المشاكل النفسية لدى الاطفال

عزيزي الأب . . . عزيزتي الأم :

إن مما لا شك فيه أن أهم خطوة في علاج لمشكلات النفسية عند الأطفال هي معرفة أسبابها . فإذا عُرِف السبب، بطل العجب .

¨ هناك عوامل وراثية وبيولوجية تؤدي إلى إصابة الأطفال بالمشكلات النفسية دون أن يكون هناك دور كبير للوالدين أو المجتمع في حدوث ذلك ، ولكن في معظم الأحيان نجد هناك تداخل كبير بين دور الأسرة والمجتمع والعوامل الوراثية .

¨ أن تشاجر الوالدين أمام الأولاد وكثرة صخب الأب والأم وغضبهما المستمر له تأثيره السيء على الأطفال لأنه قد يزعزع ثقة الطفل بوالديه وبالتالي تظهر عليه الحالات النفسية .

¨ أن كثرة الضرب للأطفال وكثرة السباب والشتائم لهم من أهم الأسباب التي تخلق جيلاً من الأطفال عديم الثقة بنفسه وغير قادر على العطاء .

¨ إن الرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة يقرِّر أن المؤمن ليس بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش البذيء وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فمن باب أولى أن يسلم أولادنا فلذات أكبادنا من ألسنتنا وأيدينا .

¨ إن مشاهدة الأطفال للأفلام المرعبة والقصص الخيالية التي تتصل بالجن والعفاريت من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زرع المخاوف والمشاكل النفسية لدى الأطفال . إن كثيراً من الآباء والأمهات قد تركوا الحبل على الغالب لأولادهم لمشاهدة كل ما يريدون رؤيته في التلفاز من الضار والنافع حتى أصبح التلفاز عند بعض البيوت الخادمة الثانية التي لا يستغني عنها ليلاً أو نهاراً إن معظم علماء النفس يوصون بألا تزيد مشاهدة الطفل للتلفاز عن ساعة واحدة يومياً ، فأين نحن من ذلك ؟ ؟ ! !

¨ من أسباب المشكلات النفسية لدى الأطفال دلال الوالدين المفرط وقلقهما الزائد وتحسسهما الشديد على أولادهم وتربية الأطفال على العزلة و الإنطوائية والاحتماء بجدران المنزل فينشأ أطفال مترفين مرهفين الحس لا يستطيعون مواجهة أقل الأخطار أمامهم فتنشأ عندهم مشاكل نفسية لا حصر لها .

¨ وأخيراً فإن التوازن مطلوب بين الشدة واللين والترغيب والترهيب في تربيتنا لأبنائنا كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الحاكم : "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين (دعوة بالحكمة والموعظة والتشجيع) و اضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع"