتركيز على هدف محدد سعى الجميع إلى تحقيقه، وهو بناء نظام ودولة تتسع للجميع وتستوعب جميع المشارب، إذا كان هذا حال هذه الدول بمئات الجنسيات والأديان واللغات، فما بال الذين يكونون من دين واحد وبلد واحد ولغة واحدة، ولكنهم يختلفون اختلافا شائكا، ويجعلون الاختلاف هو الأساس والاتفاق هو الفرع، ولا يستطيعون تفهم واحترام الرأي الآخر.
تقول مارج بيرس: "إن الحياة هي الهبة الأولى، والحب هو الثانية، والتفاهم الثالثة"، لذلك علينا أن نتفهم الناس ونتفهم ثقافاتهم وآرائهم ونظرتهم للحياة، لا أن نسعى لأن نجعلهم نسخة منا في كل شيء، فإنهم وإن غيروا جزءا من ثقافتهم ليصبحوا مثلنا تحت ضغط معين أو اضطرتهم الظروف إلى ذلك، فإنهم سرعان ما يعودون إلى ممارسة ثقافتهم ومعتقداتهم التي تربوا عليها.
كثيرا ما تجد أبا يريد من أبنائه أن يكونوا نسخة عنه، وقد يجبرهم على سلوكيات وتصرفات لا يرغبون بها، كأن يجبرهم على دراسة تخصص معين في الجامعة لأنه هو يريد ذلك، ولكن هذا السلوك قد ينقلب سلبا على حياة ذلك الابن في المستقبل، لأنه كان ضد رغباته وقناعاته.
إن احترام آراء الآخرين والاستماع إليهم، وتفهم وجهة نظرهم هو من مهارات الاتصال الفعال المهمة والمفيدة جدا، لا يجب أن ننظر إلى آرائنا على أنها الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
سُئل الإمام الأعظم أبو حنيفة -رحمه الله- قيل له :" اجتهادك هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ؟" , قال :" والله لا أدري لعله الباطل الذي لا ريب فيه, هذا أحسن ما قدرنا عليه, فمن جاءنا بأحسن منه أخذنا به".
فما بال أحدنا، إذا عرف بعض المعلومات فإنه لا يتورع عن مناطحة الناس وجدالهم، وهدم آرائهم والتمسك برأيه وكأنه لا رأي قبله ولا بعده.
وقد قال الإمام الشافعي –رحمه الله- "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، لذلك لا يوجد هناك رأي مطلق الصواب، أو رأي مطلق الخطأ، فما دمنا بشرا فإن ورود الخطأ في آرائنا وتصرفاتنا هو شيء طبيعي.
الناس لهم عقول، ويفكرون بها، ويحبون أن يحترم الآخرون آرائهم، ويتفهموا وجهات نظرهم، والأهم أن يحترموا ثقافاتهم.
فلنتفهم وجهات نظر الآخرين.... ولنحترم آرائهم.....
الخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse
» مطلوب مدرس علوم
الثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم
» الشهيد تامر يونس العرجا
السبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر