الفراغ والصحه النفسيه.....

كان حكماء اليونان إذا أرادوا معالجة المصاب بالأوهام والقلق والأمراض النفسيه يجبرونه على العمل في الفلاحه والبساتين... فما يمر وقت قصير إلا وقد عادت إليه عافيته وطمأنينته وقال تعالى (فامشوا في مناكبها)....
وأنا أقرأ هذا الكلام لمعت في رأسي فكره وهي ليست بجديده ولكنها متجدده دائما" لكل من يعاني من الوحده أو إعتلال نفسي نتيجة طلاق أو صدمه عاطفيه....هذه الفكره هي أن تحاول أن تعمل كثيرا" لأن العمل لن يجعل لديك الوقت الكافي أو الفراغ الذي يجعلك تجلس وحيدا" تفكر في حالك وإلى ما آلت إليه حياتك....
حتى حينما تجبر على الجلوس في البيت... أشغل وقت فراغك بالقرآءه المفيده التي لن تجعلك جليس أفكارك السلبيه...حينها ستستعيد قوتك...
فالقوة كالمعطف الذي قد نجبر أحيانا" أن ننزعه لبعض الوقت ثم ندخل الحجرة لنبكي قليلا" ...ثم نخرج نرتديه مرة " أخرى ونواصل المسيره...وسنظل أقوياء حتى ونحن نبكي...
فكل الظلام الذي في الدنيا لآ يستطيع أن يخفي ضوء شمعة مضيئه...هذه الشمعه هي عدم اليأس من روح الله...
فأعمل بهدوء...وأحسن الظن بالله...وكن راضيا" ولا تتذمر من الحوادث..وإذا علمت أن أربعة تهدم البدن..الهم والحزن و الجوع والسهر...الآ زلت راغبا في هدم بدنك؟!
قال برنارد شو :إن سر الإحساس بالتعاسه هو أن يتوفر لك الوقت لتتساءل أشقي أنا أم سعيد؟
فالخطوة الأولى للراحة النفسيه هي محاربة الفراغ لديك...
فأنظر إلى الباحثين والعلماء قلما يصابون بإنهيار عصبي..فليس في وقتهم متسع لهذا الترف!
فالفراغ هو القاتل الصامت الذي يجب ان تحاربه بذكاء...
وأخيرا" تذكر أن تجعل حياتك رائعه لأن كل يوم هو عباره عن بدايه جديده وكل لحظه هي نعمة من الله عز وجل (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لآ يشكرون)....ودمتم بخير وحب وسعاده....