ديوان عائلة العرجا الإلكتروني



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ديوان عائلة العرجا الإلكتروني

ديوان عائلة العرجا الإلكتروني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ديوان عائلة العرجا الإلكتروني

(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))

أهلا وسهلا بكم في ملتقى وديوان عائلة العرجا .. أجمل وأسعد الاوقات نتمناها لكم برفقتنا
نرحب بكل الأعضاء والزوار الذين انضموا لنا ... نتمنى لهم وقتا ممتعا إن شاء الله


بسم الله الرحمن الرحيم (( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )) صدق الله العظيم

هام  نزف الى عموم عائلة العرجا الكرام في الداخل والشتات الانطلاقة المباركة والميمونة لرابطة شباب عائلة العرجا في 31/7/2009 م الموافقة ليوم الجمعة - فنهنئكم ونهنئ انفسنا بهذا الصرح الشبابي الكبير الذي نسأل الله العلي القدير ان ينفع به امة الاسلام والمسلمين .. لمزيد من التفاصيل انقر هنااا

المواضيع الأخيرة

» برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 17:40 من طرف أبو عائشة

» السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم محمد حسين العرجا
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 6 أبريل 2017 - 17:27 من طرف nurse

» مطلوب مدرس علوم
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالثلاثاء 5 يناير 2016 - 15:29 من طرف م.ابو وسيم

» عزاء واجب .. وفاة الحاجة / أمنة محمد العرجا ( أم عبد الرحيم )
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالأربعاء 14 يناير 2015 - 15:48 من طرف م.ابو وسيم

» الشهيد تامر يونس العرجا
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالسبت 6 ديسمبر 2014 - 18:09 من طرف وسام محمد العرجا

» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله "
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالأحد 30 نوفمبر 2014 - 14:55 من طرف م.ابو وسيم

» مادة اثرائية رياضيات للصفوف الرابع والخامس والسادس
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالأحد 16 نوفمبر 2014 - 3:54 من طرف Atta Hassan

» عزاء واجب .. وفاة الحاج / عبد الرحمن حماد العرجا (ابو عطية )
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 18 سبتمبر 2014 - 18:29 من طرف م.ابو وسيم

» الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسرى الفلسطينيين من المونديال
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 19 يونيو 2014 - 5:57 من طرف أبو ثائر

» لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 19 يونيو 2014 - 5:53 من طرف أبو ثائر

»  التغذية المتنوعة للأم أفضل وسيلة لوقاية الطفل من الحساسية
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 19 يونيو 2014 - 5:50 من طرف أبو ثائر

»  صلح عشائري بين عائلتي العرجا وأبو عيادة برفح
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالخميس 19 يونيو 2014 - 5:46 من طرف أبو ثائر

» برنامج رائع لصيانة وتنظيف وتسريع وتصليح الويندز مع الشرح
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالجمعة 13 يونيو 2014 - 7:15 من طرف قصيد الليل

» لنرحب اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد " حياهم الله " مجموعة ر قم "1"
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالأربعاء 11 يونيو 2014 - 2:31 من طرف وسام محمد العرجا

» تهنئة للسيد\ طارق عبد المقصود العرجا بمناسبة المولودة الجديدة
الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Emptyالإثنين 19 مايو 2014 - 4:21 من طرف أبو ثائر

القائمة الرئيسية

مواعيد الصلاة - غزة

دخول

لقد نسيت كلمة السر

ديوان عائلة العرجا

مواقع تهمك

 

 

 

 

 

 

التقويم الميلادي

شهداء عائلة العرجا

 

 

 

 

 

 

 

 

 


3 مشترك

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:26

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ثلاثة جوانب تجعل القضية الفلسطينية القضية الأبرز التي شغلت – ولا تزال تشغل – العالم العربي والإسلامي:
    الجانب الأول: طبيعة الأرض بقدسيتها وبركتها ومركزيتها في قلوب المسلمين.
    الجانب الثاني: طبيعة العدو بخلفيته العقائدية وعدائه التاريخي.
    الجانب الثالث: طبيعة التحالف الغربي – الصهيوني الذي هدف أساساً إلى تمزيق الأمة الإسلامية، وإضعافها وإبقائها مفككة الأوصال، تدور في فلك التبعية للقوى الكبرى.
    ولذلك يمثل التحدي الصهيوني اليهودي، الذي زُرع في أرض فلسطين - قلب العالم الإسلامي – بأشكاله العسكرية والسياسية والحضارية، أبرز التحديات التي تواجه الأمة المسلمة، وسعيها نحو التحرر والوحدة والنهضة، لاسترداد مكانتها وريادتها بين الأمم.
    وليس بخافٍ أن هذه القضية لم تكن يوماً قضية الفلسطينيين وحدهم؛ لأن إنشاء الكيان الصهيوني – اليهودي على أرض فلسطين لم يكن إلا مركزاً متقدماً لتنفيذ هذا البرنامج الغربي – الصهيوني. وسواءً التقى ذلك مع أهدافٍ أخرى من حل مشكلة اليهود في أوروبا، أو التعاطف الديني مع رغباتهم، فإن الحقيقة الصارخة تكشف مدى الظلم الذي يرتكبه الغرب في تهجير شعب فلسطين وتدمير كيانه، وتعريض العالم الإسلامي للخطر، والاستقرار العالمي للانفجار، في سبيل تحقيق أهدافهم تلك، في عالمٍ يزعمون فيه دعوتهم للسلام العالمي وحقوق الإنسان.
    سنتحدث هنا عن أرض فلسطين تاريخها وتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسنتطرق للموضوعات أدناه:

    الفصل الأول: أرض فلسطين
    - أرض فلسطين
    - مكانة فلسطين الإسلامية
    - مناقشة مزاعم الحق الديني والتاريخي لليهود على أرض فلسطين
    **- المزاعم الدينية
    **- المزاعم التاريخية: العصر الحجري، الكنعانيون، الفلسطينيون، العبرانيون، الحكم الفارسي، الحكم الهلليني الإغريقي، حكم البطالمة، الحكم الروماني، الحكم الإسلامي والعهد العثماني ثم الانتداب البريطاني.

    الفصل الثاني: الحركة الصهيونية والفكر الصهيوني
    - الحركة الصهيونية والفكر الصهيوني
    **- خلفيات ظهور المشروع الصهيوني
    **- رواد الفكر الصهيوني
    **- اتجاهات ومدارس الحركة الصهيونية
    **- انطلاق المنظمة الصهيونية العالمية: برنامج ومؤسسات
    **- العمل الدبلوماسي والهجرات
    **- الهجرات اليهودية وقرار التقسيم
    **- تناقضات صهيونية

    الفصل الثالث: المقاومة المسلحة ضد المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي
    - المقاومة الفلسطينية أثناء الانتداب البريطاني
    **- انتفاضة النبي موسى، أبريل 1920
    **- انتفاضة يافا، مايو 1921
    **- ثورة البراق، أغسطس 1929
    **- ثورة الكف الأخضر، 1929 - 1930
    **- انتفاضة أكتوبر 1933
    **- ثورة القسام، 1935
    **- الثورة الفلسطينية الكبرى، 1936 – 1939
    - الحروب الإسرائيلية العربية
    **- حرب 1948
    **- حرب 1956
    **- حرب 1967
    **- حرب أكتوبر 1973
    - المقاومة الفلسطينية 1949 - 2009
    **- مرحلة المد القومي العربي 1949 - 1965
    **- مرحلة الطوق الكامل 1965 - 1970
    **- مرحلة الطوق الناقص 1970 - 1982
    **- حرب 1982 ومرحلة الطوق المفقود 1982 - 1987
    **- الانتفاضة الأولى 1987 - 1994
    **- تشكيل السلطة الفلسطينية واندلاع انتفاضة الأقصى
    **- حرب الفرقان 2008 - 2009
    - المقاومة الشعبية العربية والإسلامية للمشروع الصهيوني
    **- الإخوان المسلمون في حرب 1948 نموذجاً
    **- نشأة حركة الإخوان المسلمين وطبيعتها
    **- نشأة حركة الإخوان المسلمين في فلسطين
    **- دور الإخوان المسلمين في حرب فلسطين 1947 - 1948

    الفصل الرابع: منظمات وحركات التحرير الفلسطينية
    - المؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني
    **- منظمة التحرير الفلسطينية ( م.ت.ف )
    **- السلطة الوطنية الفلسطينية
    - حركات المقاومة الفلسطينية
    **- جماعة القسام "الجهادية"
    **- منظمة الجهاد المقدس
    **- حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
    **- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
    **- الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
    **- الجبهة الشعبية - القيادة العامة
    **- طلائع حرب التحرير الشعبية "الصاعقة"
    **- جبهة التحرير العربية
    **- حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
    **- حركة الجهاد الإسلامي
    - النظام السياسي الفلسطيني

    الفصل الخامس: النظام السياسي في إسرائيل
    - نظام الحكم في إسرائيل
    -النظام الحزبي في إسرائيل
    - الأحزاب الدينية في إسرائيل

    الفصل السادس: مشاريع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
    - خارطة الطريق


    حُييتُم ..،
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:33

    ** الفصل الأول

    * أرض فلسطين

    يطلق اسم فلسطين على القسم الجنوبي من بلاد الشام، وهي الأرض الواقعة غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وذات موقع استراتيجي مهم، إذ تعد صلة الوصل بين قارتي آسيا وأفريقيا.
    وأقدم اسم معروف لهذه البلاد هو " أرض كنعان " لأنه أول شعب تاريخي استقر فيها، مع العلم أن هناك حضارات إنسانية كانت تتواجد على هذه الأرض، حيث سادت الحضارة النطوفية و حضارة " جيركو "، وكانت مدينة أريحا أول مدينة يتم تشييدها في العالم سنة 8000 ق.م.
    لم تتحدد حدود فلسطين المتعارف عليها حالياً، إلا في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.

    * مكانة فلسطين الإسلامية

    تتمتع أرض فلسطين بمكانة خاصة في التصور الإسلامي. ففيها المسجد الأقصى، أول قبلة للمسلمين، والذي حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة فيه. وقال - صلى الله عليه وسلم - "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة".
    وفلسطين أرض الأنبياء ومبعث الرسل، فعلى أرضها عاش إبراهيم، إسماعيل، يعقوب، لوط، داود، سليمان، صالح، زكريا، يحيى وعيسى - عليهم السلام -، كما زارها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي أرض الإسراء.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:40

    * مناقشة مزاعم الحق الديني والتاريخي لليهود على أرض فلسطين

    يستند اليهود في إدّعاء حقهم في أرض فلسطين إلى مزاعم دينية وتاريخية.

    المزاعم الدينية: يدعي اليهود في توراتهم المحرفة أن الله أعطى هذه الأرض لإبراهيم ونسله. وجاء في سفر التكوين "وقال الرب لإبراهيم: اذهب من أرضك ومن عشيرتك إلى الأرض التي أريك ... فذهب إبراهيم كما قال الرب ... فأتوا إلى أرض كنعان ... وظهر الرب لإبراهيم وقال ... لنسلك أعطي هذه الأرض".
    ويمكن الرد على هذه المزاعم، بما يلي:
    أولاً: نحن المسلمون أولى الناس بتراث إبراهيم، وبتراث كل الأنبياء لأننا من رفعنا وحافظنا على لواء التوحيد، في حين أن اليهود هم الذين أفسدوا في الأرض وانقلبوا على تراث الأنبياء، وناصبوهم العداء.
    ثانيا: يؤمن المسلمون أن الله منح هذه الأرض لبني إسرائيل لفترة محدودة عندما كانوا مستقيمين على أمر الله، وانتفت شرعية وجودهم على هذه الأرض عندما طغوا وأفسدوا.
    ثالثاً: إن كان الله قد منح هذه الأرض لليهود لنسل إبراهيم، فإننا كمسلمين من نسل إبراهيم، فنحن أبناء إسماعيل، علاوةً على أن أنبياء الله بما فيهم أنبياء بني إسرائيل لم يكونوا يهوداً، بل مسلمين.

    المزاعم التاريخية: على الرغم من أن اليهود لم يقيموا على أرض فلسطين كياناً سياسياً خاصاً بهم إلا خلال فترةٍ تاريخيةٍ محدودة، إلا أنهم يدّعون أن فلسطين أرضهم التاريخية. ومن أجل الرد على هذه المزاعم، فإنه يتوجب تتبع مسار تاريخ الحضارة الإنسانية على أرض فلسطين، وتحديد موقع اليهود فيه، ونحن هنا بصدد رصد أهم الحضارات والثقافات على أرض فلسطين:

    العصري الحجري: في الفترة الممتدة (14 ألف -28 ألف ق.م ) سادت الحضارة النطوفية ( نسبة إلى وادي النطوف )، والتي مثلت بداية خروج الإنسان من الكهف وعمله في الزراعة، وحضارة جيركو.
    الكنعانيون: هاجر الكنعانيون من الجزيرة العربية واستقروا في أرض فلسطين عام 2500 ق.م. وأسسوا لحضارة عريقة، فقاموا ببناء الكثير من المدن الفلسطينية الحالية: حيفا، عسقلان، بيسان، بيت لحم، الخ.
    الفلسطينيون: هم أقوام بحرية قدموا واستقروا في أرض فلسطين وعاشوا جنباً إلى جنب مع الكنعانيين.
    العبرانيون: هم من نسل سيدنا إبراهيم قدموا عام 1900 ق.م، حيث استقر إبراهيم في مدينة الخليل، وأنجب إسحاق الذي أنجب يعقوب. ولقد هاجر يعقوب وأولاده الإثنا عشر واستقروا في مصر، حيث تفرع عن نسل أبناء يعقوب أسباط بني إسرائيل. وفي القرن الثالث عشر ق.م أرسل الله موسى إلى بني إسرائيل، وخرج بهم فاراً من فرعون، متجهاً إلى أرض فلسطين، لكنّ بني إسرائيل رفضوا الامتثال لأوامره بدخول فلسطين قائلين " إن فيها قوماً جبارين وأنّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ...)، تمكن النبي يوشع بن نون الذي خلف موسى في قيادة بني إسرائيل من دخول أرض فلسطين عام 1190 ق.م، حيث استوطن اليهود في المناطق الشمالية من فلسطين وبعض المناطق الجبلية في القدس، وقد ساءت أوضاع اليهود خلال هذه الفترة كثيراً بسبب فسادهم، وأصبحوا عرضة للغزوات من من قبل جالوت - أحد الملوك في المنطقة -. ولم يتحسن وضع اليهود إلا بعد أن تم تنصيب طالوت ملكاً عليهم، الذي قاتل جالوت وانتصر عليه. وفي عام 1004 ق.م خلف داوود طالوت في قيادة بني إسرائيل، حيث نجح في السيطرة على جميع أراضي فلسطين عدا المناطق الساحلية باستثناء يافا، وجعل داوود القدس عاصمة مملكته الجديدة عام 995، واستمرت هذه الدولة في الوجود لمدة 80 عاماً. وبعد وفاة داوود تولى نجله سليمان الحكم عام 936، وبعد وفاته، وتولى ابنه رحبعام الحكم وتدهورت أوضاع الدولة وتفككت إلى دولتين:
    تفككت الدولة التي حكمت 80 عاماً، إلى دولتين:
    1- مملكة إسرائيل ( السامرة ) "( 923-721)، التي أقيمت في الشمال، وكانت عاصمتها نابلس، وكان يطلق عليها المملكة الذليلة لضعفها. وقد اجتاح الأشوريون بقيادة سرجون الثاني هذه الدولة عام 721 ق. م، وتم تدمير حكمها، وقاموا بنقل اليهود إلى فارس وكردستان، وغيرها من المناطق.
    2- مملكة يهوداة ( 932-586): استمر حكمها 337 عاماً، وكانت أكثر قوة من مملكة إسرائيل، لكن سرعان ما اعترتها عوامل الضعف، فتعرضت للاجتياح من قبل الملك الفرعوني شيشق، كما هاجم الفلسطينيون الملك يهورام، وسبوا بنيه ونساءه، وسقطت هذه المملكة بشكل نهائي على يد ملك بابل نبوخذ نصر، الذي قام بتدمير الهيكل لأول مرة، وسبى 40 ألف يهودي معه، ساقهم معه إلى بابل، وبذلك انتهى الوجود السياسي المنظم لليهود على أرض فلسطين.

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:44

    الحكم الفارسي( 539-332) ق.م: انهارت دولة بابل بعد موت نبوخذ نصر وسيطر الملك الفارسي قورش عليها، ودخلت فلسطين تحت الحكم الفارسي عام 539 ق.م، حيث لازال اليهود في بابل، حيث وضع أحبارهم التوراة المزورة خلال وجودهم في الأسر، مع أن معظم اليهود قد ارتدوا عن دين موسى وعادوا لعبادة الأوثان. ولقد سمح الملك قورش لليهود بالعودة إلى أرض فلسطين، فلم يعد منهم إلا عدد قليل. أذن قورش لليهود ببناء الهيكل من جيد. وسمح الفرس لليهود بممارسة نوع من الحكم الذاتي في منطقة القدس.
    الحكم الهلليني الإغريقي ( 332-63 ق. م): يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين،
    حكم البطالمة ( 302- 198 ق.م )، حيث واصل اليهود حكمهم الذاتي؛ لكن في ظل عهد السلوقيين ( 198-63 ق.م )، انقلبت الأمور، حيث هاجم السلوقيون اليهود وأجبروهم على اعتناق الديانة الإغريقية الوثنية.
    ثورة المكابيين: كانت العائلة المكابية تتولى قيادة الوجود اليهودي في أرض فلسطين، ولقد نجحت هذه العائلة بقيادة ماثياس الحشموني وابنه يهودا المعروف بـ " المكابي " بتنظيم ثورة عام 168 ق.م، ضد حكم السلوقيين، الذين ضعف شأنهم، فاعترفوا بحق اليهود بإقامة حكم ذاتي، وقوى شأن المكابيين لدرجة أنهم كانوا يجبرون غير اليهود على الدخول في الديانة اليهودية، وقاموا بارتكاب الفظائع ضد الفلسطينيين، قام ملكهم اسكندر جينوس بصلب 800 رجل في القدس لأن إحدى المدن عصت أوامره.
    الحكم الروماني: بعد سيطرة الرومان على فلسطين، هاجم اليهود القوات الرومانية، وثاروا على الحكم الروماني بين عامي 66-70 م. وفي الفترة الممتدة بين عامي 132-135 ثار اليهود مجدداً بقيادة باروكوخبا على الرومان الذين ردوا بسحق الثورة و تدمير الهيكل والقدس وحرثوا موقعها، وحظروا على اليهود دخولها أو الإقامة فيها لمدة 200 عام، وأقاموا على أنقاضها مدينة " إيليا " نسبة إلى ملك الرومان إيليا هادريان، وهكذا انتهى الوجود اليهودي على أرض فلسطين، أي انتهى الوجود اليهودي على أرض فلسطين عام 135 م.
    خلاصة هامة: منذ القرن الثاني للميلاد وحتى القرن العشرين، وطوال 1800 عام لم يشكل اليهود أي مجموعة بشرية أو سياسية ذات شأن في تاريخ فلسطين.
    ومع ذلك، فإن هناك عدة ملاحظات على مزاعم الحق التاريخي لليهود:
    1- لا يمكن المطالبة بتقسيم الدول بناءً على التاريخ الغابر، فوفق هذا المنطق هل يمكن للعرب المطالبة باستعادة سيطرتهم على أسبانيا، وهل يحق لأسبانيا استعادة سيطرتها على أمريكا الجنوبية لمجرد أن هناك كان تواجداً أسبانياً في هذه المنطقة ؟.
    2- لا تعترف المبادئ السياسية الحديثة بمبدأ الحق التاريخي، ولم يكن له شأن في تاريخ العلاقات بين الأمم ونشأة الدول.
    3- على الرغم من إنشاء الكيان الصهيوني، فإن 60% من اليهود يرفضون الهجرة إليها، بل إن معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل ذاتها تفوق معدلات الهجرة الإيجابية إليها.
    4- هل يستطيع اليهود الإثبات أنهم من نسل بني إسرائيل الذين عاشوا على أرض فلسطين ؟.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:47

    الحكم الإسلامي: فتح المسلمون فلسطين في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ودخلوا القدس في 15 هـ / 636 م.
    وتعترف موسوعة المعارف اليهودية الصادرة عام 1946 أن العرب أصبحوا يشكلون الأغلبية من سكان فلسطين. وقد حافظ اليهود خلال الوجود الإسلامي على وجود محدود جداً داخل فلسطين.

    العهد العثماني:
    حتى مطلع القرن التاسع عشر لم يكن وجود اليهود في فلسطين يتجاوز بضعة آلاف من الذين ظلوا يعيشون في أرض فلسطين حتى بعد أن قام الرومان بطردهم. ولكن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أخذت أعداد كبيرة من اليهود تهاجر إلى أرض فلسطين، وتحديداً من روسيا، التي تعرض اليهود فيها إلى حملة قمع واسعة بعدما تبين أن فتاة يهودية كانت تشارك في مجموعة اغتالت القيصر الكسندر الثاني، وذلك في عام 1882.
    وهناك عدة عوامل تتعلق بواقع الدولة العثمانية أسهمت في تمكن اليهود من الهجرة إلى أرض فلسطين، وبناء مستوطنات فيها، وهي كالآتي:

    1- أصدرت الحكومة العثمانية قانون الخط الهمايوني عام 1856، والذي اعترفت فيه بحق الطوائف المسيحية بإدارة وتنظيم شؤونها في فلسطين، وأدى هذا القانون إلى تعاظم دور القناصل الأجانب، سيّما ضمان حقهم في جلب رعايا الدول التي يمثلونها إلى أرض فلسطين دون الحصول على إذن من السلطات العثمانية. لذا فقد عمل القناصل الأجانب على إدخال اليهود إلى أرض فلسطين على اعتبار أنهم مواطنون للدول الأوروبية المختلفة. وقام القناصل الأجانب بشكل شخصي بشراء الأراضي الفلسطينية وتسريبها لليهود مقابل المال، وفي حالات أخرى مقابل أراضٍ خارج فلسطين، سيّما في أوروبا.
    2- فساد دوائر الحكم العثماني، وانتشار الرشوة، حيث تجاوز الموظفون القوانين العثمانية وغضوا الطرف عن هجرة اليهود وتملكهم الأراضي، رغم إصدار السلطان عبد الحميد تعليمات واضحة تحظر بيع الأراضي لليهود، بعد تحرك القيادات الفلسطينية.
    3- تعرضت الدولة العثمانية عام 1869 لأزمة مالية خانقة اضطرت لعرض مساحات واسعة من الأراضي للبيع، فقامت بشرائها عائلات لبنانية نصرانية، قامت بدورها ببيعها لليهود، وكان الكثير من الأراضي التي عُرضت للبيع تعود لفلاحين فلسطينيين عجزوا عن دفع الضرائب للدولة، وباعت هذه العائلات ما مجموعة 625 ألف دونم.
    4- ومن الأهمية التأكيد هنا أنه على الرغم من دور الفساد المستشري في دوائر الحكم العثماني، إلا أن مواقف السلطان عبد الحميد المنطلقة من اعتبارات دينية وأخلاقية أدت إلى تأخير الشروع في المشروع الصهيوني، ولم يتحرك هذا المشروع إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية، والتي كان لليهود دور كبير في سقوطها. فعندما حاول مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل إغراء السلطان بدفع كل ديون الدولة العثمانية مقابل أن يسمح لليهود بإقامة وطن في فلسطين، بالإضافة إلى إغراءات أخرى، قال عبد الحميد كلمته المشهورة " أن فلسطين ملك للمسلمين جميعاً ". وتؤكد وثائق الخارجية البريطانية أن يهود تركيا " الدونمة " الذين تظاهروا باعتناق الإسلام كان لهم دور كبير في تشجيع جمعية " الإتحاد والترقي " و" تركيا الفتاة " على التحرك للإطاحة بالسلطان عبد الحميد. فحسب هذه الوثائق فقد كان بعض هؤلاء اليهود من قادة المحافل الماسوينة الذين كانوا على علاقة وثيقة بجمعية " تركيا الفتاة " و جمعية " الإتحاد والترقي "، حيث أقنعوهم بالإطاحة بالسلطان عبد الحميد، وعندما تمت الإطاحة به فرح هؤلاء فرحاً كبيراً. حيث كان هؤلاء اليهود يذكرون للسلطان رفضه إغراءات هرتزل وإصراره على عدم منح حق رسمي لليهود بإقامة كيان لهم في أرض فلسطين.
    4- أقام اليهود عدد من المستوطنات، وكانت أول المستوطنات مستوطنة " بتح تكفاه "، التي شيدت في العام 1878 وفشلت ثم أعيد بناؤها في العام 1982، وبعد ذلك توالى بناء المستوطنات، حيث تم بناء مستوطنات " ريشون ليتسيون " و " زخرون يعكوف " و" روش بينا ".
    5- منذ العام 1882 أخذ يطلق على التواجد اليهودي في أرض فلسطين " اليشوف ".

    الانتداب البريطاني( 1917-1948):
    بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والتي خسرت فيها تركيا الحرب، تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا السيطرة على الدول التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية، وكانت فلسطين من حصة بريطانيا. في نفس الوقت فقد أصدر وزير خارجية بريطانيا بلفور في الثاني من نوفمبر من العام 1917 وعده المشئوم الذي تعهد فيه باسم الحكومة البريطانية بالعمل على تأسيس " وطن قومي " لليهود.
    من هنا فقد وظفت حكومة الانتداب كل إمكانياتها لتهيئة الظروف لنشوء الكيان الصهيوني، حيث قامت بمنح اليهود مساحات من الأراضي الأميرية ( أراضي الدولة )، استخدم المندوب السامي صلاحياته التي تمكنه من نزع ملكية الأرض من الفلسطينيين ومنحها لليهود، بيع عدد من الفلسطينيين أراضيهم بسبب الضائقة الاقتصادية التي كانوا يرزحون تحتها. ومع ذلك فإن أقصى ما حصل عليه اليهود عشية حرب العام 1948 لم يكن يتجاوز 60%.

    قرار التقسيم والهجمة الصهيونية للسيطرة على الأرض:
    في 29/11/1947 أصدر مجلس الأمن قرار التقسيم، والذي ينص على إقامة دولة يهودية على 55% من أرض فلسطين، ودولة عربية على ما تبقى منها. وعلى الرغم من قبول الحركة الصهيونية بالقرار؛ لكن هذا لم يكن كافياً بالنسبة للحركة الصهيونية سيّما في ظل حقيقة أن الفلسطينيين يشكلون 42% من نسبة الناس الذين يعيشون على الأرض المخصصة لإقامة الدولة اليهودية. وقررت قيادة الحركة الصهيونية العمل على تهجير الفلسطينيين عبر استخدام الإرهاب المنظم.
    خطة دالت: منذ نهاية العام 1947 شرعت " الهاغناة " الجناح المسلح للحركة الصهيونية بشن اعتداءات منظمة على الفلسطينيين بغية إجبارهم على الفرار، لكن في مارس من العام 1948 وضعت قيادة الهاغناة خطة مفصلة لطرد الفلسطينيين، حيث قام يغآل يادين قائد شعبة العمليات في الهاغناة برسم الخطة، وأشرف على تنفيذها. وهدفت الخطة بشكل واضح إلى إلغاء الحدود التي أرساها قرار التقسيم وطرد الفلسطينيين نهائياً من أرضهم إلى خارج حدود فلسطين، وقامت " الهاغناة " بالفعل بتطبيق الخطة، التي وصلت في ذروتها في أيار من العام 1948، حيث أدت عمليات القتل والتدمير إلى اضطرار الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين الذين كانوا يقطنون في حدود فلسطين 48 لمغادرتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، وهكذا نشأت قضية المبعدين.
    وبهزيمة الجيوش العربية في حرب العام 1948، وإعلان الحركة الصهيونية كيانها الغاصب على أرض فلسطين، سيطر اليهود على 77% من ارض فلسطين.


    الفصل الأول اكتمل ..،

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 0:53

    ** الفصل الثاني
    * الحركة الصهيونية والفكر الصهيوني


    زعمت الحركة الصهيونية أنها حركة بعث قومي تهدف إلى بناء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين بزعم أن لهم حقاً دينياً وتاريخياً على هذه الأرض.
    والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل بالإمكان اعتبار أن اليهود ينتمون إلى قومية مستقلة؟.
    في الحقيقة أن اليهود عندما انطلقت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر يفتقدون إلى معظم سمات القومية: فهم لا ينتمون إلى عرق مشترك، بل إلى أعراق مختلفة، ولا يتكلمون لغة واحدة، ولا ينتمون إلى بيئة جغرافية واحدة، ولا إلى تاريخ واحد أو ثقافة واحدة.

    أقسام اليهود من ناحية دينية وموقفهم من أرض فلسطين:
    ينقسم اليهود من ناحية دينية إلى قسمين، علمانيون قوميون، ومتدينون

    أولاً: العلمانيون القوميون: الذين وجدوا في اليهودية مجرد رابطة قومية فقط ووظفوا مزاعم كتبها المزورة في تسويغ إدعاء الأحقية على أرض فلسطين، في الوقت الذي يناصب هؤلاء الدين العداء، ومعظم قادة الحركة الصهيونية ومفكريها ينتمون إلى هذا النوع من اليهود.

    ثانياً: المتدينون: وينقسمون بدورهم إلى أربعة أقسام:
    1- الأرثوذكس: يؤمنون بفكرة المسيح المخلص الذي سينزل آخر الزمان ليقود اليهود إلى أرض الميعاد، ويعتبرون أن هذه المهمة تخص الرب، ولا يجوز للناس التدخل من أجل تسريعها. وحتى مطلع القرن العشرين، كان جميع اليهود المتدينون ينتمون للتيار الأرثوذكسي، وقد ناصب الأرثوذكس الحركة الصهيونية العداء لأنهم اعتبروا أنها تدخلت بشكل عملي لإعادة اليهود إلى أرض فلسطين، وحتى قيام إسرائيل لم يعترف الأرثوذكس بإسرائيل إلا كأمر واقع فقط مع أنهم انخرطوا في حياتها السياسية، لكن معظمهم لا يخدم في الجيش.
    2- المتدينون القوميون: كانوا في الأساس أرثوذكس، لكن الحاخام إسحاق كوك الذي ظهر في الثلاثينات من القرن الماضي اختلف مع الحاخامات الأرثوذكس، حيث أفتى بأن استيطان أرض فلسطين هو الذي يساعد على قدوم المسيح المخلص وليس العكس، وانخرط هؤلاء في الكيان الصهيوني ومؤسساته ويخدمون في الجيش الإسرائيلي.
    3- اليهود الإصلاحيون: يدعون إلى تحكيم العقل ويرفضون فكرة المسيح المخلص، ويدعون للاندماج و كانوا لا يؤمنون بحق العودة للاجئين، لكنهم حالياً يعدون من المتحمسين للصهيونية، ويتمركزون في الولايات المتحدة.
    4- اليهود المحافظون: يجمعون بين الأرثذوكسية والإصلاحيين، يؤمنون بوحي السماء ويوافقون على فكرة الدولة اليهودية، لكنهم يقبلون الجمع بين الذكور والنساء في الصلاة.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:00

    * خلفيات ظهور المشروع الصهيوني


    حتى مطلع القرن التاسع عشر كان عدد اليهود في العالم يقدر بمليونين ونصف المليون نسمة، 90% منهم يقطنون في أوروبا.

    1- ظهور المسألة اليهودية: واجه اليهود في أوروبا منذ القرن الرابع عشر عمليات قمع على أيدي المسيحيين الكاثوليك بسبب موقف الفاتيكان منهم، الذي كان يعتبرهم المسئولون عن قتل السيد المسيح، بالإضافة إلى نفور المسيحيين في ذلك الوقت من سمات الشخصية اليهودية كما علقت في أذهانهم، حيث كانت صورة اليهودي في نظري الأوروبيين أنه مجرد مرابي، جشع، محتكر، وغيرها من الصفات، وقد تعرض اليهود إلى موجات من الطرد والقمع، فقد تم إجبارهم على العيش في أحياء خاصة أطلق عليها " الغيتو "، وعندما يغادر اليهودي هذا الغيتو كان يجبر على وضع شارة صفراء، وكان أول غيتو قد شيد في مدينة البندقية عام 1516م وفي القرن الرابع عشر تم طردهم من ألمانيا بعد تفشي مرض الطاعون هناك حيث حمّلوا اليهود مسؤولية تفشي المرض، حيث هاجر اليهود إلى بولندا، ويطلق على اليهود الذين هاجروا من ألمانيا باليهود " الإشكناز"، حيث أن إن اشكناز تعنى ألمانيا، بينما تعنى هذه الكلمة في إسرائيل كل يهودي من أصول غربية. وفي الفترة الممتدة بين عامي 1492 -1496 تم طرد اليهود من جميع إسبانيا بعد سقوط الممالك الإسلامية هناك، حيث هاجروا إلى تركيا وشمال أفريقيا، وهؤلاء اليهود يطلق عليهم " السفاراد " نسبةً إلى كلمة " سفراد " وتعني بالعبرية أسبانيا، وفي العام 1882 تعرض اليهود في روسيا لمجازر بعدما ثبت تورط اليهود في محاولة اغتيال القيصر الكسندر الثاني، الأمر الذي دفع معظمهم للهجرة للغرب والبعض لفلسطين.
    وقد أطلق على الواقع الناجم عن حالة الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا " المسألة اليهودية "، حيث طالب مفكروهم بحلها، فمنهم من ارتأى أن الحل يكمن في الاندماج في المجتمعات الأوروبية، ومنهم من قال أن الحل يكمن في إقامة وطن قومي لليهود.

    2- ظهور المذهب البروتستانتي: بسبب حالة الفساد التي كانت مستشرية في الكنيسة الكاثوليكية التي كان معظم الأوروبيين ينتمون إليها، ظهرت في القرن السادس عشر حركة الإصلاح الديني التي قادها مارتين لوثر كينغ والتي دعت إلى ضرورة تخلي الكنيسة عن دورها كوسيط بين " المؤمنين" والرب. ومن أجل تدعيم موقفهم في مواجهة قيادة الكنيسة الكاثوليكية، اتجه الإصلاحيون إلى دراسة التوراة أو " العهد القديم "، وهناك تعرّفوا على الكثير من المعتقدات اليهودية وتقبلوها مثل أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن فلسطين أرض الميعاد، وقد آمن هؤلاء بفكرة الألف السعيدة التي تقوم على أساس أن الله لن يبعث المسيح المنتظر حتى يعود اليهود إلى فلسطين. من هنا فقد تحول قادة التيار البروتستانتي إلى دعاة متحمسين لعودة اليهود إلى أرض فلسطين، بل أنهم منذ القرن السادس عشر قاموا بتنظيم رحلات استكشافية لأرض فلسطين للتدليل على أن قصص التوراة واقعية.
    من هنا فإننا نجد أن الأمريكيين الذين يتبنون المذهب البروتستانتي هم أكثر تيارات المسيحيين تعاطفاً مع اليهود، وهذا يفسر تأييد الولايات المتحدة وتحيزها اللامعقول لإسرائيل.

    3- التغييرات السياسية في أنظمة الحكم الأوروبية: أواخر القرن الثامن عشر ومع اندلاع الثورة الفرنسية، وسيادة دعوات التنوير والانفتاح ومبادئ العدالة والمساواة التي دعت إلى منح الجميع حقوق سياسية بمعزل عن العرق والدين، رُفعت الكثير من القيود التي كانت تفرض على اليهود في فرنسا وبعد ذلك حدت الكثير من الدول حدوها، وتم التخلص من نظام الغيتو في أوروبا، وإن كان ظل قائماً في روسيا.
    وقادت هذه التغيرات إلى ظهور حركة " الاستنارة" " ههسكلاه" بقيادة المفكر الألماني مندلسون الذي قال أن حل المشكلة اليهودية يكمن في اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية.

    4- ظهور القوميات في أوروبا، وتفشي اللاسامية: تميز القرن التاسع عشر بظهور القوميات في أوروبا، وبرزت معها الروح القومية. وكان هذا الأمر واضحاً في أوروبا. وكان من سمات الروح القومية الاعتزاز بالعرق. فأعتبر الألمان أن العرق الآري الذي ينتمون إليه أفضل من العرق السامي الذي ينتمي إليه اليهود. وأصبح اليهود يهاجَمون على أساس انتمائهم للعرق السامي. وقد تعزز هذا التوجه ضد اليهود بعد الأزمة الاقتصادية التي هزّت ألمانيا وأوروبا في العام 1873 حيث تم تحميل اليهود المسؤولية عن هذه الأزمة.
    حتى قال المفكر الألماني تراتشكي " اليهود سر بلائنا ". وهكذا ظهرت اللاسامية، حيث زعم مفكرو اليهود أن العداء لليهود شبه أزلي، عابر للتاريخ ويتخطى الاعتبارات الجغرافية، وهكذا تراجع تأثير، وتراجع معها تأثير حركة " ههسكلاه "، ودعوات الاندماج، وتعزز أصحاب الرأي القائل أن الحل يكمن في إقامة وطن قومي لليهود.

    فكرة الدولة الحاجزة:

    إن كانت ألمانيا قد اتخذت من اليهود موقفا عدائياً، إلا أن هذا لم يكن موقف جميع الدول الأوروبية، فقد تحمّست الكثير من الدول الأوروبية للفكرة الصهيونية ليس من منطلق العاطفة الدينية فقط، بل من منطلق المصالح الإستراتيجية الصرفة، حيث وجدت في وجود دولة يهودية في الشرق بمثابة ضمانة للحفاظ على المصالح الإستراتيجية للغرب، سيّما العمل على عدم بروز قوة عربية أو إسلامية، خوفاً من أن تهدد هذه القوى المصالح الأوروبية، ولتمنع قيام دولة تحل محل الدولة العثمانية التي كان لليهود دور مهم - وفق وثائق الخارجية البريطانية -في إسقاطها.
    وقد سادت علاقة مصالح متبادلة بين الحركة الصهيونية والدول الغربية، حيث ضمن الكيان الصهيوني بسبب هذه العلاقة مكتسبات كبيرة: الدعم المادي، العسكري، السياسي.
    وتدل الحقائق التاريخية على أن تبادل المنفعة كان له دور كبير على الصراع بين العرب والكيان الصهيوني.
    ففي حرب عام 1956 قامت فرنسا بالوقوف إلى جانب إسرائيل في الحرب والمشاركة الفعلية فيها رداً على دعم الرئيس جمال عبد الناصر للثورة الجزائرية، وقامت فرنسا بتزويد إسرائيل بأول مفاعل ذري ساهم في تمكينها من صناعة السلاح النووي.
    وقد اكتشفت أمريكا دور إسرائيل الوظيفي عندما تدخلت إسرائيل بشكل مباشر لمنع سوريا من مهاجمة نظام الملك حسين بعد مجازر أيلول الأسود التي شنها ضد الفلسطينيين، حيث اعتبرت أن إسرائيل لعبت دوراً هاماً في الحفاظ على أحد أوثق حلفائها.
    ويجمل هذه القضية رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرئيل شارون الذي قال" أن الغرب والولايات المتحدة لا يسدون لإسرائيل جميلاً عندما يقدمون المساعدات لإسرائيل، فإسرائيل تقوم بدور حاملة طائرات ثابتة للدفاع عن مصالح الغرب وأمريكا تحديداً ".

    الحملات الإستعمارية، وبروز العوامل الإستراتيجية:

    مع تفجر الثورة الصناعية في أوروبا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، إتجهت الدول الأوروبية لشن حملات استعمارية لاحتلال دول أفريقيا وآسيا للسيطرة على المواد الخام اللازمة للصناعة وللسيطرة على طرق الملاحة الدولية، وأصبحت الدول الأوروبية تتنافس فيما بينها للسيطرة على المزيد من الدول. أي أن فكرة الاستعمار اصبحت مقبولة حسب النظام العالمي الذي كان سائداً، وهو الأمر الذي استغلته الحركة الصهيونية لدفع مشروعها الاستعماري التوسعي في أرض فلسطين. في نفس الوقت فإن بعض حكام أوروبا شجع الحركة الصهيونية من أجل مصالح استراتيجية وسياسية على إقامة وطن لليهود. وكان أول زعيم غربي اقترح إقامة دولة يهودية في أرض فلسطين هةو نابليون بونوبارت عام 1799 لأنه كان في حاجة لمساعدة اليهود في تحقيق مشروعه الاستعماري.

    ضعف ثم سقوط الدولة العثمانية (المسألة الشرقية ):

    في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت الدولة العثمانية في أوج ضعفها وكان يطلق عليها " الرجل المريض "، وكانت ضعيفة لدرجة أن قناصل الدول الأوروبية المتواجدين في فلسطين كان بإمكانهم ضمان تهجير اليهود إلى أرض فلسطين مع العلم أن السلطان عبد الحميد رحمه الله قد أصدر تعليمات بعدم السماح بهجرة اليهود إلى أرض فلسطين. لكن على الرغم من ضعف الدولة العثمانية ورغم فساد موظفيها الذين تواطأوا في السماح بتهجير اليهود إلى أرض فلسطين مقابل الرشاوى، إلا أن المشروع الصهيوني لم يوضع موضع التنفيذ إلا بعدما سقطت دولة الخلافة. وقد وقف السلطان عبد الحميد موقفاً تاريخياً عندما رفض إغراءات زعيم الصهيونية هيرتزيل الذي حاول اغرائه بالمال وسداد الديون المتراكمة على الدولة العثمانية مقابل الموافقة على اقامة وطن قومي لليهود. ولهذا فقد تآمر على دولة الخلافة اليهود، وتحديداً يهود " الدونمة " في تركيا الذين معظمهم من قادة الماسونية وهم الذين شجعوا جمعية " الاتحاد والترقي " و" تركيا " الفتاة على الإطاحة بالسلطان. ويكفي أن نعلم أنه لو ظلت دولة الخلافة لما كان بوسع بلفور أن يصدر وعده المشؤوم.

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:05

    * رواد الفكر الصهيوني


    بسبب كل العوامل التي أشرنا إليها كخلفيات للمشروع الصهيوني، أخذ عدداً من قادة اليهود ومفكريهم يدعون الى العودة إلى أرض فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك، وكانت هذه الدعوات هي الأساس الذي ارتكزت عليه الحركة الصهيونية التي انطلقت بشكل عملي في مؤتمر الحركة الصهيونية الأول في بازر عام 1897، مع العلم أنه بقرار الملك الروماني إيليا هادريان، انتهى وجود اليهود على أرض فلسطين عام 135م. وكان العامل المشترك بين كل مفكري الحركة الصهيونية هو أن " مستقبل الشعب اليهود يرتبط بعودته الى وطنه التاريخي "
    ونحن هنا بصدد التعرض للمفكرين الصهاينة الذين كان لهم دور كبير في التنظير للفكر الصهيوني:

    شبتاي زفي: يهودي من مواليد أزمير، شرق تركيا، من أوائل من دعوا إلى تجديد الهيكل في القدس، واقترح أن يتم تشكيل لجنة تمثل اليهود في 15 دولة، بحيث تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، بحيث يكون من الواجب على اليهود قبول قرارات اللجنة. واقترح أن يتم السيطرة على فلسطين والوجه البحري من مصر.
    يهودا القالعي: كان رغم صغر سنه، الحاخام الأكبر لليهود في سراييغو في البوسنة، وكان أول من دعا الى جمعية تضم يهود العالم وإقامة صندوق قومي لشراء الأراضي وإقامة صندوق خاص لجباية الضرائب، دعا الى عودة اليهود بشكل متأن. من اوائل من دعوا الى احياء اللغة العبرية وضرورة أن يتحدث بها اليهود

    تسفي هيرش كالشير: كان حاخام اليهود في مدينة ثورن في بروسيا، إحدى المقاطعات الالمانية، وألف كتاب " البحث عن صهيوني "، وكان أول كتاب يتحدث عن الاستيطان الزراعي اليهودي في ارض فلسطين. واعتبر العمل في ارض فلسطين مقدس لليهود. ولعل أهم ما ورد في كتاب كالشير هو أنه كان يخالف المتعقدات الدينية الدارجة التي كانت تقول أن عودة اليهود إلى أرض فلسطين لن تتم إلا بعودة المسيح المنتظر. ورفض كالشير هذا المعتقد قائلاً أنه بإمكان اليهود العودة إلى أرض فلسطين بمجهوداتهم الذاتية وليس بفعل تدخل المسيح.

    موشيه هس: ولد في ألمانيا وكان يسارياً، لكنه تأثر بالفشل القومي الإيطالي، وألف كتاب " روما والقدس " عام 1860، ويعد واضع الأساس الفلسفي للصهيونية، وفيه تساءل أن كان من العدل تحرير روما، فلماذا لا يكون من العدل تحرير القدس، ودعا اليهود إلى نهضة قومية، وكان يرى في العودة الى أرض فلسطين المخرج من الخلافات التي كانت تعصف بالعلاقة بين المتدينين والاصلاحيين، وكان يؤمن أنه كان بالإمكان اغراء السلطان العثماني بالمال لدفعه للموافقة على الاستيطان في فلسطين.

    ليون بنسكر: يهودي روسي كان يؤمن بضرورة اندماج اليهود في المجتمع الروسي، لكن المجازر التي تعرض لها اليهود حتى عام 1881 دفعته لتغيير رأيه، حيث زار الكثير من دول العالم حيث التقى مع قادة اليهود حاثاً اياهم على العمل من أجل ايجاد وطن لليهود في أي بلد كان، وأصدر كتاب " التحرر الذاتي " الذي دعا فيه إلى ضرورة ايجاد قومية يهودية، والى اقامة منظمة مركزية تمثل اليهود وشركة مساهمة لشراء الأراضي.

    تيودور هيرتزل (1860-1904): مؤسس الحركة الصهيونية، يهودي مجري، كان من مؤيدي اندماج اليهود في المجتمعات الغربية، وكان يعمل صحافياً. وضمن عمله كان يغطي محاكمة الضابط الفرنسي اليهودي درايفوس الذين كان متهماً بالخيانة، حيث لاحظ هيرتزل الاهانات التي تعرض لها درايفوس لأنه يهودي فقط، فتراجع هيرتزل عن فكرة الاندماج وقرر العمل على اقامة كيان وطني لليهود. وبخلاف بقية مفكري صهيونية فقد كان هيرتزل الوحيد الذي نجح في تحول أفكاره الى واقع عملي، تمثل في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل 1897 الذي مثل الانطلاقة العملية للحركة الصهيونية نحو إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين .
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:12

    * اتجاهات ومدارس الحركة الصهيونية


    بعد استعراض نتاج مفكري الصهيونية، يمكن القول: أن الصهيونية هي حركة سياسية تسعى لحل المشكلة اليهودية في فلسطين وإنشاء الدولة اليهودية فيها.
    وقد أطلق لفظ صهيون على الحركة الصهيونية نسبة إلى جبل صهيون الذي يقع في الجزء الشرقي من مدينة القدس، وهي كلمة كنعانية
    وعلى الرغم من أتفاق كل القوى الفاعلة في الحركة الصهيونية على تحقيق الهدف المتمثل في العمل على إقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، إلا أنها تختلف حول سبل تحقيق هذا الهدف، وهي كالآتي:

    الصهيونية: السياسية: وهي التي عبر عنها المفكرون الذين تمت الإشارة إليهم سابقاً، ويقود هذه المدرسة هيرتزيل، وقامت هذه المدرسة على رفض اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، ودعت للعمل على إقامة الوطن القومي لليهود على أرض فلسطين، والاعتماد على التحالف مع القوى الاستعمارية مثل بريطانيا. وقد حدث انشقاق في هذه المدرسة أسفر عن بروز المدرسة التصحيحية أو التنقيحية بقيادة زئيف جابوتنسكي، والذي كان يطالب بالاعتماد بشكل أكبر على الإرهاب في تحقيق هدف إقامة الدولة، وشكلت هذه المدرسة عصابات إرهابية خاصة بها، هي " منظمة " ليحي " و إتسل "، التي قادهما كل من مناحيم بيغن وشامير.

    الصهيونية الدينية:سبق أن أشرنا إلى أن اليهود المتدينين ينقسمون في نظرتهم للصهيونية، إلى قسمين، وهما:
    المتدينون القوميون ( المتدينون الصهاينة ): الذين يؤمنون بأن استيطان أرض فلسطين وبناء وطن قومي لليهود فيها هو الذي يساعد على قدوم المسيح المخلص وليس العكس. وهؤلاء اليهود يخدمون في الجيش، ويشكلون العمود الفقري للاستيطان في الضفة الغربية، ويتحمسون بشكل خاص لتهويد القدس، وقد كان حزب " المفدال " الديني يمثلهم، إلا أن الحزب انهار عشية الانتخابات الأخيرة، وإن كان لهم ممثلين في أحزاب أخرى.

    اليهود الأرثوذكس: لا يعتبرون أنفسهم صهاينة، وعارضوا جهود الحركة الصهيونية لإعادة اليهود إلى أرض فلسطين على اعتبار أن هذه مهمة المسيح المخلص الذي سينزل آخر الزمان ليقود اليهود إلى أرض الميعاد، وبالتالي لا يجوز للناس التدخل من أجل تسريع هذه المهمة. ويعترف اليهود الأرثوذكس بإسرائيل كأمر واقع، مع أنهم انخرطوا في حياتها السياسية، لكن معظمهم لا يخدم في الجيش. وينقسم اليهود الأرثوذكس إلى قسمين:

    1- ‌أرثوذكس غربيين ( اشكناز ): وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: حسيديم الذين يمثلهم حزب " إيغودات يسرائيل "، و حزب " ديجل هتوراة ". وقد توحد الحزبان مؤخراً حيث شكلا حزب " يهودوت هتوراة ".
    2- أرثوذكس شرقيون: تمثلهم حركة شاس، مع أنه حتى العام 1984 لم يكن هناك هيئة قيادية خاصة باليهود الأرثوذكس الشرقيين الذين كانوا يتبعون للمرجعيات الدينية الخاصة بحزب " ديجل هتوراة ".

    المدرسة الصهيونية الثقافية ( الصهيونية الروحية ): اعتبرت هذه المدرسة أن الخطر الذي يهدد مستقبل اليهود يكمن في الضعف الداخلي للمجتمعات اليهودية، وافتقاد اليهود للإحساس بالوحدة، وضعف التمسك بالقيم. وطالب قادة هذه المدرسة بضرورة تجميع اليهود في فلسطين لتكون ملاذاً نفسيا وروحياً. وتعتبر أن الشعب اليهودي هو مصدر القداسة وليس النصوص الدينية، وأن القيم مرتبطة بانجازات اليهود في مجال التراث والثقافة. ويعد اشير جينزبيرغ المعروف بـ " أحاد هعام "، هو أشهر مفكري هذه المدرسة، والذي كان يأخذ على قيادة الحركة الصهيونية تجاهلها للعامل الثقافي الذي كان يرى فيه الضمانة الوحيدة ضد الاندماج.

    الصهيونية العملية (أحباء صهيون):
    في الوقت الذي اعتمدت فيه المدرسة السياسية على الجهود السياسية والدبلوماسية في حشد الدعم للفكرة الصهيونية، فأن المدرسة العملية رأت أن الأمر يتطلب التحرك العملي لبناء المستوطنات. وانطلقت الصهيونية العملية في روسيا بعد المجازر التي نفذت ضد اليهود في أعقاب اغتيال القيصر الكسندر الثاني، فتراجع تأييد الاندماج وظهرت جماعات من الشباب تدعو إلى العودة إلى فلسطين عبر جهد جماعي، وأطلق هؤلاء الشباب على أنفسهم " أحباء صهيون ". وأقامت جمعيات لها في مدن أوروبا لحشد التأييد لفكرتها وتنظيم هجرة الشباب اليهودي لأرض فلسطين. وكانت أول جمعية لهؤلاء الشباب أنشأت في أوروبا يطلق عليها " كاديما " عام 1882.

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:28

    * انطلاق المنظمة الصهيونية العالمية:
    برنامج ومؤسسات


    البرنامج:

    اعتقد تيودور هيرتزيل أن إقامة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين يتطلب تأمين استقلال سياسي يرفده اعتراف ودعم دولي، لذا فقد كانت الخطوة الأولى التي جسدت الانطلاقة الفعلية الأولى في طريق إقامة المشروع الصهيونية عقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بال بسويسرا عام 1897، حيث تم الإعلان عن تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية، كما أقر المؤتمر البرنامج السياسي للمنظمة، والذي تلخص في السعي لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام، أي برعاية دولية، وفيما يتعلق بالأهداف التفصيلية، فإنه يمكن حصرها في:

    1- تشجيع استيطان العمال اليهود الزراعيين والصناعيين في فلسطين.
    2- توثيق العلاقات بين اليهود عبر مؤسسات مناسبة على الصعيدين المحلي والعالمي.
    3- تنمية الحس والوعي القومي اليهودي وتعزيزهما.
    4- المباشرة في اتخاذ خطوات عملية لتأمين اعتراف دولي بالمشروع الصهيوني.

    المؤسسات السياسية:

    اهتم الصهاينة بمأسسة عملهم، من هنا فقد أجاز المؤتمر الصهيوني تشكيل المؤسسات الآتية:

    1- المؤتمر الصهيوني: الذي يمثل أكبر سلطة في الحركة الصهيونية، ويتم انتخاب أعضاؤه من قبل الأعضاء في الحركة الصهيونية، وفي البداية كان يعقد كل عام، ثم أصبح يعقد مرة كل أربع سنوات. ويقوم المؤتمر بانتخاب رئيس المنظمة والمجلس العام واللجنة التنفيذية.
    2- المجلس العام: الحلقة الوسيطة بين المؤتمر الصهيوني واللجنة التنفيذية، وينوب عن المؤتمر في حال تعذر انعقاده.
    3- اللجنة التنفيذية: تعتبر بمثابة قيادة الحركة الصهيونية، ويتم انتخابها من قبل المجلس العام.
    4- الوكالة اليهودية: أنشأت الوكالة اليهودية في فلسطين عام 1922، استناداً إلى المادة الرابعة من صك الانتداب البريطاني على فلسطين. وقد اعترفت حكومة الانتداب بدور الوكالة كهيئة استشارية لإدارة فلسطين بالتعاون مع الانتداب في المسائل الاقتصادية والاجتماعية بما يساعد على إقامة وطن قومي لليهود وحماية مصالح السكان اليهود. وكانت الوكالة اليهودية مسؤولة عن كل الأنشطة الصهيونية على أرض فلسطين، بينما كانت المنظمة الصهيونية العالمية مسؤولة عن الأنشطة الصهيونية في الخارج، وتتلخص أهداف الوكالة اليهودية في تطوير حجم الهجرة اليهودية، وشراء الأراضي كملكية عامة لليهود، تشجيع الاستيطان الزراعي، نشر اللغة والتراث العبري في فلسطين. وحتى الإعلان عن الكيان الصهيوني، كانت الوكالة تلعب دور الحكومة الفعلية على أرض فلسطين.
    5- المجلس الوطني اليهودي: تأسس عام 1928: كان مسؤول عن تمثيل المستوطنين اليهود في علاقتهم مع حكومة الانتداب البريطاني والمحافل الدولية، وكان يعمل تحت إمرة الوكالة اليهودية. وأسهم هذا المجلس في تحديد معالم النشاط الصهيوني لإقامة دولة على أرض فلسطين من خلال برنامج اقتصادي عسكري، بإشراف الوكالة اليهودية.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:31

    المؤسسات الإقتصادية:

    1- الكيرن كييمت ( الصندوق القومي اليهودي ): أصدر المؤتمر الصهيوني السادس عام 1903 قراراً بتأسيسه، ليختص في تجنيد الأموال اللازمة لاستملاك الأراضي في أرض فلسطين، بهدف توطين اليهود فيها، لتكون ملكاً أبدياً لليهود. وحتى نهاية العام 1947 استطاع هذا الصندوق السيطرة على 933000 دونم من أصل 1734000 دونم كان يمتلكها اليهود، أي ما يوازي 6.6% أرض فلسطين. وبعد الإعلان عن الكيان الصهيوني، تحولت مهمة الصندوق إلى استصلاح الأراضي وتشجيرها، والمساعدة في استيعاب المهاجرين اليهود....الخ.
    2- كيرن هيسود ( الصندوق التأسيسي ): تم إقراره من قبل المؤتمر الصهيوني عام 1920 في لندن، بهدف تجنيد الأموال اللازمة لتهجير اليهود إلى أرض فلسطين وبناء المستوطنات، وتطوير المؤسسات الصهيونية على أرض فلسطين، وكان الصندوق يقوم بتسليم الأموال التي يجمعها للوكالة اليهودية التي كانت تتولى إدارة شؤون الاستيطان اليهودي. وكان التبرع لكيرن هيسود ضريبة سنوية إلزامية على كل يهودي. ويعتبر هذا الصندوق مسؤول عن تشييد 203 مستوطنة، وقد أنشأ شركة المياه القطرية " مكوروت "، وميناء تل أبيب، وشركة الطيران ( آل عال )، وساهم في إقامة شركة الكهرباء.

    التشكيلات العسكرية:

    أدركت الحركة الصهيونية أن الشعب العربي الفلسطيني لن يسلم بإقامة مشروعها الذي تجاوز الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، ووعت أن هذا الشعب سيقاوم هذا المشروع، ولن يتخلى طواعية عن أرضه،فحرصت منذ البداية على الاستعداد للمواجهة المحتومة مع المقاومة الفلسطينية، عبر تشكيل قوات عسكرية تتولى العمليات والقيام بالعمليات الإرهابية، وهذه أهم هذه التشكيلات:

    1- الهاغناة ( הגנה ): وهي كلمة عبرية تعني الدفاع، وهذه منظمة عسكرية تشكلت عام 1921 تحديداً من الضباط والجنود اليهود الذين كانوا يخدمون في الجيوش الأوروبية. شاركت في الحرب العالمية الثانية لمساعدة اليهود في الهجرة إلى أرض فلسطين، لكن أهم مساهمة لهذه القوات كانت المشاركة في الإرهاب المنظم الذي مورس على أوسع نطاق ضد المواطنين الفلسطينيين لدفعهم لترك مدنهم وقراهم عبر ارتكاب المذابح. وعند الإعلان عن الكيان الصهيوني، أصبحت " الهاغناة " هي نواة الجيش الإسرائيلي، حيث أصبح قادة الهاجناة هم قادة الجيش.
    2- البلماخ ( בלמך ): وهي اختصار لكلمتي ( بلوجوت ماحتس )، أي (جند العاصفة )، وتمثل البلماخ الوحدات المختارة في " الهاجناة "، وقد أنشأت في 19/5/1941، وهي وحدات خفيفة تلقى عناصرها تدريبات شاقة، وتتخصص في عمليات النسف والتخريب والهجوم الصاعق، وكانت تتزود بأكثر الأسلحة تطوراً، وكانت على علاقة وثيقة بالانتداب البريطاني.
    وقد لعبت هذه القوات دوراً أساسياً في عمليات القتل والطرد الجماعي ضد الفلسطينيين، وكان قائد هذه الوحدات يغآل ألون الذي أصبح فيما بعد من قادة حزب العمل، وشغل منصب وزير الخارجية.
    اللواء اليهودي: قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وعندما أدركت الحركة الصهيونية أن هذه الحرب أصبحت وشيكة قررت السعي إلى الدفع بمشاركة قوات يهودية في هذه الحرب لتحارب إلى جانب القوات البريطانية، وذلك للحصول على مقابل سياسي، ولاستغلال بيئة الحرب في تدريب الشباب اليهودي. ووافقت الحكومة البريطانية على مشاركة هذه القوات فيما قوة أطلق عليها " اللواء اليهودي ".
    3- الأرجون أو إتسيل ( אצל):
    أشرنا سابقاً إلى حدوث انشقاق في صفوف المدرسة الصهيونية السياسية، أسفر عن مولد المدرسة التصحيحية التي قادها فلادمير جابوتينسكي والذي خلفه بعد ذلك مناحيم بيغن، وكان الذراع السياسي لهذه المدرسة حركة " حيروت ". وكانت هذه المدرسة تختلف عن المدرسة الصهيونية السياسية التي أرساها هيرتزيل بعدم الرهان على التحركات الدبلوماسية وكانت تؤمن بخيار القوة والإرهاب. ولهذا فقد انبثقت عن هذه المدرسة منظمة " اتسيل " أو " الارجون " عام 1931، وكان شعارها يد تمسك بندقية مكتوب تحتها " هكذا فقط ". وعندما تولى مناحيم بيغن زعامة المنظمة في العام 1943 نفذت العديد من المجازر، على رأسها مجزرة دير ياسين في 9 / 4 / 1948. وبعد إقامة الدولة تم دمج هذه القوات في الجيش الإسرائيلي، وقام رئيس الدولة حاييم وايزمان بتكريم هذه القوات، وكان من قادة هذه المنظمة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحاق شامير.
    4- ليحي ( ליחי ): حدث انشقاق في منظمة الأرجون، وخرج منها ابراهم شطيرن، ونفذت هذه المنظمة عشرات المجازر، كما قامت في تشرين ثاني عام 1947 بتدمير سرايا يافا. وبعد الإعلان عن إسرائيل تم ضم عناصرها للجيش، كما قامت الدولة بصرف مخصصات تقاعد لكل الذين خدموا في هذه القوات، ومنحتهم وسام محاربي الدولة.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:47

    * العمل الدبلوماسي والهجرات


    تطبيقاً لبرنامج الحركة الصهيونية الذي أقره المؤتمر الصهيوني الأول، انطلق تيودور هيرتزل في سلسلة من التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى حشد الدعم الدولي لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، فالتقى القيصر الألماني والسلطان العثماني وملك ايطاليا فضلاً عن عدد كبير من الوزراء في ايطاليا وبريطانيا، إلى جانب اجتماعه بعدد كبير من الأثرياء وأصحاب بنوك بهدف ضمان دعمهم للمشروع الصهيوني.
    لم ينجح هيرتزل في إقناع السلطان العثماني عبد الحميد بالموافقة على فتح باب الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين.
    وبسبب الرفض العثماني وبعض المشاكل المالية التي واجهها المشروع، اتجه هيرتزل للبحث عن حلول مؤقتة للمسألة اليهودية، فاقترح استعمار قبرص، لكن الفكرة جوبهت بالرفض من قبل الصهيونيين العمليين الذين يمثلهم جمعية " أحباء صهيون "، كما أنه اقتنع بفكرة إقامة وطن لليهود في العريش وسيناء، لكن هذه الفكرة قوبلت بالرفض من قبل المصريين والعثمانيين. واقترح رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلين على هيرتزل فكرة استعمار أوغندا، وقدم هيرتزل اقتراحاً بذلك للمؤتمر الصهيوني الذي عقد عام 1903، وبالفعل قبل المؤتمر الفكرة، وقرر إرسال بعثة استكشافية إلى هناك، لكن بعد وفاة هيرتزل عادت فكرة إقامة الوطن القومي في فلسطين لتصبح في مركز البرنامج الصهيوني.
    ويمكن القول أنه على الرغم من موت هيرتزل في سن مبكرة نسبياً ( 44 عاماً )، إلا أنه أثر بشكل كبير جداً وحاسم على مصير المشروع الصهيوني، إذ أنه هو الذي وضع المسألة اليهودية في بؤرة الاهتمام العالمي، كما أن قيامه بتشكيل المنظمة الصهيونية كان في الواقع اللبنة الأولى التي فتحت الطريق أمام إقامة الكيان الصهيوني.
    بعد وفاة هيرتزل نشب خلاف كبير بين أنصار الصهيونية السياسية الذين يرون أنه يتوجب التركيز على محاولة تجنيد الدعم الدولي لإقامة المشروع الصهيوني، وأنصار الصهيونية العملية الذين كانوا يرون وجوب التركيز على شراء الأرض وجلب المهاجرين اليهود إلى فلسطين. وقد حسم الخلاف بين المدرستين عندما برز دور حاييم وايزمان الذي أصبح فيما بعد رئيساً للمنظمة الصهيونية، فقد كان وايزمان يقول أنه لا يوجد هناك تعارض بين السعي للحصول على الاعتراف الدولي وبين التفكير العملي القائم على السيطرة على الأراضي، وأنه يمكن الجمع بين الوسيلتين.
    وواصل وايزمان جهود هيرتزل الدبلوماسية، ونجح في إقناع الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور، حيث وعدها بأن يساهم اليهود في إقناع الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب بريطانيا في أي حرب تنشب مع ألمانيا النازية وحلفائها.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 1:59

    * الهجرات اليهودية وقرار التقسيم


    اعتمدت الحركة الصهيونية في سعيها لإقامة كيانها المغتصب على أرض فلسطين على ركيزتين أساسيتين، وهما: الهجرة اليهودية والسيطرة على الأراضي الفلسطينية. وبالنسبة للهجرة اليهودية فقد تأثرت بعوامل عدة، لكنها في النهاية أسهمت في توفر العامل البشري الذي كان كفيلاً بالإعلان عن الكيان الصهيوني، ونحن سنحاول التعرف على أهم موجات الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وسماتها:

    الهجرة من 1882 -1904: في أعقاب عمليات القمع التي تعرض لها اليهود في العام 1882 إثر اغتيال القيصر الروسي أليكساندر الثاني، أخذت أعداد كبيرة من اليهود الروس بالهجرة للخارج، وتوجه السواد الأعظم منهم إلى الغرب وتحديداً للولايات المتحدة، لكن قلة منهم توجهت إلى أرض فلسطين. حيث أنه على الرغم من قرار السلطان العثماني عبد الحميد حظر الهجرة اليهودية إلى فلسطين، إلا أن فساد مؤسسات الحكم العثماني في فلسطين، والدور المتعاظم للقناصل الذين يمثلون الدولة العثمانية سمح لليهود بالسيطرة على مزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات، ومن المستوطنات التي أقيمت في هذه الفترة، مستوطنة " بتح تكفا " (الملبس)، ومستوطنة " ريشون ليتسيون " (عيون قارة)، ومستوطنة " روش بينا " (قرية الجاعور)، وغيرها.
    لكن هذه الهجرة تميزت بأنها كانت تضم عائلات وشباب يفتقرون للدافع الأيدلوجي، و للمهارات في مجال الزراعة، الأمر الذي أدى إلى فشل تجاربهم الاستيطانية، فضلاً عن أنهم عانوا من مشاكل مالية، وقد بلغ عدد اليهود الذين هاجروا خلال هذه الفترة 6000.

    الهجرة 1905-1914: بعد فشل ثورة 1905 التي نظمت ضد حكم القياصرة في روسيا، فر عشرات الآلاف من اليهود من روسيا، حيث جاء عدد كبير منهم إلى أرض فلسطين. وقد تميزت هذه الهجرة بأنها ضمت لأول مرة عدد كبير من الشباب الصهيوني المتحمس للفكرة الصهيونية والذين جاءوا بناءً على إيمان مطلق بضرورة بذل أقصى جهد من أجل إقامة الوطن القومي. وكان من بين هؤلاء دفيد بن غوريون الذي أصبح فيما بعد أهم زعيم صهيوني وأول رئيس وزراء لإسرائيل، وكان هؤلاء يتبنون الفكر الاشتراكي، لهذا حرصوا على تأسيس أول نقابة للعمال، أطلقوا عليها " بوعلي تسيون "، التي تحولت فيما بعد إلى نقابة العمال العامة " الهستدروت "، والتي لازالت تمثل العمال في إسرائيل حتى يومنا هذا. وقد آمن الشباب الذي هاجر خلال هذه الفترة بالعمل الجماعي، فتم إقامة "القرى التعاونية"، أو ما يعرف بـ "الكيبوتس ".
    وفي العام 1909 أقيمت مدينة تل أبيب، وهي أول مدينة يهودية تقام في العصر الحديث، كما تم تأسيس أول منظمة عسكرية للحراسة أطلق عليها " هشومير " ( الحارس )، والتي تحولت فيما بعد إلى " الهجناه "، الذراع العسكري للحركة الصهيونية.

    هجرة 1933-1936: تعتبر هذه أخطر الهجرات اليهودية على الإطلاق لأنها ضمت نواة المهاجرين التي تولت عملياً جهد إقامة مؤسسات الدولة بسبب تميز أفرادها بشكل خاص. فبعد أن فاز الحزب النازي في انتخابات عام 1929 في ألمانيا وصعد هتلر للحكم، استغلت الصهيونية الحدث وأثارت المخاوف في نفوس يهود ألمانيا وحثتهم على الهجرة من ألمانيا إلى فلسطين. وقد ساعد على ذلك أن الحركة الصهيونية توصلت إلى اتفاقية سرية مع الحكومة النازية عام 1932 أطلق عليها " هعفراه " وتقضي بالسماح لليهود الألمان بالهجرة لفلسطين، وقد هاجر خلال هذه الفترة 187671 يهودي معظمهم من رجال الأعمال والأثرياء والعلماء في مختلف التخصصات، الأمر الذي أعطى دفعة قوية للمشروع الصهيوني .

    صدور " الكتاب الأبيض " وتعثر الهجرة: في أعقاب إضراب عام 1936 الذي قام به الفلسطينيون والغليان الشعبي الفلسطيني ضد الهجرة اليهودية، اضطرت الحكومة البريطانية إلى إصدار " الكتاب الأبيض " عام 1939 والذي قيدت فيه الهجرة إلى ارض فلسطين بشدة، بحيث يتم السماح بهجرة 75 ألف يهودي على مدى خمسة أعوام. وحتى العام 1942 ظلت الهجرة إلى ارض فلسطين ضعيفة مقارنة بالفترات السابقة.

    مؤتمر بالتيمور 1942 وانطلاق الهجرة من جديد: شكل المؤتمر الصهيوني الذي عقد في مدينة بالتيمور الأمريكية نقطة تحول فارقة، إذ أن الصهاينة أقنعوا الإدارة الأمريكية بالضغط على انجلترا للتراجع عن الكتاب الأبيض وفتح أبواب الهجرة من جديد، بالإضافة إلى أن المؤتمر قرر اتخاذ العديد من الخطوات الهادفة إلى تعجيل إقامة الكيان الصهيوني، وضمنها إقامة جيش يهودي. وتحت ضغط أمريكا أعلنت بريطانيا في العام 1945 تراجعها عما ورد في " الكتاب الأبيض ".

    قرار التقسيم وعمليات التهجير الجماعي:

    خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية منهكة تماما، وضمن عوامل أخرى، أعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها الانسحاب من فلسطين، فمارست كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ضغطاً على الأمم المتحدة لإصدار قرار يسمح بإقامة دولة يهودية إلى جانب دولة عربية في فلسطين. وبالفعل في 29-11-1947 صدر قرار 181 الذي أطلق عليه قرار التقسيم والذي أعطى لأول مرة شرعية دولية لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وليس لمجرد إقامة وطن قومي. وحسب نص القرار فإن الدولة اليهودية ستقام على 54% من أرض فلسطين، في حين تقام الدولة العربية على 45%، في حين تبقى 1% من الأرض كمنطقة دولية. رفض العرب والفلسطينيون القرار، في حين قبله اليهود. وكانت المعضلة التي واجهت اليهود أن 42% من السكان الذين يقطنون الأرض التي ستقام عليها الدولة اليهودية هم من الفلسطينيين، وبالتالي طردهم من هذه الأراضي. ووضعت الحركة الصهيونية عدة خطط إرهابية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وكان على رأس هذه الخطط خطة دالت، والتي هدفت ليس فقط إلى طرد الفلسطينيين من الأرض التي حددها قرار التقسيم كأرض تقام عليها الدولة اليهودية، بل هدفت إلى القضاء على حدود التقسيم والسيطرة على اكبر مساحة من الأرض الفلسطينية.

    خطة دالت: قام يغآل يادين قائد شعبة العمليات في الهاجناة برسم الخطة في مارس من العام 1948، وأشرف على تنفيذها. وهدفت الخطة بشكل واضح إلى طرد الفلسطينيين نهائياً من أرضهم إلى خارج حدود فلسطين، وقامت " الهاغناة " بالفعل بتطبيق الخطة، التي وصلت في ذروتها في أيار من العام 1948، حيث أدت عمليات القتل والتدمير إلى اضطرار الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين الذين كانوا يقطنون في حدود فلسطين 48 لمغادرتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، وهكذا نشأت قضية المبعدين. وبهزيمة الجيوش العربية في حرب العام 1948، وإعلان الحركة الصهيونية كيانها الغاصب على أرض فلسطين، سيطر اليهود على 77% من ارض فلسطين.

    دور بريطاني في دعم المشروع الصهيوني:

    1- دمجت وعد بلفور في صك الانتداب، ودفعت نحو تبنيه من قبل عصبة الأمم ليحظى باعتراف دولي.
    2- فتحت أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية.
    3- سمحت ببناء المؤسسات الاقتصادية والسياسية والنقابية التي شكلت نواة الدولة اليهودية.
    4- غضت الطرف عن إقامة التشكيلات العسكرية اليهودية وتعاونت معها .
    كل هذا في الوقت الذي وقفت بالمرصاد للحركة الوطنية الفلسطينية وقمعتها بكل قوة كما سنعرف لاحقاً.

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 2:13

    * تناقضات الصهيونية


    ادعى قادة الحركة الصهيونية أن مشروعهم يندرج ضمن إطار أخلاقي وقيمي، مستندين إلى عدة مزاعم دللت الوقائع على بطلانها. ونحن هنا بصدد التعرض لعدد من تناقضات الحركة الصهيونية:

    أولاً: ادعت الصهيونية إنها حركة تحرر وطني وانبعاث قومي لليهود، وهي في الواقع ليست أكثر من حركة استعمارية، قامت منذ الأساس بقصد إفناء شعب آخر وطرده من أرضه حتى يتسنى لها أن تحل محله.

    ثانياً: استندت الحركة الصهيونية في تبرير حقها التاريخي في أرض فلسطين إلى قيام مملكة اليهود قبل ألفي عام، وهذا منهج انتقائي يتناقض مع المنهج العلمي الإنساني الذي يستوعب حضارات الشعوب كلها، فالصهيونية أغفلت حقيقة أن الكنعانيين تواجدوا على أرض فلسطين قبل آلاف السنين وهم بناة الحضارة الأولى على أرض فلسطين، وتجاهلوا أن للعرب كانت حضارة متصلة لمئات السنين.

    ثالثاً: ادعت الصهيونية أنها حركة تحرر وطني لكنها في نفس الوقت تحالفت مع القوى الاستعمارية.

    رابعاً: تدعي الحركة الصهيونية أنها حركة ديمقراطية، لكنها في ذات الوقت قامت على التمييز العنصري، ولعل الذي يبرز هذا التناقض بشكل واضح، هو تأكيد ما يعرف بـ " وثيقة الاستقلال " الخاصة بإسرائيل بأنها " دولة الشعب اليهودي "، الأمر الذي يعني أنه هناك ما يبرر التمييز ضد غير اليهود الذين يعيشون في هذه الأرض. لذلك يقول وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسيف لبيد:
    " إن الغاية من الدستور بشكل عام ضمان المساواة والعدل، ولن يكون بوسع الدستور الإسرائيلي فعل ذلك، سوف يتعين على الدستور الإسرائيلي تخليد اللامساواة، عليه أن يضمن أن إسرائيل ستكون دولة يهودية، وطناً لشعب واحد وليس لشعبين. سوف ينص الدستور على حق كل يهودي في الهجرة إلى إسرائيل، وهذا الحق لن يتاح لأبناء الشعوب الأخرى، سوف ينص الدستور على حق اليهود في حمل السلاح، ولن يسمح للعرب بذلك .... لن يحمل الدستور طابع المساواة ".

    خامساً: التناقض بين الإطار العلماني الذي تتبناه الحركة الصهيونية، والجذور والأدوات الدينية التي لولاها ما قامت الصهيونية.

    سادساً: التناقض الحضاري بين الحضارة الغربية التي يدعي اليهود الغربيون " الإشكناز " الذين أقاموا إسرائيل انتمائهم إليها وبين الحضارة الشرقية التي ينتسب إليها اليهود الشرقيون ( السفراديم) .

    سابعاً: التناقض القائم في زعم الصهيونية تمثيلها لليهود، في الوقت الذي تسود الخلافات الفكرية بين اليهود الذين ينتمون لنفس الأطر الصهيونية.


    مقارنة بين ظروف الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية قبل العام 1948:

    مما لا شك فيه أن هناك ظروف عديدة ساعدت الحركة الصهيونية على تحقيق هدفها الكبير المتمثل في إقامة الكيان الصهيوني الغاصب، في الوقت الذي حرم فيه الشعب الفلسطيني ذلك. ونحن هنا بصدد عرض مقارنة بين ظروف الجانبين:

    - الدعم الدولي:
    لم يفقد الشعب الفلسطيني الدعم الدولي فحسب، بل تآمرت عليه أعتى القوى الاستعمارية ممثلة في بريطانيا، إلى جانب افتقاد الشعب الفلسطيني لعمق عربي جاد، حيث أن معظم الدول العربية قبل العام 48 حتى الحكم البريطاني، أو تحكمها أنظمة متواطئة مع البريطانيين.
    ولولا الدعم الدولي، والعلاقة الوثيقة مع القوى الاستعمارية لما تسنى للحركة الصهيونية إقامة مشروعها، فبريطانيا هي التي ساعدت الصهاينة على شراء الأرض وجلب المهاجرين، وبناء المؤسسات بمختلف أنواعها.

    - النظام السياسي:
    قام النظام السياسي الفلسطيني على العلاقات العشائرية والقبلية، حيث أن معظم الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية استندت على الطابع العشائري الذي يقوم على الكثير من التناقضات، وهذا ما ساعد كل من البريطانيين والصهاينة على المناورة واستغلال هذه التناقضات في تسهيل بناء إقامة المشروع الصهيوني.
    على الجانب الآخ تميز النظام السياسي الصهيوني بوجود أحزاب قائمة على أسس فكرية وأيدلوجية، إلى جانب وجود مؤسسات سياسية فاعلة، فكل حزب كان له لجنة تنفيذية ومكتب سياسي وصحف خاصة به. فضلاً على قدرة الحركات الصهيونية على التغلب على خلافاتها الفكرية في سبيل تحقيق الهدف الصهيوني

    -البنى التحتية:
    بسبب القيود التي فرضها الاحتلال وعدم وجود دعم عربي لم يتمكن الفلسطينيون من تشييد بنى تحتية يمكن أن تؤسس لمشروعهم الوطني،
    بينما حرص الصهاينة على الإعداد لمشروعهم الاستعماري بالاهتمام بمشاريع البنى التحتية، فتم تشييد المدن والمصانع والمطارات.

    - القوة العسكرية:
    كانت القوة العسكرية عبارة عن مجموعات غير منظمة وغير مدربة بشكل جيد، فضلاً عن افتقادها للسلاح والقيادة والتوجيه،
    بينما استفادت الحركة الصهيونية من خدمة عناصرها في الجيوش الأوروبية، فتوفر لديها القوى البشرية المعدة للعمل العسكري، فضلاً عن سماح البريطانيين بتوريد السلاح الحديث والمطور للميليشيات الإرهابية الصهيونية.

    - الأوضاع الاقتصادية:
    كانت بالغة الصعوبة، بسبب قلة الموارد وعدم وجود دعم عربي.
    نجح الصهاينة في تجنيد دعم الأثرياء ورجال الأعمال والمصرفيين اليهود، في توفير الدعم المالي اللازم لانطلاق مشروعهم

    - التعليم:
    كانت نسبة الأمية في الشعب الفلسطيني أكثر من 90%، إلى جانب عدم وجود مؤسسات تعليمية وجامعية قادرة على رفد حركة التحرر الوطني بالقوى البشرية المؤهلة.
    نسبة التعليم في الشعب اليهودي فاقت 90%، تم تأسيس نظام تعليمي متكامل، فضلاً عن إقامة الجامعات والكليات المتخصصة والمعاهد التطبيقية.


    الفصل الثاني اكتمل ..،

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 2:45

    ** الفصل الثالث
    * المقاومة الفلسطينية أثناء الانتداب البريطاني


    احتل البريطانيون فلسطين في ديسمبر من عام 1917 وأكملوا احتلالها في سبتمبر من العام 1918. باستثناء مدينة غزة، فإن القوات البريطانية لم تواجه بمقاومة تذكر لدى محاولتها احتلال المدن الفلسطينية، حيث نظر الفلسطينيون لبريطانيا على أنها حليفة للثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين، مع العلم أن بريطانيا وعدت العرب بالعمل على تحرير بلدانهم في حال ساعدوها في الحرب ضد الدولة العثمانية. لكن رغم أن بريطانيا قد نكثت بوعودها، وساعدت اليهود على السيطرة على الأرض الفلسطينية، إلا أن الحركة الوطنية الفلسطينية فضلت خلال الفترة الممتدة من 1917-1929 اتباع المقاومة السلمية ضد الانتداب البريطاني، وذلك لأن المشروع الصهيوني حتى هذه اللحظة لم يكن قد اتخذ أبعاداً خطيرة، حيث أن اليهود سيطروا حتى العام 1918 على 2% فقط من ارض فلسطين، في نفس الوقت أمل الفلسطينيون أن تعدل بريطانيا عن مواقفها، إلى جانب إدراك الفلسطينيين للقوة العسكرية الهائلة لبريطانيا التي كانت في ذلك الوقت اكبر قوة عسكرية. لكن العمل المسلح ضد الوجود الصهيوني على أرض فلسطين فقد بدأ عام 1886، حيث هاجم القرويون الفلسطينيون الذين تم طردهم من قرية " ملبس " التي أقيمت على أراضيها مستوطنة " بتح تكفا "، منازل المستوطنين. وفطن الفلسطينيون منذ البداية إلى تداعيات المشروع الصهيوني الخطيرة على أرضهم فاحتجوا في العام 1890 ضد حاكم لواء القدس العثماني رشاد باشا الذي تواطأ مع اليهود، وطالبوا بمنع هجرة اليهود لفلسطين، وصدرت الفتاوى التي تحرم استملاك اليهود للأراضي.
    وفي مطلع العام 1919 كانت انطلاقة العمل المسلح المنظم عبر إنشاء جمعية " الفدائية " التي أسسها محمد الدباغ، وعلى الرغم من اعتقال معظم قادتها، إلا أنها لعبت دوراً في التحريض على مراحل العمل المقاوم في الفترة اللاحقة، وتحديداً انتفاضة النبي موسى.
    ونحن هنا سنتعرض لمحطات العمل المقاوم خلال فترة الانتداب البريطاني:

    انتفاضة النبي موسى، القدس أبريل 1920:
    كانت هذه أول الانتفاضات الشعبية في تاريخ فلسطين الحديث، وبدأت عندما قام أحد اليهود بالمس بالراية التي كان يرفعها أهل الخليل الذين كانوا يوم 4 ابريل 1920 يشاركون في موسم النبي موسى في القدس، فقام المشاركون في الاحتفال بضربه، وبعد ذلك تفجر الموقف واتسعت الاشتباكات لتشمل منطقة القدس بأسرها، فقامت السلطات البريطانية بفرض الأحكام العرفية، لكن الانتفاضة تواصلت حتى 10 ابريل، وأسفرت عن مقتل خمسة من اليهود وجرح 211، في حين استشهد 4 من العرب وجرح 25، وجرح 7 من الجنود البريطانيين. وعلى الرغم من أن الانتفاضة بدأت عفوية، إلا أنه تبين أن للحاج أمين الحسيني دور هام في إشعالها، حيث حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن عشر سنوات غيابيا، ثم اصدر المندوب البريطاني عفواً عنه.

    انتفاضة يافا: مايو 1921:
    في مطلع مايو من عام 1921 حدث إطلاق نار على العرب في حي المنشية من بين أحد البيوت، فهاجم الفلسطينيون المنزل وقتلوا 13 يهودياً وجرحوا 24 آخرين، واتسعت لتشمل الكثير من مناطق فلسطين. استفاد اليهود من وجود الكتيبة اليهودية في الشرطة البريطانية التي كانت تقوم بحراسة تل أبيب حيث قام عناصرها بإطلاق النار على الفلسطينيين في يافا.
    في نفس الوقت قام 3000 فلسطيني بمهاجمة مستوطنة " بتح تكفا "، فتصدى لهم الجيش البريطاني حيث قتل 28 فلسطينيا وجرح 15 آخرين. في حين قتل 4 من اليهود، كما هاجم الفلسطينيون مستوطنة الخضيرة ورحوبوت، ورد اليهود بحرق 50 من العمال الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في مستوطنة " بتح تكفا " بماء الفضة وباستخدام آلات حادة، وكان من بين القتلى نساء وأطفال كانوا بجوار المستوطنة.
    ويتضح دور قوات الانتداب البريطاني في الدفاع عن اليهود ومنع المس بهم. فقد كان النائب العام في حكومة الانتداب نورمان بنتويش وهو بريطاني يهودي صهيوني يتولى أمور القضاء، حيث أنه في الوقت الذي كان يصدر أحكام قاسية جداً على الفلسطينيين، كان يتعامل مع الفظائع التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين على أنها قضايا شخصية بسيطة.
    حاولت حكومة الانتداب احتواء الموقف، فأعلنت وقف الهجرة في 3 يونيو 1921، لكن هذا الإعلان كان ذر للرماد في العيون، إذ تواصل المشروع الصهيوني على قدم وساق.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 2:48

    ثورة البراق: أغسطس 1229
    باستثناء بعض الأحداث المتفرقة، فقد شهدت الفترة 1921 وحتى 1929 هدوء نسبي.
    في 23 / 9 / 1928 حاول اليهود تحويل حائط " البراق " الذي يطلقون عليه حائط المبكى إلى كنيس يهودي، فأسس المسلمون " لجنة الدفاع عن البراق " في الأول من نوفمبر من العام 1928، والتي عقدت مؤتمر عام لها في القدس حضرته وفود من عدة دول عربية. في 15 / 8 / 1929 نظم اليهود مظاهرات في القدس اتجهت إلى حائط البراق ورفعوا العلم الصهيوني وأنشدوا نشيدهم " الوطني "، وقاموا بشتم النبي صلى الله عليه وسلم. وفي اليوم التالي نظم الفلسطينيون مظاهرة مضادة في المسجد الأقصى، وحدثت صدامات، عمت عموم فلسطين. وفي 24 /أغسطس / 1929 هاجم الفلسطينيون اليهود في الخليل وقتلوا 60 منهم وجرحوا أكثر من 50، وفي 29 / أغسطس / 1929 هاجم الفلسطينيون الحي اليهودي في صفد فقتلوا عشرين منهم وجرحوا 25. وفي الفترة الممتدة بين 24 / أغسطس حتى 2 / سبتمبر / 1929، هاجم الفلسطينيون عشرات المستوطنات اليهودية ودمروا ستة منها بالكامل، وتدخلت هنا القوات البريطانية التي حسمت الموقف، وقمعت الثورة، وأسفرت الثورة عن مقتل 133 يهودي وجرح 339 آخرون، واستشهد 116 فلسطيني وجرح 232 آخرين معظمهم على أيدي القوات البريطانية. وسيق للمحاكمة 1300 شخص، 90% منهم من الفلسطينيين. ومرة أخرى تدخل النائب العام اليهودي بنتويش الذي كان يقدم الفلسطينيين للمحاكمات بالجملة في حين كان يفرج عن القتلة اليهود بكفالة وبدون كفالة. ونفذت السلطات البريطانية حكم الإعدام في ثلاثة من أبطال الثورة وهم: محمد جمجوم وعطا الزير ومحمد حجازي في 17 يونيو 1930، وأطلق الفلسطينيون على يوم إعدامهم بالثلاثاء الحمراء. وتقدم الزير وجمجوم لحبل المشنقة كالجبال، حيث طلبا حناء لكي يخضبوا أياديهما وكأنهما مقبلان على عرس.
    تميزت هذه الثورة بالبعد الإسلامي، لم تستهدف البريطانيين حيث كان الفلسطينيون يأملون أن تغير بريطانيا مواقفها، لكن بعد الثورة تبين بالدليل القاطع أنه يتوجب أن توجه الحراب ضد بريطانيا نفسها

    ثورة الكف الأخضر: 1929 -1930
    تشكلت مجموعة " الكف الأخضر " بعد انتهاء ثورة البراق، وتركزت في شمال فلسطين، وكانت مكونة من الشباب الذين فروا من القوات البريطانية، وكان يقودهم أحمد طافش، وتبنت أسلوب حرب العصابات، وقامت بشن هجمات على المستوطنات وقوات الشرطة البريطانية. قامت قوات الانتداب البريطانية بمطاردة عناصر المجموعة، وفي العام 1935 تم إلقاء القبض على أحمد طافش في الأردن، ونجحت القوات البريطانية في قمع هذه المجموعة.

    انتفاضة أكتوبر 1933:
    مثل العام 1933 طفرة في الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، حيث أخذ عشرات الآلاف من اليهود وخصوصاً من ألمانيا يصلون إلى أرض فلسطين، وكان واضحاً أنه لولا الغطاء البريطاني لما تسنى لهؤلاء اليهود الهجرة والاستيطان في أرض فلسطين. فدعت الأحزاب والجمعيات الأهلية واللجنة التنفيذية العربية التي تمثل الفلسطينيين أمام حكومة الانتداب بريطانيا إلى وقف الهجرة، لكن المندوب السامي البريطاني رفض الدعوة. فنظمت مظاهرات في جميع أرجاء فلسطين برعاية اللجنة التنفيذية العربية. وفي السابع والعشرين من أكتوبر من العام 1933 نظم الفلسطينيون في يافا مظاهرة تم قمعها من القوات الانتدابية، الأمر الذي أسفر عن مقتل 14 فلسطيني وجرح العشرات، وأصيب كاظم الحسيني رئيس اللجنة التنفيذية العربية بجراح توفي على أثرها في العام التالي.
    وكانت انتفاضة أكتوبر تشكل أولى المواجهات الموجهة بشكل مباشر لبريطانيا وسياساتها.

    ثورة القسام: 1935:
    في العام 1935 كانت الهجرة اليهودية على أوجها وكان اليهود يقومون بتهريب كميات كبيرة جداً من السلاح والعتاد استعداداً للمواجهات مع الفلسطينيين. وقد قرر الشيخ عز الدين القسام في نوفمبر 1935 إعلان الثورة. وكانت خطة الشيخ القسام تقوم على التوجه للقرى وحث الناس على شراء السلاح والانخراط في الثورة، وكان يتخذ من الجبال مقراً له بعد أن قام ببيع بيته وقام رفاقه ببيع حلي زوجاتهم لشراء البنادق والرصاص. لكن الطابع العلني لثورة القسام، وقلة الخبرة العسكرية، جعل قوات الانتداب تحاصر القسام وتسعة من إخوانه في أحراش يعبد حيث دارت معركة حامية الوطيس استمرت لأربع ساعات استشهد على إثرها القسام واثنان من رفاقه والقي القبض على سبعة آخرين.
    على الرغم من أن ثورة " القسام " كانت قصيرة، ولم تسفر عن الكثير من الاشتباكات مع القوات البريطانية أو الصهاينة، إلا أنها تمثل أوضح صورة للبعد العقائدي والديني للصراع، حيث أنها المرة الأولى في تاريخ الصراع مع الاحتلال التي يقود فيها عالم ثورة. ومثل استشهاد القسام تكريس طريق الجهاد كسبيل للتحرر، بعدما تم تجريب الخيارات السياسية. ولعل الذي يوضح الدلالات العميقة لاستشهاد القسام، هو الخطاب الذي ألقاه رئيس الوكالة اليهودية في ذلك الوقت دفيد بن غوريون والذي أصبح فيما بعد أول رئيس وزراء لإسرائيل، أمام اللجنة التنفيذية لحزب " مباي " الصهيوني في 14 / ديسمبر / 1935، إذ اعتبر بن غوريون أن استشهاد القسام يمثل حدث يدلل على أخلاقية النضال الوطني الفلسطيني. وتوقع بن غوريون أن يسعى الشباب الفلسطيني والعرب أن يقتفي أثر الشيخ، وهذا ما تحقق بالفعل. وقد أطلق الفلسطينيون على " القسام " " أبو الوطنية ". ومهدت ثورة القسام لانطلاق إضراب العام 1936.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 2:51

    الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939
    أسهمت الثورات والانتفاضات التي قام بها الشعب الفلسطيني في الفترة الممتدة من عام 1920 إلى عام 1936 في التمهيد لاندلاع الثورة الأكثر أهمية التي خاضها الشعب الفلسطيني قبل عام 1848 في محاولته لإحباط المشروع الصهيوني والضغط على بريطانيا بالتوقف عن مساعدة الصهاينة في تحقيق مشروعهم. ولعل الذي دفع الفلسطينيون إلى خوض غمار هذه الثورة هو حقيقة تعاظم الهجرات اليهودية لأرض فلسطين، سيّما موجة الهجرة الأكثر خطورة التي بدأت في العام 1933 والتي جلبت عشرات الآلاف من اليهود، الأمر الذي أقنع الحركة الوطنية الفلسطينية بضرورة تطوير أدائها المقاوم في مواجهة هذا المشروع. وقد مرت هذه الثورة في ثلاث مراحل أساسية.

    المرحلة الأولى من الثورة : أبريل – أكتوبر 1936
    كان للمقاومين الذين كانوا أعضاءً في جماعة " الجهادية " التي شكلها الشيخ المجاهد عزالدين القسام قبل استشهاده دوراً في إشعال شرارة الثورة، حيث قامت هذه الجماعة التي كان يقودها الشيخ فرحان السعدي الذي كان قد تجاوز الخامسة والسبعين من العمر بتنفيذ عملية جهادية أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين الصهاينة وجرح ثالث عندما كانوا يتحركون على طريق طولكرم نابلس، فرد اليهود بقتل اثنين من الفلسطينيين، فرد الفلسطينيون بقتل تسعة من اليهود، وهكذا سادت أجواء توتر شديد جميع أرجاء فلسطين.
    الإضراب الشامل وتشكيل " اللجنة العربية العليا ": في العشرين من أبريل 1936 دعت جمعية غير حزبية في نابلس إلى شن إضراب عام وشامل حتى تستجيب حكومة الانتداب البريطانية لمطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة في:

    - إغلاق أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية.
    - منع انتقال الأراضي الفلسطينية لليهود.
    - إقامة حكومة وطنية تكون مسؤولة أمام مجلس نيابي منتخب.

    تشكلت لجان قومية في مختلف أرجاء فلسطين لتأمين نجاح الإضراب، وتجاوبت الأحزاب والقيادات الفلسطينية، وتوحدت هذه القيادات في إطار وطني جديد أطلق عليه " اللجنة العربية العليا "، وذلك بتاريخ 25 / أبريل / 1936 ووافق رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني على رئاستها، وبقبوله هذا المنصب أنتقل الحاج أمين إلى العمل المقاوم في مواجهة سياسات بريطانيا.
    تميز الإضراب الذي يعتبر أطول إضراب يخوضه شعب ما على مر التاريخ، باشتماله على عصيان مدني، حيث رفض الفلسطينيون دفع الضرائب لسلطات الانتداب البريطاني، وشمل الإضراب القطاع التجاري والصناعي والتعليمي والزراعي والمواصلات.
    العمليات الجهادية في المرحلة الأولى، والسند العربي: إلى جانب مظاهر المقاومة السلمية ممثلة في الإضراب العام والعصيان المدني، شن المقاومون الفلسطينيون عمليات جهادية، بدأت متفرقة، ثم اتسعت، ليبلغ معدلها خمسين عملية في اليوم، وليرتفع عدد الثوار إلى 5000 ثائر، معظمهم من الفلاحين.
    بفضل جهود الحاج أمين الحسيني تطوع ثوار من كل من العراق وسوريا والأردن، حيث وصل 250 مقاوم، كان على رأسهم القائد فوزي القاوقجي، وهو ضابط سوري شارك في الحرب العالمية الأولى، وخاض معارك ضد الاحتلال البريطاني في العراق، حيث تولى القاوقجي قيادة الثورة، وعمل على تنظيم الشؤون الإدارية والمخابرات، وأقام محكمة للثورة، وأسس غرفة عمليات للمقاومة.
    حاولت بريطانيا وقف الثورة بعدد من الوسائل الدبلوماسية والسياسية، وضمنها إعلانها تشكيل لجنة " بيل " الملكية في 18 مايو 1936، حيث أكدت بريطانيا أنها ستزيل " أي ظلامات مشروعة " ومنع تكرارها. وطلبت الحكومة البريطانية من الدول العربية التدخل لدى الثوار لوقف الإضراب. وبالفعل فقد تدخلت الدول العربية وتوقف الإضراب، حيث وجه وجه زعماء السعودية والعراق وشرق الأردن واليمن نداءً لأهل فلسطين لوقف إطلاق النار، وجاء في النداء " نرى أنه يتوجب الإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم".
    واستجاب الفلسطينيون لنداء الدول العربية، فأوقفوا الإضراب في 12 أكتوبر 1936.
    ونفذت المقاومة الفلسطينية خلال هذه المرحلة أربعة آلاف عملية. وسقط 750 شهيد فلسطيني و 1500 جريح
    وقد تكبدت بريطانيا والمستوطنات الصهيونية خسائر كبيرة، حيث أكد مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني مقتل 162 جندياً، في حين بلغت الخسائر 3.5 مليون جنيه إسترليني.

    مرحلة التوقف المؤقت للثورة: أكتوبر 1936 – سبتمبر 1937
    على الرغم من توقف الإضراب وفعاليات المقاومة التنظيمية، انتظاراً لصدور تقرير لجنة بيل، إلا أن المقاومين واصلوا عملياتهم الفردية، مثل النسف والقنص والاغتيالات، حيث اعترفت بريطانيا بمقتل 97 شخصا، من بينهم 9 جنود بريطانيين و13 من رجال الشرطة، خلال الأشهر الأولى من العام.
    في الثاني والعشرين من يونيو من عام 1937 قدمت لجنة " بيل " توصياتها للحكومة البريطانية، حيث أوصت الحكومة بإقامة دولتين يهودية وعربية على أرض فلسطين، على أن تبقى الأماكن المقدسة وممر إلى يافا تحت سيطرة حكومة الانتداب.
    ورفض الشعب الفلسطيني توصيات اللجنة حالة من السخط أدت إلى تفجر المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية الكبرى.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 2:56

    المرحلة الثانية من الثورة سبتمبر 1937- سبتمبر 1939
    ردت المقاومة الفلسطينية على تقرير لجنة " بيل " بتصعيد العمل المقاوم ضد الانتداب البريطاني، فقامت باغتيال أندروز حاكم لواء الجليل، فردت حكومة الانتداب بإتباع سياسة القبضة الحديدية لسحق الثورة بكل وسيلة، فاتخذت الإجراءات الآتية:
    حل اللجنة العربية العليا، وإبعاد أعضائها إلى جزيرة " سيشل " في المحيط الهندي، وإقالة المفتي الحاج أمين الحسيني من رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى، وحل اللجان القومية والقيام بحملة اعتقالات واسعة.
    لم تؤدي سياسة القبضة الحديدية إلى إخماد الثورة، بل أدت إلى تعاظمها، وتواصلت بكل عنفوان، ولم تتوقف إلا بعيد اندلاع الحرب العالمية الثانية في العام 1939.
    استؤنفت العمليات الجهادية في يوم الرابع عشر من أكتوبر 1937.
    وصلت الثورة إلى ذروتها في صيف عام 1938، حيث سيطر الثوار على مناطق واسعة، وتحديداً في شمال فلسطين ووسطها وتحطمت الإدارة المدنية لحكومة الانتداب، واقتحم الثوار المدن الكبرى وأصبحوا يتحركون فيها بكل حرية.
    أتقن الثوار تكتيك " حرب العصابات "، وشكلوا محاكم لمحاكمة السماسرة والجواسيس والعملاء، وأصبح قادة الثورة بمثابة حكام للمناطق التي يتواجدون فيها.
    بلغ عدد الثوار عشرة آلاف، لكن عدد المتفرغين لم يكن يتجاوز ثلاثة آلاف.
    وفي سوريا ولبنان شكلت " لجنة المقاومة المركزية "، تحت إشراف وتوجيه الحاج أمين، وتولى إدارتها الفعلية محمد دروزة، اهتمت بتوجيه الثورة وإمدادها وإسعاف منكوبيها.
    برز خلال الثورة عدد من القيادات الكبار، أمثال أبو إبراهيم الكبير الذي توحدت تحت قيادته جماعة القسام، و عبد الرحيم الحاج محمد من طولكرم الذي وصف خلال إحدى فترات الثورة بأنه " القائد العام ، وحسن سلامة الذي تولى قيادة منطقة القدس، وعبد القادر الحسيني الذي تولى قيادة منطقة القدس.
    وتميزت الثورة بطابعها الإسلامي من خلال:

    - الدور الكبير لجماعة الشيخ عز الدين القسام وحركة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني في كل من القدس والخليل.
    - تولي المفتي الحاج أمين الحسيني القيادة السياسية للثورة، وكذلك إبراهيم الحاج محمد المشهور بتدينه والتزامه.
    - التعميم على محاكم المجاهدين بالحكم بكتاب الله وسنة رسوله.

    تمكنت الثورة من القضاء على العملاء في صيف عام 1938.
    ومن الدلائل القوية على احتضان الشعب الفلسطيني للثوار، هو الاستجابة الواسعة للتوقف عن اعتمار الطربوش ولبس الكوفية بدلاً منه، وذلك بناءً على طلب قيادة الثورة، حيث كان يسهل على قوات الانتداب البريطاني التعرف على الثوار من خلال اعتمار الكوفية، في الوقت الذي كانت بقية الشعب تعتمر الطربوش، فأصبح الناس يعتمرون الكوفية حتى لا تتمكن قوات الانتداب من التعرف على الثوار.

    القضاء على الثورة:

    أرسلت بريطانيا تعزيزات ضخمة يقودها أفضل قادتها العسكريين، وقامت بإعادة احتلال فلسطين قرية قرية، باستخدام أكبر قدر من البطش، عبر توظيف كل ترسانتها العسكرية من طائرات ودبابات ومدافع ثقيلة، وشددت من قبضتها الحديدية، واحتلت جميع قرى فلسطيني مرتين، سيما في الفترة الممتدة من أكتوبر 1938 وحتى أبريل 1939. وفقدت الثورة الكثير من زخمها بعد تصفية الكثير من قادتها، إلى أن انطفأت جذوتها في أواخر العام 1939.
    نتائج الثورة: مقتل وجرح 1500 مستوطن يهودي، الخسائر في القوات البريطانية: 1800 بين قتيل وجريح، وعدد الشهداء من الفلسطينيين ثلاثة آلاف وجرح 7000.
    أجبرت الثورة الفلسطينية الكبرى بريطانيا على إصدار الكتاب الأبيض في مايو عام 1939، والذي وعدت فيه بإيقاف الهجرة بعد خمس سنوات، وإقامة دولة فلسطينية بعد عشر سنوات، ووضع قيود شديدة على الهجرة اليهودية وانتقال الأراضي لليهود، وأسهم هذا الكتاب في تهدئة الثورة
    وهناك عدة عوامل أدت إلى توقف الثورة:

    1- قيام بريطانيا بإعادة احتلال فلسطين، ونتيجة تنسيقها مع الحركة الصهيونية.
    2- حالة الإنهاك والإعياء والانهيار الاقتصادي، حيث تمكن الشعب الفلسطيني من الصمود ثلاثة سنوات، لم يجد خلالها عوناً حقيقياً.
    3- استشهاد عدد كبير من القادة.
    4- الخلافات الداخلية الحزبية والعائلية، مما مكن بريطانيها من توظيفها بشكل يسئ للثورة وسمعتها.
    5- إصدار الكتاب الأبيض.

    م.محمد عبد الرحمن العرجا
    م.محمد عبد الرحمن العرجا
    Admin


    عدد المساهمات : 1204
    تاريخ التسجيل : 10/07/2009
    العمر : 43

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م.محمد عبد الرحمن العرجا السبت 25 يوليو 2009 - 4:19

    مشكور اخي احمد على مشاركتك الطيبة ونتمنى منك المزيد

    تقبل احترامي
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 14:07

    * الحروب الإسرائيلية العربية


    حرب 1948:

    تسببت حرب 1948 في حصول النكبة الفلسطينية التي تمثلت في احتلال الحركة الصهيونية 77% من مساحة أرض فلسطين، وتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني، إلى جانب إقامة الكيان الصهيوني.
    وقد كانت هذه النكبة نتاج عدة ظروف وعوامل قادت إلى هذه النتيجة المأساوية، كان أبرزها قرار بريطانيا الانسحاب من فلسطين، وتفويض الأمم المتحدة بإدارتها، فضلاً عن الضغوط التي مارسها كل من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على مجلس الأمن لإصدار قرار التقسيم، قرار 181 بتاريخ 29-11-1947، الذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية تقوم على 45% من مساحة أرض فلسطين، ودولة يهودية على 55% ومنطقة دولية على 1%.
    ومن الأهمية بمكان التعرف على بيئة الحرب فلسطينياً وعربياً ودولياً وصهيونياً التي أسهمت في حصول النكبة.

    الأوضاع الفلسطينية:

    1- خرج الفلسطينيون من الثورة الفلسطينية الكبرى منهكين، حيث اشتدت وطأة القمع البريطاني على الفلسطينيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية 1939-1945، حيث خضعت فلسطين للحكم العسكري.
    2- عمليات الاغتيال والإبعاد والاعتقال التي طالت قادة المقاومة أفقدت الفلسطينيين قادة المقاومة السياسيين والعسكريين، فكان الشعب الفلسطيني يسير نحو النكبة بدون قيادة.
    3- تعاظم الخلافات بين القيادات السياسية الفلسطينية لاعتبارات عائلية وشخصية، سيما بين الزعامتين الحسينية والنشاشيبية، حيث سادت الخلافات بين القادة المنتمين لعائلة الحسيني والقادة المنتمين لعائلة النشاشيبي. فبعدما كانت " اللجنة العربية العليا " تمثل قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى والتي كان يقودها الحاج أمين الحسيني، أعلن راغب النشاشيبي عن تشكيل " الجبهة العربية العليا "، الأمر الذي أدى إلى بعثرة الجهد الوطني الفلسطيني وتضاؤل تأثيره، مما ساعد الحركة الصهيونية على مواصلة تنفيذ مخططاتها في ظل بيئة فلسطينية مناسبة، وفي ذات الوقت سمحت هذه الخلافات بتدخل الأنظمة العربية في الشأن الفلسطيني بحجة أن الفلسطينيين غير قادرين على إدارة شؤونهم بأنفسهم.
    4- سحبت الأنظمة العربية في ذلك الوقت البساط من تحت أقدام القيادات الفلسطينية، حيث ألزمت الدول العربية الشعب الفلسطيني بالقرارات التي تتخذها. وقد تبنى مؤتمر القمة العربية الذي عقد في مدينة " إنشاص " المصرية في مايو 1945 توصية بإنشاء جسم جديد يمثل الفلسطينيين أطلق عليه " الهيئة العربية العليا ". وقد أعلن بشكل نهائي عن تشكيل " الهيئة العربية العليا " في ختام اجتماع الجامعة العربية في بلدة " بلودان "، السورية في حزيران 1946. وأعلن أمين عام الجامعة العربية عبد الرحمن عزام في تموز 1948 عن تشكيل الإدارة المدنية في فلسطين، كما أن تم تشكيل " جيش الإنقاذ " بقيادة فوزي القاوقجي بقرار من الجامعة العربية .
    5- ناصبت بعض الأنظمة العربية قادة الثورة العداء، حيث كان الحاج أمين الحسيني غير قادراً على التحرك في العراق والأردن ومصر بسبب الموقف المعادي لأنظمة الحكم هناك منه.
    6- افتقاد الفلسطينيين العمل المؤسسي في كل الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية، بالإضافة إلى النقص في العتاد العسكري، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إلى جانب تأثير الحظر الذي فرضته الدول الكبرى على توريد السلاح لفلسطين. وعلى الرغم من أن الجامعة العربية التي تشكلت في مارس من عام 1945 قد قررت منح الفلسطينيين كمية قليلة من السلاح، إلا أن العرب لم يرسلوا إلا ربع ما وعدوا به. والأخطر من كل ذلك أن الجيوش العربية قامت خلال الحرب بتجريد الفلسطينيين من سلاحهم.

    الأوضاع العربية:

    1- البلدان العربية، كانت إما تحت الاحتلال أو مستقلة حديثا، حيث أنها لم تكن ذات قدرة على اتخاذ قرارها السياسي بشكل حر.
    2- الجيوش العربية كانت قليلة الخبرة، لم تخض حروب حقيقية، في حين كان قائد الجيش الأردني وهو جلوب باشا، بريطاني، و45 من كبار الضباط في هذا الجيش هم بريطانيون، مع العلم أن عدد كبار الضباط في هذه الجيش لم يتجاوز الخمسين ضابطاً. إلى جانب أن بعض الجيوش قدمت إلى فلسطين بدون معلومات كافية مثل الجيش العراقي الذي لم يكن يملك خرائط، فضلاً عن جهلها بإمكانيات القوات الصهيونية.
    3- لم تظهر الدول العربية جدية في حشد إمكانياتها في الحرب، فعلى مدار مراحل الحرب كان عدد القوات الصهيونية أكبر بكثير من عدد القوات العربية مجتمعة.
    4- عانت الجيوش العربية من ضعف التنسيق الميداني وعدم وجود قيادة عسكرية مشتركة ذات صلاحيات حقيقية.
    5- لم يهدف الجيش الأردني من مشاركته في الحرب إلى تحرير فلسطين، بل إلى المحافظة على حدود التقسيم

    الأوضاع الصهيونية:

    1- تمكن المشروع الصهيوني من استكمال بناء مؤسساته السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية.
    2- تواجد القيادة الصهيونية على أرض فلسطين بشكل فاعل.
    3- الدعم الدولي وتوظيف الصهاينة نتائج الحرب العالمية الثانية لصالحهم.
    4- إقامة جيش قوي قوامه 70 ألف جندي، حيث استفاد هذا الجيش من خبرة ضباطه وجنوده الذين خدموا في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.
    5- ازدهار الأوضاع الاقتصادية، بشكل مكن الصهاينة من شراء السلاح والعتاد الحربي
    الأوضاع الدولية:
    1- الدعم البريطاني المطلق لإسرائيل وللمشروع الصهيوني، في الوقت الذي حرصت فيه بريطانيا على قمع الشعب الفلسطيني وإضعافه.
    2- دعم كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي لإسرائيل.
    3- استخدام بريطانيا نفوذها على الدول العربية وخصوصاً على كل من مصر والعراق والأردن، بحيث لا يتجاوز تدخل الدول العربية حدود الحفاظ على حدود قرار التقسيم.
    4- حرصت الدول الغربية على التأكد من تطبيق قرار حظر بيع السلاح للعالم العربي، في الوقت الذي غضت فيه الطرف عن تسرب السلاح للحركة الصهيونية.

    القوات العربية غير النظامية:

    جيش الجهاد المقدس: تم تشكيله من قبل الهيئة العربية العليا لفلسطين، وقاده عبد القادر الحسيني الذي استشهد في معركة القسطل بتاريخ 8 / ابريل 1948. وتكون من 5- 7 آلاف مقاتل، تسانده مجموعات من غير المتفرغين معظمهم من الفلاحين.
    كان الجيش ضعيف التسليح والتدريب. وقد أسهمت الخلافات بين الدول العربية والهيئة العربية العليا في عدم تسليح الجيش بشكل جيد. واشتهر هذا الجيش بدوره فيما بات يعرف بـ " حرب القوافل "، حيث تخصص مقاتلوه في استهداف القوافل الصهيونية التي كانت تتحرك بين المستوطنات. إمكانيات الجيش المحدودة حرمته من الدور الذي يمكن أن يلعبه في محاولة إحباط المشروع الصهيوني، إلى جانب تداخل قيادات المناطق، حيث كان أحيانا هناك قائدان للجيش في منطقة واحدة.

    أسباب الحرب:

    يعتبر صدور قرار التقسيم في 29 / 11 / 1947 هو السبب الرئيسي لاندلاع حرب عام 1948، إذ أن القيادة الصهيونية اتخذت منه مبرر لكي تقوم بسلسلة طويلة من المجازر ضد المدن والبلدات والقرى الفلسطينية بحجة العمل على تطبيق القرار الذي نص على إقامة دولة يهودية على 54% من أرض فلسطين ودولة عربية على 45% ومنطقة دولية على 1%. وكانت الحركة الصهيونية تدعي أنها تعمل على تطبيق القرار من خلال طرد الفلسطينيين الذين يتواجدون على الأرض التي حددها القرار كأراضٍ للدولة اليهودية، لكن العصابات الصهيونية استغلت القرار لشن عمليات إرهابية لطرد الفلسطينيين من جميع أراضي فلسطين، وشرعت في تنفيذ سلسلة من المجازر حتى قبل أن يتم تطبيق خطة " دالت " التي وضعتها الهاجناة لعملية الطرد والتشريد.
    الدول العربية من ناحيتها قامت بعيد إصدار قرار التقسيم بتشكيل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، في حين كانت المقاومة الفلسطينية المسلحة تقوم بعملياتها ضد الأهداف الصهيونية، وتحديداً جيش الجهاد المقدس الذي أعلنت عن تشكيله الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد السبت 25 يوليو 2009 - 14:11

    ويمكن تقسيم حرب 1948 إلى خمسة مراحل:
    المرحلة التمهيدية: من صدور قرار التقسيم في 29 / 11 /1947 حتى انسحاب القوات البريطانية من فلسطين في 14 / مايو / 1948:

    في هذه المرحلة شرعت القوات الصهيونية في تنفيذ خطة دالت، حيث نجحت في احتلال مدن عكا ويافا والقرى العربية قزاز وسلمة وسريس والقسطل، مع أن هذه المناطق كانت تقع ضمن الأراضي المخصصة للدولة العربية التي نص على إقامتها قرار التقسيم. كما احتلت القوات الصهيونية مناطق مخصصة لقرار للدولة اليهودية بعد طرد أهلها منها، مثل: طبرية وحيفا وصفد وبيسان، بالإضافة إلى عشرات المدن.
    على الرغم من وجود جيش الإنقاذ الذي اتخذ من قرية جبع الواقعة على طريق نابلس جنين مقراً لقيادته، وعلى الرغم من العمليات الفدائية الجريئة التي نفذها " جيش الجهاد المقدس " بقيادة القائد عبد القادر الحسيني، إلا أن التفوق العسكري الصهيوني لعب دوره في حسم هذه المرحلة لصالح الحركة الصهيونية. ولعل من أبشع المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية كانت مجزرة دير ياسين في 9 / أبريل 1948 حيث قتل 253 من الرجال والنساء والأطفال.

    المرحلة الأولى 15 / مايو 1948 - 10 / يونيو / 1948:

    بمجرد انسحاب القوات البريطانية في 14 / مايو 1948، دخلت الجيوش العربية أرض فلسطين، وحققت انجازات ليس بسيطة. ففي الجبهة الشمالية حيث تقدمت القوات اللبنانية والسورية في أرض فلسطين، وقامت بتحرير عدد من القرى التي كانت واقعة تحت السيطرة الصهيونية. وفي الجبهة الشرقية تمكن الجيش السوري من احتلال عدد من المناطق لدرجة دفعت الحركة الصهيونية إلى إخلاء كل المستوطنات في منطقة وادي الأردن.
    وفي منطقة القدس تمكن لواء من الجيش الأردني بقيادة البطل عبد الله التل من محاصرة الحي اليهودي في القدس، وقطع الطريق الذي يصل تل أبيب بالقدس، واضطرت الحركة الصهيونية إلى إخلاء عدد كبير من مستوطناتها في المنطقة.
    وفي الجبهة الجنوبية تمكن الجيش المصري من التقدم حتى احتلال مدينة أسدود وبئر السبع والتقى مع الجيش الأردني في مدينة بيت لحم، وكانت القوات المصرية تقع على بعد 32 كلم من تل أبيب، بعد ذلك أمرت القيادة المصرية قواتها باحتلال خط المجدل الفالوجا والخليل وخط اسدود القسطينة، بهدف فصل المستوطنات في الجنوب عن الشمال.
    وفي ختام هذه المرحلة تمكنت الجيوش العربية من السيطرة على معظم مناطق فلسطين بعد 26 يوم من الحرب، حيث سيطر الجيش السوري مع قوات جيش الإنقاذ على الجليل وكان يتمركز جنوب مدينة الناصرة، في حين كان الجيش العراقي يتمركز للغرب من مدينة طولكرم على بعد 13 كلم من البحر الأبيض المتوسط. وفي المقابل فإن أقصى ما قام به الجيش الإسرائيلي هو اتخاذ مواقف دفاعية لتحصين مستوطناته.

    الهدنة الأولى 11 يونيو – 8 يوليو 1948:

    من أجل إنقاذ إسرائيل تقدمت بريطانيا بمشروع قرار لمجلس الأمن بالدعوة لوقف القتال، واصدر المجلس قراراً بذلك، في حين مارست بريطانيا ضغوطاً على الحكومات العربية لاحترام القرار والالتزام به، وهذا ما كان. توقف القتال لمدة أربعة أسابيع، استغلتها الحركة الصهيونية بالتزود بالسلاح، حيث أسهم الإتحاد السوفيتي في تعزيز الجيش الإسرائيلي من خلال الإيعاز لدولة التشيك بالموافقة على عقد صفقة سلاح مع إسرائيل، كانت الأكبر التي تتوصل إليها الحركة الصهيونية وتمكنت إسرائيل من تجنيد طيارين يهود خدموا في جيوش عدة بعد أن اشترت طائرات قاذفة كان لها دور كبير في حسم المعركة بعد تجدد القتال بعد انتهاء الهدنة، في حين لم يحصل أي تطور على تسليح الجيوش العربية. وهكذا أصبحت إسرائيل قادرة على الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

    مرحلة القتال الثالثة: 9-17 يوليو 1948:

    تمكنت إسرائيل خلال هذه الفترة من استعادة الكثير من المناطق التي فقدتها، فاستعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على اللّد والرملة، وطرد الجيش الأردني منها، كما سيطر على معظم المستوطنات الشمالية بعد تقهقر الجيش السوري وقوات جيش الإنقاذ. واستعادة القوات الصهيونية السيطرة على مدينة اسدود في الجنوب، لكن ظل الجيش المصري هو القوة العربية الأكثر تحدياً لإسرائيل.

    الهدنة الثانية: 18 / تموز 1948:

    اصدر مجلس الأمن قراراً بفرض هدنة ثانية، حتى سلكت إسرائيل سلوكاً مغايراً عن سلوكها في الهدنة الأولى حيث أنها لم تلتزم هذه المرة بالهدنة، وركزت على ضرب الجيش المصري، حيث استعادت تقريباً كل الأراضي التي سيطر عليها الجيش المصري واضطر المصريون للتوقيع على اتفاقية الهدنة في 24 / فبراير/ 1949، مع إن إسرائيل قامت بعد التوقيع على الهدنة باحتلال أم الرشراش ( إيلات ) وموقع عين جدي.
    نتائج الحرب: احتلال 77% من مساحة فلسطين، وتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني، الإعلان عن إقامة الكيان الصهيوني.

    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد الأحد 26 يوليو 2009 - 0:27

    حرب 1956:
    بيئة الحرب:
    الأوضاع العربية:

    بعد الهزيمة المدوية في حرب 48، طرأت العديد من التطورات في العالم العربي تأثراً بالنتائج المأساوية للحرب. فقد وقعت عدة انقلابات في سوريا، وفي مصر اندلعت ثورة الضباط الأحرار في الثالث والعشرين من يونيو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، واغتيل الأمير عبد الله، وطرد الملك عبد الله غلوب باشا من قيادة الجيش الأردني. وقد شهدت الفترة التي أعقبت حرب 48 تطورات هامة كان لها دور واضح في اندلاع حرب 56،
    ونحن هنا بصدد التعرض لهذه التطورات:

    أولاً: نشوء فكرة النظام الدفاعي المشترك:

    اعتبر العرب أن أحد أسباب الهزيمة في حرب 48 هو فقدان قاعدة تنظم العمل العسكري العربي وتعالج كل الأمور المتعلقة بالأمن القومي. من هنا فقد أعلن مجلس الجامعة العربية في 13 / أبريل 1950 التوصل لـ " معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي "، وبدأ تنفيذها من ناحية قانونية في 22 / أغسطس 1952. في نفس الوقت تم التوصل لسلسلة من المعاهدات الثنائية والثلاثية، حيث توصلت مصر إلى معاهدة للدفاع المشترك مع سوريا، ومعاهدة مماثلة مع السعودية.

    ثانياً: الاعتماد على السلاح من المنظومة الشرقية:

    حتى حرب 48 كان العرب يعتمدون بشكل أساسي على السلاح الغربي، حيث حرصت الدول الغربية على عدم تزويد العرب بالسلاح الذي يمكن أن يهدد التفوق العسكري الإسرائيلي على الدول العربية. وتوصلت الدول العربية، وتحديداً سوريا ومصر لقناعة مفادها أنه يتوجب التوجه لدول المنظومة الشرقية من أجل ضمان سلاح نوعي، حيث وقعت سوريا على صفقة سلاح مع التشيك، وكذلك مصر. وقد نظرت إسرائيل بخطورة بالغة إلى صفقة السلاح مع مصر على اعتبار أن الصفقة كانت كبيرة وتشتمل على أسلحة كان بإمكانها أن تهدد التفوق العسكري، لذا قررت إسرائيل الشروع في عمليات استفزاز لكل من مصر وسوريا في أعقاب هاتين الصفقتين، من أجل جرهما لمواجهة عسكرية قبل أن يتمكن الجيشان المصري والسوري من التدرب على السلاح.

    ثالثاً: الموقف من حلف بغداد 1955:

    أسفرت الحرب العالمية الثانية عن مولد قطبين رئيسيين احتكرا السيطرة على العالم، وهما الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكي، حيث تنافس هذان القطبان على مناطق النفوذ في أرجاء العالم. وكان العالم العربي مسرحاً من مسارح هذا التنافس. وقد حاولت الولايات المتحدة استمالة الدول العربية لصالحها، وتحديداً مصر بقيادة جمال عبد الناصر، لدرجة أن الإدارة الأمريكية كانت مستعدة لتمويل بناء السد العالي. وعندما أرادت الولايات المتحدة بالاتفاق مع بريطانيا مأسسة التحالف مع الدول العربية، طرحت فكرة إقامة حلف بين الغرب وأكبر عدد من الدول في الشرق، وأوعزت لبريطانيا لتمثل الغرب في هذا الحلف، حيث انضم لهذا الحلف كل من العراق والأردن وتركيا وإيران وباكستان، لكن مصر لم ترفض فقط الانضمام لهذا الحلف، بل قامت بحملة لعزل الحكومات العربية التي انضمت إليه، مما أثار حفيظة الولايات المتحدة، فقررت معاقبة مصر بالتراجع عن تمويل مشروع السد العالي.

    رابعاً: تأميم قناة السويس:

    في أعقاب رفض أمريكا تمويل مشروع السد العالي لم يكن أمام عبد الناصر إلا تأميم شركة قناة السويس العالمية للحصول على المال اللازم لبناء السد، فأعلن في 26 / يوليو 1956 تأميم قناة السويس، وهو ما أدى إلى ردة فعل غاضبة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهددت بريطانيا وفرنسا باللجوء للقوة من اجل إجبار عبد الناصر على التراجع عن قراره.
    وكان هناك سبب آخر يدفع فرنسا للتحمس للحرب ضد مصر، وهو تأييد ودعم جمال عبد الناصر للثورة الجزائرية، فاتجهت الحكومة الفرنسية لتعزيز تعاونها العسكري والسياسي مع إسرائيل، وقد وصل الأمر إلى حد موافقة فرنسا على تزويد إسرائيل بالمفاعل الذري الذي قاد إلى إنتاج أول قنبلة نووية إسرائيلية أواخر الستينات من القرن الماضي.

    خامساً: المذابح والمجازر الإسرائيلية:

    استغلت إسرائيل عمليات المقاومة التي كان ينفذها الفلسطينيون انطلاقاً من الضفة الغربية وقطاع غزة في داخل الكيان الصهيوني من اجل القيام بمجازر ضد الشعب الفلسطيني. ففي 10 / أكتوبر 1953 قامت وحدة 101 التابعة للواء المظليين في الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون بمهاجمة قرية قبية الواقعة غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وارتكبت مجزرة بشعة راح ضحيتها 67 من الأهالي ضمنهم نساء وأطفال، وتم تدمير 56 منزل، كما تم ارتكاب العديد من المجازر في الضفة الغربية، وارتكبت إسرائيل مجزرة خانيونس في 11 / ابريل 1956، حيث قتل 500 شخص.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد الأحد 26 يوليو 2009 - 0:31

    الأوضاع الإسرائيلية:

    جاء تحمس إسرائيل لشن حرب 56 لعوامل عدة، نحن هنا بصدد التعرض لها

    أولاً: بلورة العقيدة الأمنية الإسرائيلية:

    بعد انتهاء حرب 1948 بلور رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دفيد بن غوريون منطلقات العقيدة الأمنية لإسرائيل بناءً على العبر من حرب 48، وكان من أهم عناصر العقيدة الأمنية، هي ضرورة نقل أي حرب بين إسرائيل وأي دولة عربية إلى أراضي الدولة العربية وعدم السماح بتحول الكيان الصهيوني لساحة مواجهة حتى لا تتأثر جبهته الداخلية. ونصت العقيدة الأمنية على ضرورة حصول إسرائيل على عمق استراتيجي يقلص من قدرة الدول العربية على غزوها، فولدت فكرة الاستيلاء على صحراء سيناء لتكون عمقاً استراتيجياً للكيان. ونصت العقيدة الأمنية الإسرائيلية على ضرورة أن تكون أي حرب تنشب بين إسرائيل والعرب خاطفة وقصيرة، حتى لا يتم شل مؤسسات المجتمع والدولة في الكيان الصهيوني لوقت طويل، حيث أن 70% من العبء العسكري أثناء الحروب كان يقع على قوات الاحتياط، وبالتالي فإن إطالة أمد الحرب يعني إرهاق المجتمع الإسرائيلي.
    وبالتالي فإن حرب 56 كانت بشكل أساسي نتاج العقيدة الأمنية الإسرائيلية.

    ثانياً:الحصار الاقتصادي على إسرائيل:

    اتخذت مصر سلسلة من الإجراءات الوقائية على الصعيد الأمني، ومنها منع إسرائيل من الملاحة في خليج العقبة، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات الأمنية التي قلصت من قدرة إسرائيل على استخدام قناة السويس والتوجه لآسيا، من هنا فقد تطلعت إسرائيل للفرصة التي تهاجم فيها مصر من أجل تغيير هذا الواقع بأسرع وقت.

    ثالثاً:إجلاء القوات البريطانية:

    إجلاء القوات البريطانية عن قناة السويس: أجلت بريطانيا قواتها عن قناة السويس في أكتوبر 1954، وهو ما اعتبرته إسرائيل تطور خطير يعني تحرر مصر من أي نفوذ بريطاني، وحاولت إسرائيل ثني بريطانيا عن قرارها الجلاء عن مصر.

    مسار الحرب:

    عقد في سيغر بالقرب من باريس في 23 / أكتوبر 1956 اجتماعاً ضم ممثلين عن فرنسا وإسرائيل وبريطانيا لتنسيق شن العدوان الثلاثي على مصر، وتم الاتفاق على أن تقوم إسرائيل بمهاجمة القوات المصرية في محيط القناة في 29 / اكتوبر 1956، وبعد ذلك تقوم كل من فرنسا وبريطانيا بإنذار مصر في اليوم التالي يطالب كل من القوات المصرية والإسرائيلية بالانسحاب مسافة عشرة أميال عن جانبي القناة، وفي حال رفضت مصر تقوم فرنسا وبريطانيا بمهاجمة مصر لإجبارها على الرضوخ.
    بالفعل شرعت إسرائيل في هجومها على مصر بتاريخ 29 / أكتوبر 1956. وفي اليوم التالي أصدرت فرنسا وبريطانيا إنذار بإخلاء محيط القناة، فرفضت مصر، فقامت فرنسا وبريطانيا بمهاجمة الموانئ والمطارات المصرية، فقامت مصر بسحب قواتها من سيناء للدفاع عن القناة، فقامت إسرائيل باحتلال قطاع غزة وسيناء في ثمانية أيام.
    تدخلت كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي لوقف الحرب، حيث صدر قرار عن مجلس الأمن في 2 / نوفمبر 1956 يدعو لوقف إطلاق النار، فانسحبت القوات البريطانية الفرنسية والإسرائيلية من الأراضي المصرية. وفي المقابل تعهدت مصر بمنع عمليات الفدائيين من قطاع غزة ووافقت أيضا على وضع قوات دولية في قطاع غزة، بالإضافة تعهد الدول الغربية بضمان حق إسرائيل في الملاحة البحرية في خليج العقبة والطيران الجوي فوقه.

    مثلت هذه الحرب عملياً انتهاء العهد الاستعماري الفرنسي البريطاني في المنطقة وورث كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي الهيمنة على المنطقة.
    وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدتها مصر في الحرب، إلا أنها أدت في المقابل إلى التفاف العالمين العربي والإسلامي حول مصر، وخصوصاً حول قيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد الأحد 26 يوليو 2009 - 0:59

    حرب 67:
    بيئة الحرب:

    1- حافظت مصر على إستراتيجية دفاعية فقط ولم تفكر في بلورة إستراتيجية دفاعية رغم حديثها عن الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل، كما أن الخطط الدفاعية التي وضعت لم يتم تنفيذها.
    2- لم تحاول الأنظمة العربية تعزيز جبهتها الداخلية فواصلت قمع الحريات العامة، وقد كان الشغل الشاغل لنظام الرئيس عبد الناصر ملاحقة الإخوان المسلمين، إلى جانب استشراء الفساد السياسي والإداري والمالي، مما أدى إلى فشل مخططات التنمية، وعدم تحقيق نهضة صناعية.
    3- انفراط عقد العمل العربي المشترك، حيث تحطمت الوحدة بين مصر وسوريا في سبتمبر من العام 1961 التي تم التوصل إليها في فبراير 1958.
    4- استنزاف قدرات الجيش المصري في حرب اليمن منذ العام 1963.
    5- الخلافات بين أنظمة الحكم العربية، فعلى الرغم من اتفاق الدول العربية على تشكيل قيادة موحدة للجيوش العربية، إلا أن الدول العربية لم تتعامل مع هذه القيادة بالجدية.
    6- عدم جدية القيادات العسكرية العربية، وهنا يكفي أن نشير إلى الشهادات التي أدلى بها أعضاء مجلس الثورة في مصر وكبار المسؤولين المصريين قبيل الحرب عن سلوك المشير عبد الحكيم قائد عام القوات المصرية، الذي كان آخر ما يعنيه تعزيز القدرات العسكرية لمصر.
    7- انطلاق منظمة التحرير عام 1964 وشروع حركة " فتح " في عملياتها المسلحة مطلع عام 1965، دفع الكيان الصهيوني لمحاولة التحرك لتطويق الفعل المقاوم عبر توسيع دائرة العدوان.

    مسار الحرب:

    1- مهدت إسرائيل للحرب بشن عدة هجمات في الضفة الغربية، حيث قامت عشية الحرب بتنفيذ مجزرة في قرية السموع الفلسطينية القريبة من الخليل بقتل 200 شخص.
    2- قامت بسلسلة من العمليات الاستفزازية ضد سوريا وقامت بطلعات جوية على الأراضي السورية، وردت القوات السورية على هذه الاستفزازات بقصف المستوطنات اليهودية، وبعد ذلك قامت بحشد قوات على طول الحدود مع سوريا في مايو 1967.
    3- احتراماً لاتفاقية الدفاع المشترك، ردت مصر على الحشود الإسرائيلية على الحدود المصرية بإغلاق مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، وطلبت سحب قوات الأمم المتحدة من خطوط الهدنة مع إسرائيل.
    4- كانت الإجراءات العسكرية دفاعية وليست هجومية.
    5- قامت الولايات المتحدة بتضليل مصر وحصلت منها على تعهد بألا تكون البادئة في شن الحرب.
    6- شنت إسرائيل هجومها الجوي في صباح 5 / يونيو 1967 فقامت بتدمير تسع مطارات مصرية، وعلى مدى ثلاث ساعات تم تدمير 80% من الطيران العسكري المصري، وفي غضون يومين كانت القوات الإسرائيلية تتمركز على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال قطاع غزة وسيناء. وفي 7 يونيو 1967 أعلنت مصر قبولها وقف إطلاق النار.
    7- قامت إسرائيل بتدمير جميع طائرات سلاح الجو الأردني واحتلال الضفة الغربية وضمنها القدس الشرقية في 7 / يونيو.
    8- في 9 / يونيو هاجمت إسرائيل سوريا واحتلت الجولان في غضون يومين.

    نتائج الحرب:

    1- إعادة احتلال ما تبقى من فلسطين وسيناء والجولان.
    2- تشريد 330 ألف فلسطيني.
    3- السيطرة على منابع مياه الأردن، وفتح مضائق تيران وضمان حرية الملاحة في خليج العقبة.
    4- توفير عمق استراتيجي يسهل الدفاع عن الكيان الصهيوني.
    5- أدى احتلال الأراضي العربية في هذه الحرب إلى مطالبة العرب باسترجاعها، بدلاً من المطالبة بتحرير الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948.
    6- تدمير القوة العسكرية لمصر وسوريا والأردن.
    7- ظهور المقاومة الفلسطينية المسلحة وبروز الهوية الوطنية الفلسطينية التي قررت اخذ زمام المبادرة بعد أن تبين الوهن العربي.
    avatar
    م. أحمد جهاد


    عدد المساهمات : 51
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009
    العمر : 36

    الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر Empty رد: الـقـضـيّـــة الـفـلـســطـيـنـيّـــة .. فـلـسـطـيــــن وتـــاريـخهــا الـمـعــــاصــر

    مُساهمة من طرف م. أحمد جهاد الأحد 26 يوليو 2009 - 1:01

    حرب أكتوبر 1973:
    بيئة الحرب:

    1- بعد الهزيمة النكراء في حرب 67، التقى القادة العرب في مؤتمر قمة عقد في الخرطوم في 29 / أغسطس 1967، حيث أعلنوا فيه اللاءات المعروفة: لا للصلح ولا للمفاوضات ولا للاعتراف بالكيان الصهيوني.
    2- اضطرت الدول العربية لفتح حدودها أمام العمل المقاوم الفلسطيني.
    3- دخلت كل من مصر وسوريا في حرب استنزاف مع إسرائيل، أسفرت عن مقتل 500 إسرائيلي وجرح 2000 آخرين.
    4- كان الهدف من حرب 73 هو إزالة آثار العدوان وليس تحرير فلسطين.

    في السادس من أكتوبر 1973 هاجمت القوات المصرية والسورية المواقع الإسرائيلية في سيناء وفي هضبة الجولان، وحطمت القوات المصرية خط بارليف، واستطاعت أن تتوغل لمسافة 12 كلم في عمق سيناء شرق القناة، وهو العمق الذي يوفر حماية صاروخية للقوات المتقدمة.

    أوقفت القوات المصرية هجومها في 14 أكتوبر، فاستغلته إسرائيل بشن هجوم مضاد مستفيدة في ذلك من الجسر الجوي الأمريكي الذي زود الجيش الإسرائيلي بكميات هائلة من السلاح. أسفر الهجوم المضاد الذي قاده أرئيل شارون إلى اختراق صفوف الجيش المصري، حيث انتقلت القوات الإسرائيلية للضفة الغربية من القناة وتمت محاصرة الجيش الثالث المصري، وتقدمت القوات الإسرائيلية حتى كانت على مسافة 101 كلم شمال القاهرة.
    ووقف إطلاق النار بشكل نهائي في 28 / أكتوبر / 1973.

    وعلى الجبهة السورية، حقق الجيش السوري في البداية انجازات هامة واستطاع التوغل بعمق 20 كم في هضبة الجولان، وبعد ذلك قام الجيش الإسرائيلي بهجوم مضاد أسفر عن استعادة المناطق التي استولى عليها الجيش السوري، وشرع في مهاجمة المناطق التي تقع شرق هضبة الجولان.

    وانتهت الحرب بتوقيع مصر على اتفاقية لفك الاشتباك مع إسرائيل، في 18 / يناير / 1974، ووقعت سوريا على اتفاقية فصل القوات في 31 / مايو / 1974.
    وخلال هذه الحرب استخدم العرب لأول مرة سلاح النفط، حيث قررت الدول العربية المنتجة للنفط في 17 / أكتوبر 1973 خفض إنتاجها من النفط بقيمة 55%، وفرض حظر كامل على تزويد كل من الولايات المتحدة وهولندا بالنفط، وبعد ذلك تقرر خفض الإنتاج إلى 25%، وذلك للضغط على الحكومات التي وقفت إلى جانب إسرائيل خلال الحرب.

    أبرز نتائج الحرب:

    1- كسر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي اعتبر حتى ذلك الحين بأنه "لا يقهر"، وتحطيم نظرية الأمن الإسرائيلية، والتدليل على إمكانية استعادة أجزاء من الأراضي المحتلة بالقوة العسكرية.
    2- انتقال العرب من الدفاع للهجوم، حيث أثبت المقاتل العربي شجاعة وكفاءة.
    3- تحقيق قدر عال من التضامن العربي، سواءً على صعيد المشاركة في القتال، ومن خلال توظيف سلاح النفط.
    4- استخدمت مصر نتائج الحرب في محاولة التوصل لتسوية سياسية مع الكيان الصهيوني، وجاء ذلك على شكل التوصل لاتفاقية " كامب ديفيد "

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 5:24