إن المتأمل في كتاب الله - عز وجل - وفي واقع الدعوة إلى الله - عز وجل - يرى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الدعوة إلى الله - تعالى - والجهاد في سبيله وبين عقيدة الولاء والبراء في نفس الداعية .
فكلما قوي شأن الدعوة وقوي شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الداعية المخلص لربه كلما قويت هذه العقيدة في نفسه ، وظهرت بشكل واضح في حياته ومواقفه ومحبته وعداوته حتى يصبح على استعداد لأن يهجر وطنه وأهله وماله إذا اقتضى الأمر ذلك ؛ بل إن هذه العقيدة - أعني عقيدة الولاء والبراء - لتبلغ ذورة السنام في قلب الداعية وتنعكس على مواقفه ، وذلك في جهاد أعداء الله ولو كانوا أقرب قريب ؛ قال الله - تعالى - : [ والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ][التوبة : 71] . وقال - تعالى - : [ إن الَذِينَ آمَنُوا وهَاجَرُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والَّذِينَ آوَوا ونَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ][الأنفال : 72] .
والعكس من ذلك واضح ومُشاهَد ؛ فما من داعية فترت همته وضعف نشاطه ومال إلى الدنيا وأهلها إلا ظهر الضعف عنده في عقيدة الولاء والبراء ، ويستمر الضعف والتنازل تبعاً لضعف الاهتمام بشأن هذا الدين حتى يصل إلى مستوى بعض العامة من الناس الذين لا هم لهم إلا الدنيا ومتاعها الزائل ، ولو نوزع في شيء من دنياه لهاج وماج ، أما أمر دينه ودعوته فلا مكان لذلك عنده فمثل هذا الصنف تصبح عقيدة الولاء والبراء في قلبه ضعيفة ورقيقة سرعان ما تهتز أو تزول عند أدنى موقف .
ولعل في هذا تفسيراً لتلك المواقف المضادة للعقيدة التي نراها من أولئك البعيدين عن الدعوة والجهاد ، كتلك المواقف التي تظهر فيها أثر القوميات والوطنيات والقبليات على نفوس هؤلاء الذين يعقدون ولاءهم وبراءهم وحبهم وعداوتهم على هذه الرايات الجاهلية ، وليس على عقيدة التوحيد والإسلام .
والحاصل أن عقيدة الولاء والبراء ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن المجرد ؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة ، ودعوة ومحبة في الله ، وكره من أجله وجهاد في سبيله ؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال ، وبدونها تصبح عقيدةً في الذهن المجرد سرعان ما تزول ، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك ؛ فإذا أردنا أن نقوي هذه العقيدة العظيمة في نفوسنا فهذا هو طريقها : طريق الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله - تعالى - ، وكلما ابتعد الداعية عن هذه الأعمال مؤْثراً الراحة والدعة فهذا معناه هشاشة هذه العقيدة ، وتعرضها للخطر والاهتزاز .
ولا غرابة في ذلك ، فإن الإيمان - كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة : قول وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والولاء والبراء من أخص خصائص الإيمان ، فهو يزيد بالعمل الصالح الذي من أفضله الجهاد والدعوة ، وينقص بالمعصية التي منها ترك واجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله - تعالى - .
فكلما قوي شأن الدعوة وقوي شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الداعية المخلص لربه كلما قويت هذه العقيدة في نفسه ، وظهرت بشكل واضح في حياته ومواقفه ومحبته وعداوته حتى يصبح على استعداد لأن يهجر وطنه وأهله وماله إذا اقتضى الأمر ذلك ؛ بل إن هذه العقيدة - أعني عقيدة الولاء والبراء - لتبلغ ذورة السنام في قلب الداعية وتنعكس على مواقفه ، وذلك في جهاد أعداء الله ولو كانوا أقرب قريب ؛ قال الله - تعالى - : [ والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ][التوبة : 71] . وقال - تعالى - : [ إن الَذِينَ آمَنُوا وهَاجَرُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والَّذِينَ آوَوا ونَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ][الأنفال : 72] .
والعكس من ذلك واضح ومُشاهَد ؛ فما من داعية فترت همته وضعف نشاطه ومال إلى الدنيا وأهلها إلا ظهر الضعف عنده في عقيدة الولاء والبراء ، ويستمر الضعف والتنازل تبعاً لضعف الاهتمام بشأن هذا الدين حتى يصل إلى مستوى بعض العامة من الناس الذين لا هم لهم إلا الدنيا ومتاعها الزائل ، ولو نوزع في شيء من دنياه لهاج وماج ، أما أمر دينه ودعوته فلا مكان لذلك عنده فمثل هذا الصنف تصبح عقيدة الولاء والبراء في قلبه ضعيفة ورقيقة سرعان ما تهتز أو تزول عند أدنى موقف .
ولعل في هذا تفسيراً لتلك المواقف المضادة للعقيدة التي نراها من أولئك البعيدين عن الدعوة والجهاد ، كتلك المواقف التي تظهر فيها أثر القوميات والوطنيات والقبليات على نفوس هؤلاء الذين يعقدون ولاءهم وبراءهم وحبهم وعداوتهم على هذه الرايات الجاهلية ، وليس على عقيدة التوحيد والإسلام .
والحاصل أن عقيدة الولاء والبراء ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن المجرد ؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة ، ودعوة ومحبة في الله ، وكره من أجله وجهاد في سبيله ؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال ، وبدونها تصبح عقيدةً في الذهن المجرد سرعان ما تزول ، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك ؛ فإذا أردنا أن نقوي هذه العقيدة العظيمة في نفوسنا فهذا هو طريقها : طريق الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله - تعالى - ، وكلما ابتعد الداعية عن هذه الأعمال مؤْثراً الراحة والدعة فهذا معناه هشاشة هذه العقيدة ، وتعرضها للخطر والاهتزاز .
ولا غرابة في ذلك ، فإن الإيمان - كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة : قول وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والولاء والبراء من أخص خصائص الإيمان ، فهو يزيد بالعمل الصالح الذي من أفضله الجهاد والدعوة ، وينقص بالمعصية التي منها ترك واجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله - تعالى - .
الخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة
» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse
» مطلوب مدرس علوم
الثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم
» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم
» الشهيد تامر يونس العرجا
السبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم
» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan
» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم
» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر
» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر
» التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر
» صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر
» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل
» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا
» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر